تنكشف حقيقة أمريكا دوما و تثبت تحركاتها وأفعالها ومواقفها أن مكانتها فى تناقص وفى اضمحلال ، وأخر تلك المواقف المخجله هو تصريح للمتحدث باسم البنتاغون " الاميرال جون كيرنى " والذى ينفى فيه ضرب طائرات امريكية لمواقع " داعش " فى العراق ، وتشديده على أن الهدف من تحليق الطائرات الأمريكية فى الاجواء العراقيه هو فقط لجمع المعلومات وحماية للأمريكيين الموجودين على الاراضى العراقية ، الذين يمتد عملهم خارج السفارة وكأنه يقول : أما العراقيون فيموتون أو يحترقون ، فشأنهم لا يهم الادارة الامريكية فى شيء ، ونسي بغبائه الامريكى الشهير أن العالم كله شاهد على أن أمريكا تعهدت يوم أن غزت العراق فى عام م 2003 ، بحمايته وبناء جيش عراقى جديد قوى قوامه الحداثة والقدرة على منع أى ضرر يلحق بالعراق قبل حدوثه وأن أمريكا لن تترك العراق قبل أن يتحقق ذلك . كل الدلائل تقول أن داعش هو صنيعة الامريكان لأسباب عده أهمها خلق بؤرة نزاع فى سوريا بين السنه والشيعة ، يتم من خلالها استقطاب المجاهدون الموجودين فى افغانستانلسوريا ليتم الخروج الامن للقوات الأمريكية المتواجدة فى أفغانستان ، فساعدت امريكا على اشتعال فتيل الازمة فى سوريا وفى كل الاتجاهات حتى يتحقق مقصدها وهو ما تم بالفعل . وقد يكون هناك اتفاق تم بالفعل بين تنظيم القاعدة والأمريكان فى هذا الشأن ، من خلاله تعطى أمريكا الامان التام والضوء الاخضر لداعش ليفعل ما يحلو له بالعراق من تدمير وقتل وعمليات تخريبية ، وإلا فما معنى تصريح الاميرال جون كيرنى الاخير بشان تحليق الطائرات العراقيه فى العراق ، فهو بمثابة توضيح لداعش وتأكيد أمريكى على عدم مس أو التعرض لأعضاء داعش بسوء . أمريكا تتواجد أينما يتعهد من يدفع لها فتفرض سطوتها لتحقق مصالحها ، فحينما كان النفط العراقى متاح تدخلت أمريكا عنوه وبدون طلب دولى أو مظلة من مجلس الامن ، فكان حماية لإسرائيل من تكرار تهديدات صدام حسين وللاستيلاء على مقدرات العراق من نفط وغيره ... والآن وبالرغم من أن العراق فى حاجه ماسة لتدخلها عسكريا ضد المجموعات الارهابيه التى تترأسها القاعدة ، فأمريكا ترفض حتى تخيل عضو من أعضاء القاعدة أن لأمريكا يد فى ضرب داعش أو التعرض له ، الامر الذي يقلل من شأن أمريكا وينتقص من قدرتها ويقلل من مصداقيتها أكثر وأكثر ، الامر الذى يقوى من موقف روسيا ويساعد على صعود نجمها مرة أخرى فى المنطقة ومنازعتها لأمريكا فى زعامة العالم .