هناء عبد الجواد جوده - المحلة الكبرى امواج برائحة النصر في أقصى الأرض كانت تقف وحيده على شاطئ بحر متلاطم الأمواج تلك القلعة القديمة الحصينة الفولاذية الجدران ،يسكنها بعض الأشخاص يستعمرونها بإرادتها ، احبوها بالفعل لكنهم لم يسألوها يوما؛ ماذا تحب؟ الحراس على كل الأبواب بكل قوة يحرسونها. لم يقو احد على اختراق تلك القلعة مطلقا إلا سكانها الذين ارتضت بهم منذ زمن سحيق ذات ليله هاج البحر و ماج نظرت من موقعها فرات فى البعد قاربا يتجه إليها يحمل قوسا و سهام. نادت بأعلى الصوت يا حراس --- لبى الحراس الصرخة، واخذ كل منهم مكانه لردع القادم من بين الأمواج لم يعبا هذا القادم بالحراس – اخذ يتقدم – ارتعدت أوصال القلعة ولأول مره اهتزت – نادت أخرى يا حراس_ صوب كل منهم سهمه نحو القادم في حين ألقى هو سهامه و اخرج نايا وعزف لحنا غجريا فارتدت كل سهام الحراس . هالة سحريه غطت تلك القلعة كلما اقترب القادم عبر الأمواج يعزف أكثر حتى اقترب من مرفأها حاول ان يقتحم القلعة فاستعصت عليه الأبواب، عزف لحنا أجمل . ألقى أبياتا من شعر كتعويذة غجرية قديمة تعرفها هي جيدا فزلزلت الأرض و القلعة و فتحت كل الأبواب لكنها لم تنادى الحراس تلك المرة واستعذبت التعويذة / الألحان أتراها قد هامت بالقرصان ؟ و تزينت وترنمت و تهادت ، فإذا الحراس مع السكان يتغامزون رمقتهم يتساءلون فأفاقت من تلك النشوى - و استدعت كاهن الكهان أمرته بعظمة الصولجان أن الق من السحر الأكبر ما يهزم سحر القرصان اجعل منه نشازا عندي واجعلني اكره كل الأشعار انزع عنى السحر و عن الحراس فأعود لنفسي ثانية أقوى قلاع الأرض لكنى لن أنزع عنى ذكرى الليلة ,لن انس تلك التعويذة ولا تلك الألحان . وسأحفر في قلبي رسما رائع للقرصان.