صدر مؤخرًا كتاب (فرسان العشق الإلهي) للدكتور عمار علي حسن، وهو عبارة عن صور قلمية أو تراجم أو ملامح ذاتية لرموز التصوف وشيوخه الكبار، الذين شكلوا كتيبة عريضة من فرسان المحبة والتسامح والزهد والولاية والمعرفة الحدسية على مدار التاريخ الإسلامي، وهم ينتمون إلى تيارات صوفية مختلفة. ويقول المؤلف "حاولت في سرد هذه الشخصيات أن أتبع منهجا واحدا، وسعيت إلى أن أدقق النظر، وأوزن المعنى، حتى نحط خبرا بكل الآراء والمواقف حول الشخصية التي نعرضها، آراء ومواقف المادحين والقادحين فلا إجماع على أحد ولا كرامة لنبي في وطنه والتاريخ اختيار وما يكتب عن إنسان، صغر أو كبر، في أي زمان وأي مكان لا يخلو من هوى، ولا ينجو أحيانا من ضعف". كانت شخصيات هذا الكتاب قد نشرتها إحدى الصحف المستقلة، تباعًا في شهر رمضان الماضي، ومنها الجنيد ومعروف الكرخي وأبو حامد الغزالي والحلاج والسهروردي ومحي الدين ابن عربي. ويضيف الكاتب: "نشرت هذه الشخصيات، عقب انقضاء الموجة الأولى من الثورة، وقت أن أطلت علينا رؤوس دينية جامدة خامدة، أدعت امتلاك الحقيقة، وظنت أنها هي التجسيد والتمثل الأساسي والوحيد للإسلام، وأقصرت لقب العلماء على حفنة من رجالها يحفظون بعض كتب قديمة، يقدسون مؤلفيها من البشر، ويعتقدون أنها العلم الصرف، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه". وتابع الكاتب: "تاريخ الإسلام غني بشخصيات أعظم بكثير من هؤلاء الحفظة المنغلقين، الذي يركزون على المنظر لا المخبر، والمظهر لاالجوهر، إنهم هؤلاء الذين حبسوا الإسلام العظيم في مجموعة من الأمور الشكلية العابرة، وها هو هذا الكتاب يضعهم في حجمهم الطبيعي، دون أن يذكر ذلك صراحة". المصدر: بوابة الأهرام الإلكترونية.