قلنا منذ مارس الماضى ان اهداف الثورة فى اليمن لن تتحقق بالاقتصار على التظاهر فى ساحات التغيير او حتى الاعتصامات او العصيان المدنى فى كافة انحاء البلاد ، و نادينا بمسيرة حاشدة لاقتحام قصرالرئيس / على عبد الله صالح ، و ربما تررد بعض المراقبين فى تأييد ذلك النداء خشية عسكرة الثورة ، غير ان نداءنا كان نابعاً عن قناعة تامة بأن على صالح لا يختلف عن غيره من الرؤساء العرب الذين دفعوا شعوبهم للثورة عليهم بعد ان تسلطوا على مقدرات البلاد اكثر من ثلاثين عاماً شهدت استبداداً بالسلطة و قهراً للحريات و نهباً للثروات و افقاراً للشعب بينما الرئيس فى قصره لا يدرى بما يعانيه الشعب و لا يشعر بجسامة ما يفرضه من قهر و ما يحدث من نهب للثروات و تكبيل للحريات !! و قلنا ايضا ان الرئيس / على صالح لا يزال يفتقد النصيحة المخلصة من المقربين منه او بالاحرى المنتفعين به و لا يزال يضع أصابعه فى اذانه و يُغمض عينيه دون الحقائق التى ظهرت فى استقالة بعض وزرائه و انصاره و اصهاره و سفرائه فى الخارج و نواب البرلمان و كبار المسئولين و قيادات الجيش و انضمام بعض شيوخ القبائل للثوار فى ساحة التغيير بالاضافة الى تعطيل المؤسسات و المصالح فى عموم البلاد جراء الاعتصامات و المسيرات الحاشدة التى تطالب بالرحيل و المسيرات الاخرى الموجهة التى تشرف عليها السلطة الحاكمة !! اصبح حال اليمن عجباً ، الشعب ينتظم فى مسيرات حاشدة عبر الميادين و الساحات فى كافة انحاء اليمن طوال ايام الاسبوع ، و الرئيس ينظم مسيرة كبيرة مؤيدة أمام قصره كل جمعة يعرض فيها مبادرات خاوية الواحدة تلو الاخرى ، و هكذا أصبح الرئيس فى وادى و الشعب فى وادٍ آخر فهما متصادمان متضادان !! و صح ما توقعناه فلم تفلح الاعتصامات أو المسيرات أوالعصيان المدنى أو هتافات مآت الألوف خلال عدة أسابيع متواصلة فى كافة انحاء البلاد تطالب بإسقاط نظام على صالح و التخلص من حكمه الاستبدادى الفاسد او حتى إثنائه عن التشبث بالسلطة او فرض عزلة دولية تكبح جماحه فلا يهذى بعباراته الاستفزازية التى يتشدق بها مثل الادعاء بان " أصوات الشعب نشاز" و انه " لا توجد أيدى أمينة لتتسلم السلطة " و انتهاءاً بقولته للثوار : " فاتكم القطار " !! ، و اذا صح ان القطار قد فات واحد فقط فلا بد ان يكون هو على صالح ، و ربما تكون كلمة " ارحل " التى لا ينى يرددها الشعب فى كل انحاء اليمن معنى لم يفهمه على صالح بعد ، و بالتالى اغلق على صالح طريق التغيير السلمى أمام الثوار و لم يعد امامهم إلا خيار اقتحام القصر الجمهورى و القبض علي الرئيس الدكتاتور و إعلان سقوط نظامه !! إننى أناشد الثوار أن ينظموا مسيرة مليونية تضم الشباب و الشيوخ و النساء و الاطفال و تحتشد يوم الجمعة القادم ( 6 مايو 2011 ) فى ساحة السبعين أمام القصر الجمهورى بصنعاء ، لتدوى صيحاتهم تلعن الدكتاتورية و تطالب بإسقاط الرئيس و نظامه و انتقال السيادة للشعب الثائر ، وتقام صلاة الجمعة فى تلك الساحة و ينادى خطيبها باقتحام اسوار القصر سلمياً داعياً من يؤمن بالحرية ألا يصلين العصر إلا فى قصر على صالح ، فاذا بدأتم مسيرتكم نحو القصر فليتقدم صفوف المقتحمين الاطفال و النساء و يحوطهم