قراءة باكية في سفر الهموم والأحزان من مذكرات العميد المغدور الدكتور مصطفي دموع عميد الأطباء وسيد الشرفاء وأنبل النبلاء تنساب غزيرة علي أوراقه اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك ….سبحانك لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك. اللهم انى اشكو إليك ضعف قوتى وقلة حيلتى وهوانى علي نفسي وعلي الناس.إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي ولكن عافيتك هي أوسع لى …أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت به الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك أو يحل علي سخطك .إلي من تكلنى إلي حبيب خاننى أم إلي عدو شامت بي …لك العتبي حتى ترضي ولا حول ولا قوة إلا بك . اللهم إنى أشكو إليك بثي وحزنى فارحمنى من عذاباتى وهمومى فلم يعد قلبي قادرا علي تحمل ما تنوء الجبال بحمله من أحزان وآلام . سلكت كل السبل لكى تتهاوى آلامى وأحزانى فلم تزد إلا عتوا وتجبرا . قرأت سورة يوسف في صلاتى ..تلك السورة التى يتأسي بها الحزانى والتعساء فلم ينقطع بكائي في صلاتى وبكاء المصلين خلفي حزنا علي حالى وتعاستى . كان المصلون يلتفون حولي بعد الصلاة بعد ان ينهكهم البكاء و بعد أن شعروا بهول الكارثة التى أمر بها ولا يزالون يواسوننى حتى ينبلج الصباح . كانت زوجاتهم في بيوتهن يبكين من أجلي فبلغ سلامى الأخير لأخي المهندس طلعت الذي احتضننى هو وأسرته ..كانت السيدة الكريمة زوجته تبكى كأنما فقدت أحد أولادها حفظهم الله ورعاهم ..وكانت تربت علي كتفي كأنما تواسي أحد أبنائها . سل زوجتى السابقة كيف هان عليها شرفها فجلست أمام رجل غريب يتأمل ملامحها ويغازلها ويضاحكها وربما أطعمها في فمها وهي مازالت في عصمتى . ذكرها بهند بنت عتبة حين كان الرسول صلي الله عليه وسلم يأخذ البيعة من النساء كما أمره المولي في سورة الممتحنة وقال لها المصطفي : وألا تسرقن فقالت ان مال أبي سفيان هنات ثم قال لها : ولا يزنين ..فردت عليه ردا يحق له ان يدرس لكل نساء الدنيا .قالت : وهل تزنى الحرة يا رسول الله . فالحرة الشريفة تخشى علي شرفها وعرضها ولوكانت كافرة . نحن لسنا في معرض الحديث عن الزنا ولكننا في موضع التأمل لقول سيدة في الجاهلية وهي تلقي درسا لنساء الدنيا أن شرف المرأة يصان لأجلها هى قبل أن يكون لرب تتقيه أو لزوج تخشاه. سل زوجتي السابقة كيف سمح لها شرفها أن تجلس في السيارة بجوار أجنبي وقل لها ألا تدرين أنك قد مزقت أحشاء زوجك وحطمت عظام والدك في قبره سلها بأي ذنب قتلتنى وبأي قانون خانتنى وبأي عهد قذفت بي إلي جحيم مستعر ذكرها بأن الله عزيز ذو انتقام وأن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب وأن رب العزة أقسم للمظلوم : لأنصرنك ولو بعد حين . اللهم إنى أشعر بدنو أجلي فاقبضنى إليك عاجلا غير آجل فلم يعد في صدري موضع لاحتمال الأحزان والهموم . إلهى ليس لي إلاك سند وعون فهل يا سيدي فرج قريب . رب إنى مسنى الضر وأنت أرحم الراحمين فاكشف اللهم ما أجد وأعانى . يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث فأغثنى من هم قصم ظهري وحزن مزق وجدانى وبؤس لو وزع علي أهل الأرض لوسعهم . ربي انى مغلوب فانتصر ومكروب ففرج كربي ومهموم فاجعل لي من همومى ملاذا ألجأ إليه ينجينى برحمتك يا أرحم الراحمين . يقولون عنى عميد الأطباء وما أغنى عنى ذلك شيئا ويقولون عني سيد قومه ولكن امرأة فاجرة جعلت سيد القوم يتمنى لو كان خادمهم ولم تنزل به تلك الصاعقة . ما أعجبك أيتها الدنيا كيف يصحو عميد الاطباء من نومه علي خبر تخر له الجبال وهو سفر زوجته مع جربوع حقير وقضائها السهرة معه وتناولها طعام العشاء معه وسفرها ذهابا وايابا بجواره ..ما أحقرك أيتها الدنيا اللعوب . ربي إن قضاءك منك وأنا أستعين بك علي قضائك فاقبضنى إليك ولا تزد في بؤسى وتعاستى . واحزناه ..واحرقلباه علي فؤاد يتلقي طعنة غادرة من امرأة كان لا يتوانى في إحضار النجوم إليها.وينفطر إن أصابها مكروه فكان جزاؤه أن ذبحته من الوريد إلي الوريد أخى الحبيب لاتنس أن تخبرها أن الأيام دول وأن غدا لناظره قريب وأن الله يمهل للظالم حتى إذا أمسكه لم يفلته …وحين تدور عليها الأيام وحتما ستدور فلا تأخذك بها رحمة ولا شفقة وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين ….ولله الأمر من قبل ومن بعد