اختتم معرض تراث عمان الطبيعي (الأرض والطبيعة والثقافة) مساء الجمعة فعالياته التي أقيمت بمقر الجمعية الجغرافية الملكية في العاصمة البريطانية لندن والذي نظمه المركز العماني للبحث الميداني في مجال حفظ البيئة. وقال مشرفون إن المعرض الذي افتتحت فعالياته في الرابع من آذار/مارس شهد اقبالا كبيرا من قبل بعض الشخصيات البارزة في المملكة المتحدة والدول المجاورة، كما شهد اقبالا متزايدا من قبل الجمهور على مختلف الجنسيات للتعرف على سلطنة عمان ومكنوناتها وتراثها الطبيعي والبيئي والسياحي. كما أتاح المعرض الفرصة لزوار الجمعية التعرف على مفردات تراث السلطنة الطبيعي واكتشاف التنوع الحيوي للبيئة العمانية. وعبر الكثير من زوار المعرض عن اعجابهم الشديد بما شاهدوه في المعرض من ارث تاريخي وحضاري لعمان جسدها عبر العصور الزمنية وكتابات الرحالة في مختلف مؤلفاتهم التاريخية والجغرافية كما عبروا عن رغباتهم في زيارة السلطنة والتعرف عن قرب على المكنونات الطبيعية والبيولوجية التي تنفرد بها سلطنة عمان عن غيرها من دول العالم، مما اهلها لتكون محط أنظار العالم في الاكتشافات الجيولوجية والسياحية والعلمية. وقالت جهات عمانية منظمة للمعرض إن المعرض والندوة المصاحبة أسهما في تعريف كافة شرائح المجتمع البريطاني بمفردات البيئة العمانية والجهود التي تبذلها السلطنة من أجل الحفاظ على هذه المفردات. ويعد هذا المعرض أحد المعارض النادرة التي توثق تاريخ عمان الطبيعي لفترة تعود الى القرن الثاني قبل الميلاد من خلال الصور والملامح الطبيعية التي تحكي قصة التطور البيئي والحياة البرية في السلطنة. كما يعتبر فرصة مناسبة للمهتمين بالمجال البيئي في المجتمع البريطاني للوقوف على التراث الطبيعي في السلطنة وفرصة لإيجاد شراكة فعالة بين الجمعية الجغرافية الملكية البريطانية وكافة المؤسسات المعنية في سلطنة عمان. ويعتبر المعرض أيضا خطوة أولى من خطوات الشراكة بين المركز العماني للبحث الميداني في مجال حفظ البيئة والجمعية الجغرافية الملكية بلندن والتي اشتهرت على مدار القرنين الماضيين باهتمامها برصد وتسجيل المفردات البيئية في مختلف أنحاء العالم حيث احتوى المعرض على بعض الشواهد لمفردات التراث الطبيعي للسلطنة كما احتوى صورا لبعض السفن والمساجد والحصون التاريخية في عمان. وسلط المعرض الضوء على بعض الدراسات والصور وعلى مجموعة نادرة من الخرائط القديمة التي تظهر فيها عمان كموقع جغرافي ذي أهمية جغرافية لفتت أنظار الجغرافيين والرحالة الأوروبيين منذ القدم، مثل الرحالة السير ويلفريد تسيغر وبرترام طوماس كما يحوي أول خريطة معروفة رسمها الجغرافي ورسام الخرائط الأشهر بطليموس في عام 140 قبل الميلاد. يذكر انه تم إقامة ندوة علمية على هامش المعرض بعنوان العلوم الطبيعية في عمان (الماضي الحاضر والمستقبل) وتم خلالها مناقشة 18 ورقة بحثية حول البيئة العمانية وشارك فيها نخبة من العلماء والباحثين العمانيين والإنكليز. كما تم إقامة محاضرة عامة بعنوان (تطبيقات الحفاظ على البيئة في سلطنة عمان) وشارك فيها ثلاثة من العلماء العمانيين بأوراق بحث ناقشت بعض البحوث التطبيقية التي نفذت في عمان في مجال الحفاظ على البيئة.