الله تعالى وحده قد فضل أشياء على أشياء, وأشخاص على أشخاص وأزمان على أزمان, وأماكن على أماكن, ومن بين البلدان التي منحها الله تعالى تميزاً "مصر" هذا البلد العريق المتميز حقاً بعلومه وتاريخه وحضارته وديانته وخيراته وفضائله كما سنذكر في هذه الورقة. فالعلماء يبرهنون على أن سبب التخلف الحالي هو تدنى مستوى التعليم و البحث العلمي، والسياسيون يتحدثون عن السياسة وأن الظلم والنظم الاستبدادية والديكتاتورية هي السبب، وأن الحل يبدأ من إقرار الحكومات للديمقراطية كنظام للحكم، والمفكرون يحملون الفكر المسئولية الأولى والأخيرة، وكذلك في كل مجال تجد أن من يطرح المشكلة يطرحها من جانبه بالدرجة الأولى، حتى الدعاة يقولون أن السبب هو البعد عن الدين؛ وهم يقصدون بالدين هنا العبادات وفقط، ففي هذه المرحلة الجديدة من تاريخ مصر وبعد تلك الثورة البيضاء العظيمة نريد من أهل العلم والدعوة, وأهل الفكر والأدب, والمسئولين وأولي الأمر أن يقدروا لمصر قدرها وأن يتولوا أمرها بكل جدارة ومسئولية, وأن يبرزوا للناس جميعاً ما هي مصر, وما قدرها الديني والتاريخي والحضاري والعلمي والجغرافي, وما حاجة العالم كله إليها وما مدى تأثره بما يقع على أرضها من وقائع وأحداث و الناس على ثلاث أنواع , نوع يفكر و يقتنع فيقنع من حولة ويقودهم و الثاني يقتنع ويشارك و الثالث يقاد كما تقاد الدواب فإن لم تكن الأول فلا تكن الأخير إن ما يحدث فى مصر الأن يستحق أن نشارك فية جميعا , فمن التاريخ نتعلم ... و من الخلافات نستفيد و كفاكي يا مصر ما كفا من هي مصر ؟ حينما نتكلم عن مصر لابد أن نعرف من هي مصر ؟ الإسم / جمهورية مصر العربية العمر / سبعة آلاف عام من الحضارة العاصمة / القاهرة و هي أكبر مدن العالم العربي و أفريقيا و الشرق الأوسط و هي المركز الصناعي و التجاري لمصر. مصر هي البلد البسيطة ... الحصينة .... المكنونة , هي التي تملك الحضارة الضاربة للتاريخ , هي التي ما رضخت يوما إلا لبارئها , هي أم الدنيا الحنون , هي الأخت الكبرى التي نستظل بفيء تاريخها, النيل الذي لا أعذب ولا أبرد ولا أحلى , هي مئات آلاف الشهداء على مذبح حريتها وحرية أشقائها وشقيقاتها , هي بوابتنا ، وهي نافذتنا المشرعة للحق والخير والجمال .. والحرية . , هي الراية التي لا تطالها راية ,مصر هي مصرنا, هي من تقول للتاريخ : قف .. ليس اليوم كالأمس مصر .. تصنع الآن الفجر المنتظر بسواعد شبابها ورجالها ونسائها مصر .. هي التي أرادوا أن يشطبوها من دفتر العروبة ، فأبت .. وثارت .. وزلزلت مصر .. هي التي أرادوها مسرحا للخفافيش وطيور الظلام ونجمة داوود ، فرفضت ، وأعلنت صدق انتمائها ، وشفافية روحها مصر .. هي التي لا تقبل تطويعا مصر .. هي التي أرادوا مصادرة إرادتها في غفلة من الزمان الصعب ، فانتفضت لتترعهم كأس المهانة والذلة اللتين يستحقونهما مصر .. التي أرادوا أن يهجنوها بلقاح الأجنبي والغريب الأجرب ، والعدوان ، فانتصرت لدم عروبتها ، ونسيجها المتآخي مصر هي " مهبط الوحي الحضاري " , مصر المكان و المكانة ... الحضارة و الريادة مصر .. هي مصر .. وكفى . من فضائل مصر: هناك عدة أسباب ومظاهر وإشارات دالة على مكانة مصر العظيمة منها ما هو ديني ومنها ما هو تاريخي نذكر منها ما يلي: • ذكرها في القرآن الكريم والسنة المطهرة مدحاً وثناء:- ذكر المؤرخون والمفسرون أن من فضائل مصر ورود ذكرها في القرآن الكريم قال ابن زولاق في فضائل مصر:" إن الله جل ثناؤه وتقدست أسماؤه ذكر مصر في ثمانية وعشرين موضعاً في القرآن ". وذكر هذه المواضع من القرآن بعضها بصريح النص والبعض الآخر دلت عليه القرائن والتفاسير, وليس ذكر مصر خاصا