هذا الرجل الذى كان لايزال فى عنفوان الشباب ارتضى الشهادة فى سبيل الله على ان يقول كلمات تعبر عن الشرك رغم أنه كان وحده أمام الاف وكان كما قال أحد الذين يحبون الدنيا كان من الممكن ان يستخدم الدهاء فى هذا الموقف وينطق هذه الكلمات بلا نية من أجل الخداع فقط ولكنه راى الموت خيرآ من ان يشرك بالله وبرسوله حتى وان كان وحده ..............أتعرف من هذا أنه جبيب بن زيد رضى الله عنه واذا كنا لنا ان نتحدث عن بعض هذه الشخصيات العظيمة لنتعلم منها فهذا الرجل من الممكن ان نأخذ عنه ونتعلم منه الكثير ولكن علينا أولآ أن نعرف عن حياته أنه كان وأبوه زيد بن عاصم -رضي الله عنهما- من السبعين المباركين في بيعة العقبة الثانية ، وكانت أمه نسيبة بنت كعب أولى السيدتين اللتين بايعتا الرسول -صلى الله عليه وسلم- أما السيدة الثانية فهي خالته ، ولقد عاش الى جوار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد هجرته الى المدينة لا يتخلف عن غزوة ولا يقعد عن واجب000 في آخر السنة العاشرة000بعث مسيلمة بن ثمامة الى رسول الله- كتابا جاء فيه ( من مسيلمة رسول الله الى محمد رسول الله ، سلام عليك ، أما بعد فاني قد أشركت في الأمر معك ، وان لنا نصف الأرض ، ولقريش نصف الأرض ، ولكن قريشا قوم يعتدون ) فرد عليه الرسول -صلى الله عليه وسلم- بكتاب جاء فيه ( بسم الله الرحمن الرحيم ، من محمد رسول الله الى مسيلمة الكذاب ، السلام على من اتبع الهدى ، أما بعد فان الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين ) ومضى الكذاب ينشر افكه وبهتانه ، وازداد أذاه للمسلمين ، فرأى الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يبعث له رسالة ينهاه فيها عن حماقاته ، ووقع الاختيار على حبيب بن زيد ليحمل الرسالة 000وفض مسيلمة كتاب رسول الله له فازداد ضلالا وغرورا ، فجمع مسيلمة قومه ليشاهدوا يوما من الأيام المشهودة000وجيء بمبعوث رسول الله وأثار التعذيب واضحة عليه 000 فقال مسيلمة لحبيب ( أتشهد أن محمدا رسول الله ؟)000وقال حبيب ( نعم ، أشهد أن محمدا رسول الله )000 وكست صفرة الخزي وجه مسيلمة ، وعاد يسأل ( وتشهد أني رسول الله ؟)000وأجاب حبيب في سخرية ( اني لا أسمع شيئا !!)وتلقى الكذاب لطمة قوية أمام من جمعهم ليشهدوا معجزته ، ونادى جلاده الذي أقبل ينخس جسد حبيب بسن السيف ، ثم راح يقطع جسده قطعة قطعة ، وبضعة بضعة وعضوا عضوا000والبطل العظيم لا يزيد على همهمة يردد بها نشيد اسلامه ( لا اله الا الله ، محمد رسول الله )000 وبلغ الرسول -صلى الله عليه وسلم- نبأ استشهاد حبيب بن زيد ، واصطبر لحكم ربه ، فهو يرى بنور الله مصير هذا الكذاب ، أما أمه نسيبة بنت كعب فأقسمت على أن تثأرن لولدها من مسيلمة000ودارت الأيام وجاءت معركة اليمامة ، وخرجت نسيبة مع الجيش المقاتل ، وألقت بنفسها في خضم المعركة ، في يمناها سيف ، وفي يسراها رمح ، ولسانها يصيح ( أين عدو الله مسيلمة ؟)000ولما قتل مسيلمة وأتباعه ، رأت نسيبة وجه ولدها الشهيد ضاحكا في كل راية نصر رفعت ومن خلال حياة هذا الصحابى الجليل نقول أن الايمان اذا كان فى القلب ثابتآ صادقآ فهو افضل ما أنعم به الله على عبده وان الدين أمام الدنيا فعلينا أن نختار الدين لأن هذا سيكون الطريق الى رضاء الله سبحانة وتعالى والطريق الى الجنة والاخلاص فى الحق مهما كانت العواقب من الأمور الهامة التى يجب أن نتمسك بها دائمآ وهذا والكثير الكثير ما يجب أن نتعلمه من حياة زيد بن حبيب الصحابى الجليل رضى الله عنه