قسوته المفتعلة تكشف عن جرحه الغائر…… وذاك الثلج المتساقط من فمه…… ينافي تلك الحرائق التي أشعلها جنونه بها……. كيف لحمم أن تستحيل جليدا بطرفة عين…… هى تدرك لغته…..تعرف مايعتلج بنبضه تعرف قدر اللهفة ال تتآكله إليها…… وذاك الوجد يتقاذفه بلا رحمه…… فبأي حديث بعد الصمت ال ران عليها تترجم قصتها……. وذاك الطلسم يعبرها حيث سكون الريح…… …..يسلمها لأصفاد من نار وطواعية تستسلم…… …..تطوي وهج أنوثتها وتستسلم تغلق بيبان الشغف وتستسلم……. توصد كل دروب اللهفة وتستسلم….. سجان الليل يحاصر جدران توشك أن تصرخ ظمأ……. وظلال الحلم تعانقها ….. …..وتجفل خائفة وبشرشف بارد تتشرنق دون الشكوى….. …. وتستسلم تهمس لستائرها عن أمنية فرار لا تملكها……. ……وتغفو وكذا تمضي أيام رماد تتراكم فيها…… …..وتستسلم فمن أين جاء ذاك الغريب……. وألقى الحجر بسكون النهر الراكد من عهد الغيم الأول…… وكيف بعنف يتنازعها ليخلعها من جذر الصمت المترامي في أرجاء الروح…… …..كعتم بات يعشش فيها وهى لا تملك أن تتحرر من أصفاد وقيود…… ومتاهات تتشكل حيث خطاها…… وحصار الريح يشتتها…… ومغمضة العين تدور بين رحاه ….. فكيف لذاك العابر أن يتسلق أسوار النار ….. ويتمهل عند شواطيء عينيها….. ……ويناشدها أن تهدأ تلك المصلوبة بين الصخر وبين الشوك…… قدرُ أن يسبيها التيه وغيلان الخوف…… قدرُ أن يأتي من غيهب غيب….. …..وبقلبه يلوح…… وفي سكون تمضي للبعيد…… كأنها لم تلمح نداء عينيه…… كأنها لم تر آخر قاطرة تحمل أحلامه…… هى القابعة بين محطات الرحيل…… ولا حقائب تحتوي زخم حيرتها……. قدر…… أن يمر بجوارها…..يمد يدا وأن تقبض يدها العالق بها ألف قيد….. أن يلون سماءها بالأرجوان…… فيلفها القاتم للبعيد…… أن تغرد عصافير حلمه على أشجارها……. …..فيجتزها خريف الغياب فكيف تعجب لقسوته ….. وهى…… تعي جدا……رهافة قلبه …..وحُرقة نبضه !! منى_عثمان