بالقرآن الكريم بل ذكرت كذلك في العهدين القديم والجديد. وكما وردت ذكرها في القرآن ورد ذكرها مدحا وثناء في السنة المطهرة وعلى ألسنة السلف من ذلك: من ذلك وصيته صلى الله عليه وسلم بأهلها في قوله:" ستفتح عليكم بعدي مصر فاستوصوا بقبطها خيراً, فإن لكم منهم ذمة ورحما" رواه مسلم ك/ فضائل الصحابة ب/ وصية النبي صلى الله عليه وسلم بأهل مصر. وفي كنز العمال للمتقي الهندي عن عمر بن الخطاب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جنداً كثيراً، فذلك الجند خير أجناد الأرض، فقال له أبو بكر: ولم يا رسول الله؟ قال: لأنهم وأزواجهم في رباط إلى يوم القيامة." وقد دعا النبي صلى الله عليه وغير ذلك من الآثار الكثيرة في فضائلها. وصف مصر على لسان الصحابة الكرام رضي الله تعالى عنهم وكلامهم عن أهلها: قال بعض المؤرخين: إنه لما استقر عمرو بن العاص رضي الله عنه على ولاية مصر كتب إليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أن صف لي مصر؛ فكتب إليه: ورد كتاب أمير المؤمنين أطال الله بقاءه يسألني عن مصر: اعلم يا أمير المؤمنين أن مصر قرية غبراء، وشجرة خضراء؛ طولها شهر، وعرضها عشر؛ يكنفها جبل أغبر، ورمل أعفر؛ يخط وسطها نيل مبارك الغزوات، ميمون الروحات؛ تجري فيه الزيادة والنقصان كجري الشمس والقمر؛ له أوان يدر حلابه، ويكثر فيه ذبابه، تمده عيون الأرض وينابيعها حتى إذا ما اصلخم عجاجه، وتعظمت أمواجه، فاض على جانبيه فلم يمكن التخلص من القرى بعضها إلى بعض إلا في صغار المراكب، وخفاف القوارب، وزوارق كأنهن في المخايل ورق الأصائل؛ فإذا تكامل في زيادته، نكص على عقبيه كأول ما بدأ في جريته، وطما في درته؛ فعند ذلك تخرج أهل ملة محقورة، وذمة مخفورة، يحرثون بطون الأرض ويبذرون بها الحب، يرجون بذلك النماء من الرب؛ لغيرهم ما سعوا من كدهم، فناله منهم بغير جدهم؛ فإذا أحدق الزرع وأشرق، سقاه الندى وغذاه من تحته الثرى؛ فبينما مصر يا أمير المؤمنين لؤلؤة بيضاء، إذا هي عنبرة سوداء، فإذا هي زمردة خضراء، فإذا هي ديباجة رقشاء، فتبارك الله الخالق لما يشاء. والذي يصلح هذه البلاد وينميها ويقر قاطنيها فيها، ألا يقبل قول خسيسها في رئيسها، وألا يستأدى خراج ثمرة إلا في أوانها، وأن يصرف ثلث ارتفاعها، في عمل جسورها وترعها؛ فإذا تقرر الحال مع العمال في هذه الأحوال، تضاعف ارتفاع المال؛ والله تعالى يوفق في المبدأ والمآل. فلما ورد الكتاب على عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: لله درك يا بن العاص! لقد وصفت لي خبراً كأني أشاهده. وقال المستشرق الفرنسي (أوكتاف أوزان) تعليقا على هذا الوصف من عمرو بن العاص إلى الخليفة الراشد عمر ( إنه من أكبر آيات البلاغة في كل لغات العالم وإنه من الفرائد في إيجازه وإعجازه واقترح وجوب تدريسه في جميع مدارس المعمورة حتى يعلموا منه صحة الحكم على الأشياء وكيفية تنظيم الممالك وسياسة الاستعمار" من كتاب عمرو بن العاص لعبد الخالق رابية ص 378. ومما ورد في كتاب ابت تغري بردي تحت عنوان:(ما ورد في نيل مصر) قال رحمه الله: روى يزيد بن أبي حبيب: أن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه سأل كعب الأحبار: هل تجد لهذا النيل في كتاب الله خبراً؟ قال: إي الذي فلق البحر لموسى عليه السلام! إني لأجد في كتاب الله عز وجل أن الله يوحي إليه في كل عام مرتين: يوحي إليه عند جريه: إن الله يأمرك أن تجري، فيجري ما كتب الله له؛ ثم يوحي إليه بعد ذلك: يا نيل عد حميداً. وروى ابن يونس من طريق حفص بن عاصم عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " النيل وسيحان وجيحان والفرات من أنهار الجنة