المستشار الدكتور ايهاب السعدنى التعليم يعني الإنارة والدراية والفهم والعلم وهو عكس الجهل والتغييب والسطحية واللامبالاة، والعقلية العلمية هي العقلية القادرة على الفكر، ومنظومتنا التعليمية تعاني قصورًا كبيرًا انعكس على مستوى الخرجين الذين يعجز المرء عن التفريق بينهم في مستوى تفكيرهم أو ثقافتهم، فعندما تذهب لناقشة أحدهم في أمر ما لا تعرف إذا كان من حملة الماجستير أو الدكتوراه أو المؤهلات العليا أو المتوسطة أو تحت المتوسطة أو الإعدادية..إلخ فالكل في الهم شرق. هذه العقليات التي لا تقوى على الفكر هم وقود الأباطرة وقوتهم، بهم يستقر ملكهم، وتدوم سلطتهم، بل إنهم يجدون منهم من يبرر أفعالهم المشينة على أنها جاءت لخدمة البشرية، لكن لو حدث العكس وتحول كل هؤلاء وأصبح من الثقافة والوعي والفكر بمكان فهنا تكون المشكلة وتُقض مضاجع الأباطرة وتزلزل الأرض من تحت أقدامهم. فإصلاح المنظومة التعليمية يحتاج جهدًا جهيدًا لأجل إصلاح ما أفسده السابقون، وهذا لن يتحقق في القريب العاجل، والحل من وجهة نظري هو المدرسة البديلة والمعلم البديل، بمعنى أن يتحول البيت إلى مدرسة بديلة تُعنى بالتعليم والتربية على حد سواء، يكون مدرسوها هم الأب والأم، لكي تخرِّج لنا جيلاً بعقلية علمية متزنة وبأخلاق قويمة، وقتها نستطيع فقط بناء دولة متحضرة لأننا استطعنا بناء إنسان متحضر. ما نحن فيه اليوم هو إرث تاريخي خرب العقلية المصرية بدأت بمرحلة التلقي العقيمة وانتهت بمرحلة اللاشيء، متعلم لا شيء، مثقف لا شيء، هذه الثقافة العدمية وثقافة التلقي أصبحت منهج حياة، والتي من أهم مخلفاتها انشقاق المجتمعات وتخلفها بين الأمم، وتناحر أهلها، وعدم القدرة على الإنتاج والإبداع، ومن ثم يخفق المجتمع في أي تصنيف إيجابي. فكرة المدرسة البديلة أعتقد أنها مهمة جدًّا في حالة غياب المدرسة الأساسية وانحرافها عن رسالتها الأساسية، وهذه المدرسة البديلة أوفر من الناحية المادية ناهيك عن مكاسبها العلمية والأخلاقية التي تعود على أبنائنا، بسبب بسيط جدًّا وهو أن المعلم هو الأب والأم اللذين لا يدخران جهدًا في تحصيل أبنائهم للعلم فضلاً عن حرصهم على أخلاق أبنائهم. علموا أبناءهم العلم والفكر والأخلاق يرحمكم الله.