د. ابراهيم نجم مستشار مفتي الجمهورية – شموس نيوز في خطابه الجامع في منتدى الشباب في نسخته الثامنة أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي على ضرورة المواجهة الفكرية الجادة لتيارات التطرف والإرهاب وبخاصة الإخوان الإرهابية، وطالب المؤسسات المعنية بضرورة بذل المزيد من الجهود التي تناسب الخطر الذي تعانيه الأمة حيث أشار الرئيس إلى أن الإرهاب الآن ليس مجرد أفكار فردية ساذجة بل هي مؤمرات دولية خبيثة تساند بالتخطيط والمال أي أفكار هدامة مهما كانت سطحية أو تافهة أو كاذبة معتمدة على ترويج الشائعات المشككة وبث روح الإرجاف والهزيمة والضعف في نفوس الشعب المصري، وقد طالب الرئيس جموع الشعب المصري بضرورة اليقظة والوعي للخطر الداهم والمخطط الشيطاني الذي تحيكه هذه الدول والجماعات، ويأتي هنا أهمية الحديث عن الدور الهام الذي تلعبه المؤسسات العلمية والفكرية التي تعمل على مواجهة الأفكار المتطرفة بشكل مؤسسي وبطريقة علمية جادة لا تكتفي بالخطب والشعارات الرنانة من أهم هذه المؤسسات الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم وهي المظلة الجامعة لكل دور الإفتاء والتي أُسست بناء على مطالبات الرئيس المتكررة بوجوب مجابهة هذه الجماعات فكريا وضرورة تجديد وتطوير الخطاب الديني مع المحافظة على الثوابت فكانت الأمانة العامة بفكرها الحديث المتجدد وكانت أولى الخطوات إدراكاها أهمية وخطر البعد العالمي في مواجهة التطرف والإرهاب وعدم الاقتصار على البعد المحلي حيث تجاوزت هذه الجماعات الحدود المحلية بل والإقليمية وأدخلت نفسها في مخطط شيطاني خبيث جعل منها خنجرًا مسموما في ظهر مصر وشعب مصر، وقادت الأمانة العامة مبادرة الاجتماع والتكتل وتوحيد الصفوف والجهود والرؤية التي تنطلق منها لمواجهة المخطط الشيطاني لجماعة الإخوان الإرهابية فضمت في عضويتها أكثر من خمسين من المؤسسات العالمية العاملة في مجال الإفتاء والدعوة وتجديد الخطاب الديني وكان لهذا التكتل أكبر تأثير على مستوى العالم في محاربة هذا الفكر الإرهابي داخل المؤسسات الدينية العالمية التي كان يخترقها هؤلاء ويبثون من خلال منابرها الأكاذيب والأضاليل عما يحدث في مصر حيث تم مواجهة الاختراق وعزل التيار الإرهابي بشكل كامل وتوافدت الوفود على مؤتمر الأمانة العامة العالمي على مدار أربع سنوات وتم طرح كل القضايا بوضوح تام وأطلقت برامج التأهيل والتدريب للأئمة والعلماء وانحسر بل واختفى إلى الأبد دور المؤسسات العالمية الإرهابية كالاتحاد العالمي الإخواني الذي تهاوى وتحطم على صخرة جهود الأمانة واجتماع العلماء تحت رايتها واعتمدت الأمانة أيضًا الأساليب العلمية الحديثة فاقتمحت مجال الأنترنت وأطلقت صفحات السويشال ميديا على اختلافها وتنوعها وناقشت الشباب وتبنت سياسة الحوار الهاديء المفتوح وتعرضت للهجوم الشديد من اللجان الالكترونية وتلقت بصبر وثبات كما كبيرا من البذاءات ومحاولات تهكير الصفحات وإغلاقها وكلها محاولات باءت بالفشل والخسران والأمانة تدرك تماما أن الإرهابيين كانوا يظنون أن هذا مجال السويشال ميديا كان سلاحهم الذي يتفردون به ويبثون من خلاله الأكاذيب والأراجيف وكان إعلان الأمانة – عن طريق المنشورات وأفلام الموشن جرافك المؤثرة – جماعةَ الإخوان جماعة إرهابية تعمل ضد دينها ووطنها ضربة قوية قاصمة مثلت صدمة كبيرة للمتطرفين الذين يريدون تحييد المؤسسات الدينية الرسمية في هذا الصراع وهذه الخطوة شجعت كثيرا من المؤسسات الأخرى على مثل هذا التصريح مما زاد من قوة الضربة وتأثيرها ، وقد أصدرت الأمانة العديد من الأعمال العلمية الجادة التي تعمل على تفكيك مقولات وأفكار هذا الفكر المتطرف فأصدرت موسوعتها العلمية (دليل المسلمين إلى تفنيد أفكار المتطرفين) وهي موسوعة متخصصة صدرت في مجلدين تناقش أهم أفكار الجماعات المتطرفة –وبخاصة أفكار سيد قطب المبثوثة في كتابيه المعالم والظلال كجاهلية المجتمع والحاكمية والتكفير والخلافة والمواطنة والولاء والبراء والتي شُوهت بها أفكار الشباب وزجت بهم في متاهات التكفير والعنف ومحاربة الأوطان وأصدرت الأمانة مجلة جسور الالكترونية التي تناقش الكثير من القضايا الهامة والتي لاقت قبولا وانتشارًا واسعًا عبر مواقع السوشيال ميديا والأمانة العامة خلية نحل لا يتوقف العمل فيها لحظة واحدة على مدار العام فهناك برامج التدريب والتأهيل المستمرة التي تساعد أئمة العالم على مواجهة أفكار العنف والتطرف، وهناك المؤشر العالمي للفتوى الذي يرصد على مدار الساعة ما يدور في كل وسائل الإعلام العالمية من مناقشات دينية وحوارات وأسئلة وهذا الرصد يساعدنا في معرفة ما يدور في أذهان الناس وتوجهات الرأي العام العالمي لكي نتخذ الخطوات العلمية المناسبة للرد على تلك التوجهات تدرك الأمانة العامة ضرورة بذل المزيد من الجهود في هذا المضمار وتدرك تماما أن المعركة معركة مصير لم تتوقف لحظة واحدة وتدرك أنه في اللحظة التي تقصر فيها مؤسسات التنوير في محاربة هذا الفكر فهذا يعني مزيدا من سفك دماء الأبرياء من الشعب والشرطة والجيش وهي تنطلق في عملها من منطلق الواجب الوطني والديني والأخلاقي والقيمي وتتخذ من رؤية وأفكار الرئيس عبد الفتاح السيسي الجريئة الواعدة نقطة انطلاق نحو مسيرة جهاد لإيقاظ وعي الأمة وإنقاذها من مخططات التدمير والتخريب الفكري الذي يراد بها وكلنا أمل أن كل مسيرة لها قائد وطني مخلص يعمل على إيقاظ الوعي وتحرير العقول فإن مصيرها إلى النصر بإذن الله تعالى.