وهبت رياح التغيير بدءا ًمن ثورة الياسمين في تونس إلي ثورة الغضب بأرض الكنانة مصر لتمتد مسرعةً إلي ليبيا واليمن والاّن إستدارت هائجة نحوسوريا. وفاقت الشعوب العربية من كبوتها لتقول كلمتها من أجل الحق في الحرية والكرامة والتحرر من أنظمة الفساد والإستبداد التي عانت من ويلاتها عقودا طويلة . وتعالت أصوات الشعوب العربية تنادي بسقوط أنظمتها الديكتاتورية التي لا تتجاوب مع متطلباتهم في إرساء الحرية والديمقراطية علي أرض الواقع . لقد حسمت الشعوب العربية خيارتها وإلتحمت صفاً واحدا وخرجوا بصدورهم العارية لايحملون سلاحاً ولا بندقية صامدين مستبسلين في وجه حكامهم الذين ظنوا أنفسهم مقدسين لدي شعوبهم فإستبد الحكام العرب ببني جلدتهم وتمسكهم بسراب السلطة مهما كلفهم ذلك . فمارسوا أشد انواع القمع والقتل بالرصاص الحي ضد أبناء شعبهم العزل فإستشهدالمئات وسقط اّلاف الجرحي من جميع الفئات ، ورغم كل هذه الممارسات القمعية إستطاع الشعب المصري والتونسي إسقاط أنظمتهم الطاغية ، ومازالت دماء الأبرياء تنزف ويسقط الشهداء علي الأراضي الليبية واليمنية والسورية فالحرية ثمنها غالي و قساة القلوب الأذلاء أيديهم الباطشةلا ترحم العزل وتقتل وتخرب كيفما تشاء بكل قوتها كأنها تحارب عدو أومستعمرعلي أرضها كل هذامن أجل حماية دكتاتورياتهم الفاسدة الرخوة !! ولكن إرادة الله وقوة عزم الشعوب ستنتصر مهما طالت الأيام لأن ثورات الشعوب ثورات حق وقوة في وجه الباطل الذي حرمهم من أبسط حقوقهم وهوحقهم في الحياة و العدالة الأجتماعية . ولا ينكر أحد فضل الشباب العربي في تحريك هذه الثورات وقيادتها فكانوا هم المشكاة التي أضاءت طريق الشعوب ليعرفوا حقوقهم المشروعة وكيفية إستردادها وأصبح نهج هؤلاء الحكام المستبدين واحد في قمع المظاهرات السلمية ودستوراً مقدساً يفضح جرائمهم التي إنتهكت مباديء حقوق الأنسان وكشفت للعالم أجمع حقيقتهم فيتهمون كل من يعارضهم بأنه ضمن مؤامرة وأجندات خارجية حتي أصبحت هذه الأنظمة عاجزة عن حبك الألاعيب التي حاولوا بها شق وحدة الشعوب بنعرات طائفية وعرقية خلفتها الأجهزة الأمنية التابعة لهم مفضلين البقاء في الحكم علي العزة وظن البعض منهم أن الأمة العربية أمة عقيمة لم تنجب غيرهم فتعامل الحكام مع شعوبهم كقطعان مروضة تربت علي المذلة والمهانة ولكن هذه العجرفة والتجاهل والإستعلاء من هؤلاء الحكام قساة القلوب جعلهم عاجزون عن فهم شعوبهم وتحقيق مطالبهم المشروعة !! و إنفجرت الثورات العربية في لحظة تاريخية حاسمة أرادت فيها قوي الشرمن العالم الغربي إنهاك العالم العربي والسيطرة عليه وإضعافه بخلق صراعات ونزاعات داخل الدولة الواحدة وبين الدول بعضها البعض كما حدث في العراق بنشر الفتنة الطائفية بين السنة والشيعة وتقسيم السودان وغيرها وكل هذا من أجل مصالحهم الأقتصادية والإستعمارية فيما بعد ! إن ما يحدث اليوم في البلدان العربية هوأمر تاريخي وحساس وهو نتاج لمخاض طويل من الصبر وتحمل الشعوب للظلم والمهانة والمعاناة لعشرات السنين وإن الشعوب العربية العظيمة قادرة علي إجتياز هذه المرحلة العصيبة بقوة‘ لأيمانهم الراسخ بحقوقهم ونضالهم إلي أن تتحقق مطالب ثوراتهم ويجنون ثمارها وقبل كل هذا لابد أن تقتلع جذور الفساد التي رسخت وتمددت في الدول العربية وأصبح الفساد يزكم النفوس فالشعوب العربية في حاجة إلي أن تتنفس هواء الحرية من جديد الحرية التي قوامها المسئولية النابعة من ضمائرنا إتجاه هذا الوطن العربي العظيم و بحسن إختيار حكام راشدين وبناء أمة واعية'' قائمة علي العدل والمساواة وإحترام حقوق الأنسان . عاشت الشعوب العربية وثوراتها وبوركت هذه الأجيال التي تصنع التاريخ والأنسان من جديد .