" ذكرت صحيفة "الوفد" المصرية في عددها الأسبوعي الصادر اليوم الخميس أن نتنياهو أبلغ أوباما بأن إسرائيل لن تستطيع ضبط نفسها إلى ما لا نهاية، وأنها قد تلجأ إلى حلول وصفها ب"الدراماتيكية" منها إعادة احتلال سيناء......" " فيما ذهبت بعض الوسائل الصهيونية المتطرفة إلى أبعد من ذلك، حيث دعت صراحة الجيش الإسرائيلي إلى "حرق مصر !" إذا فتحت معبر رفح للفلسطينيين " ما سبق مختصر لتصريحات عنيفة شنها مسئولون إسرائيليون و التي أعتقد أنها تندرج تحت بند الحرب النفسية التي يجيدها الإسرائيليون ، و لا أظن الموضوع سيتجاوز التهديدات إلى حرب فعلية تلقي فيها إسرائيل بفلذات أكبادها في أتون حرب لا تعلم عواقبها و لا كم خسائرها ولا قيمة الفاتورة الباهظة التي ستدفعها في حرب مع مصر ، حتى و لو جرأتها ظروف فوضى تمر بها ، سيما و أن إسرائيل تدرك جيداً أن مصر ليست حزباً و لا ميليشيا إنما دولة لها جيش نظامي و لديها من السلاح الرادع الذي تصنعه أو تستورده ما يكفيها لتهديد العمق الإستراتيجي الإسرائيلي ، و هو ما يخالف صميم العقيدة العسكرية الإسرائيلية التي تؤمن بنقل المعركة إلى أرض الخصم حتى تقلل من الخسائر المادية و البشرية . كما أن المنطق يقول أن من أراد شن حرب لا يعلن ذلك ، لكنه يأخذ خصمه على حين غرة. لكني على يقين أن إسرائيل في المرحلة القادمة ستسعى إلى تسخين الأمور و تصعيدها من أجل الوصول إلى حالة مواجهة فلسطينية مصرية كما فعلت من قبل حين أوصلت الأمور إلى حالة مواجهة فلسطينية فلسطينية بين فتح و حماس ، و جلست في مقاعد المتفرجين لتشاهد ، و سيتم ذلك عن طريقين : الأول: بالضغط على قطاع غزة عن طريق شن عمليات تشبه ما حدث في 2009 لدفع الفلسطينيين دفعاً نحو الحدود المصرية لتسبب حالة من الفوضى و الارتباك بسبب النزاع النفسي بين الواجب الديني و القومي من ناحية و تأمين الحدود و إفشال مخطط إسرائيلي لعملية تهجير قسري باتجاه شبه جزيرة سيناء من جهة أخرى. أما الثاني: فمن خلال الدفع بعناصر فلسطينية تعمل لحسابهم أو حتى بفرق المستعربين للقيام بعمليات تخريبية داخل الأراضي المصرية و وضع بصمات فلسطينية عليها لتتحول حالة التعاطف المصري الفلسطيني إلى حالة عداء يعقبها قصف إعلامي فاشتباكات حدودية ، يخسر فيها الطرفان و تكون الفاتورة الإسرائيلية قليلة التكاليف ، بل إنها ستستمتع لأنها ستحظى بميزة المشاهد و المعلق من مدرجات الدرجة الأولى و ربما المقصورة الرئيسية. لذا وجب على جميع الأطراف الحذر و أخذ هذه التهديدات بجدية واتخاذ ما يلزم لإفشالها.