الشباب من الجانبين و يكون الشيوخ فى المؤخرة و لتكن صيحاتكم هادرة ، فاذا بلغتم اسوار القصر فلعل على صالح يحذو حذو حسنى مبارك و يعلن تنحيه قبل الاقتحام ! عندئذ يكفيكم الله القتال ، فاذا تقاعس فسوف ترون ان اقتحام القصر سيكون أيسر من فتح علبة سردين ، لاننى أعتقد ان الحرس الجمهورى او افراد الجيش سوف يفرون مذعورين أمام الملايين الهادرة ، و لن يقدم ضابط او جندى على اطلاق رصاصة واحدة على المسيرة ، و اذا كان اعوان على صالح قد اطلقوا النار على المعتصمين فى ساحة التغيير و اطلقوا الغاز السام على المتظاهرين فى تعز و سقط عشرات الشهداء فان على صالح لا يزال يتهرب من مسئولية القتل و ينسبه للشبيحة المجهولين ، و لذا فانه لن يجرؤ على الامر باطلاق النار على الثوار المقتحمين لقصره ، لان اطلاق الرصاص معناه حرب اهلية بين الشعب و الجيش ، و معناه أيضاً تلطيخ سمعة الجيش اليمنى عدة قرون تسجل فيها بحروف العار و الخزى ان الجيش قتل الشعب من أجل الرئيس الدكتاتور!! و أنا على قناعة تامة بان الجيش اليمنى لن يقدم على هذه المقامرة التى اذا تورط فيها سوف تنتهى بمحاكمة الرئيس و قائد الجيش و القصاص من كل ضابط او جندى اطلق النار ، كما حدث فى تونس و كما يحدث فى مصر !! سوف يكون اقتحام قصر الجمهورى بصنعاء لحظة تحول فاصلة فى احداث الثورة و قد يتحسب على صالح لذلك الاقتحام و يفر من القصر دون ان يتنحى ، و بذلك لن يتيسر القبض عليه ، غير ان الفضائيات التى ستنقل للعالم صورة اقتحام المتظاهرين لقصر الحكم و فرار الدكتاتور ستكون ايذاناً بسقوط نظام حكم على صالح ، مثلما كان سقوط تمثال صدام حسين فى ساحة الفردوس ببغداد اعلاناً بسقوط النظام !! و يا ليتنى كنت معكم لانال شرف النضال من اجل الحرية فى اليمن مثلما نلت ذلك الشرف فى ميدان التحرير و أمام قصر العروبة بمصر الجديدة .. إن شباب مصر الذين تقاعسوا على الانضمام للثوار فى ميدان التحرير بالقاهرة يعضون الآن على اصابعهم ندماً و حسرةً على حرمانهم من شرف المشاركة فى الثورة المصرية ، لان ميدان التحرير قبل خلع مبارك و اسقاط نظامه كان بمثابة محراب الثوار و قبلة الأمة ، الذى شهد ميلاد شعب جديد باخلاقه و قيمه و شعاراته و أفكاره ، و من قعدت به همته فى الانضمام للثوار فاته خير و شرف و متعة ان يكون ثائراً من اجل الحرية و بطلاً من مناضلى الشعب ! فيا شباب اليمن الأبى و يا رجاله ويا شيوخه و يا فتياته و يا أطفاله و يا كل من يحب اليمن تقدموا الصفوف نحو القصر الجمهورى لتكتمل ثورتكم التى تخضب لواؤها بدماء شهدائكم الاطهار ، تقدموا الصفوف فلا يفوتكم شرف المشاركة فى صنع الثورة و لا يفوتكم شرف البطولة فى المطالبة بالحرية ، فلستم أقل من اخوانكم فى تونس أو اشقائكم فى مصر ، لان اليمن كان و لا يزال هى موطن العرب الأول و الحكمة يمانية و بلدتكم هى التى وصفها الله سبحانه فى القرآن الكريم بانها البلدة الطيبة الغفور ربها .. يا أيها الثوار لن تكونوا بحق ابناء البلدة الطيبة الغفور ربها إلا بتتويج ثورتكم بخلع الدكتاتور و محاكمته و استعادة الحرية و العزة و الكرامة و الثروة لشعب اليمن ليكون بحق اليمن السعيد كما عرفناه و كما نحب ان نراه