من المحزن والمؤلم أن ثورة 25 يناير دخلت غرفة الإنعاش بالمستشفى الكبير ولا أحد يعرف ما هو حال الثورة الآن فنجد أطباء يقولون إنها للأسف ماتت إكلينيكا وأخرون يقولون أنها فى غيبوبة عميقة لا يعرف مصيرها إلا الله، ولكن يأتى السؤال كيف تحتضر الثورة؟ ونحن بصدد استفتاء على أعظم دستور فى العالم وهناك الحشود من المصريين يرقصون ويهللون ويتمايلون على أنغام تسلم الأيادى، وقد تم رمى واعتقال المتآمرون الخونة والإرهابيين فى غياهب السجون، ألم ترى تحالف الجيش والشرطة والشعب فى مواجهة المتطرفين من الخونة، ألم ترى قائدا أصبح ملهما وأبا وزعيما وفارسا وفتى أحلام كل مصرى ومصرية التف حوله الشعب الستات قبل الرجال، ألم ترى لم الشمل العربى وأن كل العرب الحمد الله اتلموا على طبلية واحدة، أنت نسيت البطاطين والملابس القديمة والمساعدات الغذائية والبترولية اللى هلت على مصر ولا إيه...!، أنت نسيت أن القانون أصبح سائدا ولا شئ غير دولة العدل، ألم ترى خروج وبراءة سرور والشريف والشاعر ومبارك خلاص على وشك وغيرهم ...، كل ذلك وتدعى أن الثورة تحتضر حرام عليك كفاية ظلم بقى. عزيزى أنا لست ظالما، كنت أتمنى أن قواتنا الباسلة تشاركنا فى صنع ثورتنا واستكمال أهدافها وحتى ولو ضحت بعدد من الميزات والهبات التى كانت تتمتع بها منذ عهد ناصر إلى عهد مبارك، مثل أن تضحى باحتكارها لمنصب رئيس الجمهورية وأن تقبل برئيس مدنى، وأن تقبل بأن ميزانيتها تناقش فى مجلس الشعب بما يتناسب مع مبدأ السرية وطبيعتها العسكرية، وأن لا يحاكم مدنى محاكمة عسكرية، وأن تساعد الشباب الذين ضحوا بأغلى ما لديهم وسالت دماؤهم فى كل شوارع وميادين المحروسة، وأن تقف بجانب المصريين الكادحين الذين يعملون ليلا نهار من أجل لقمة عيشهم وعيش أولادهم بأن تحقق لهم أدنى حق لهم وهو عيش حرية كرامة إنسانية، وأن تقف بجوار المنسيين من المصريين فى العشوائيات الذين إذا ذهبت إليهم تتوقع أنك فى الصومال، وأن تقف بجانب الثوار فى مواجهتهم للفاسدين من رجال الأعمال ورموز الوطنى المنحل وأحباب وأتباع مبارك الذين نهبوا وقضوا على الأخضر واليابس بالمحروسة بلا ضمير. عزيزى أنا لست ظالما لأننى كنت أتمنى ان تكون 30 يونيه امتداد لثورة يناير، وتحاول ونحاول معها أن نقضى على كل ما أفسدوه الإخوان طيلة عام كامل بشرط أن لا تسال الدماء وأن لا تزيد أعداد شهدائنا، لا أن تكون حركة احتجاجية على نظام الإخوان الفاشل" الغبى" الذى لم يكون عند حسن الثوار ولم يف بوعده، وضيع نفسه وكاد أن يضيع ثورتنا معه بغبائه وجهله واستعجاله وسوء إدارته، ثم تتحول تلك الحركة إلى ثورة مضادة ل25 يناير، وتعتبرها مؤامرة ويقودها رموز النظام المباركى الفاسد من رجال أعمال، وإعلاميين، وسياسين وفناننين كانوا محسوبين على النظام المستبد المباركى. عزيزى أنا لست ظالما لأنى كنت أتمنى أن تنجح ثورتى الحقيقية وأن لا يستخف ب5 استحقاقات انتخابية بعد ثورة شهد القاصى والدانى بنزاهتها، وكنت أتمنى أن يتحقق القصاص قتلة شهدائنا وأبنائنا سواء اثناء ثورة 25 يناير أوبعدها أوحت من الذين عبثوا بمقدرات وطننا الحبيب وشردوا أهله وجوع أبنائه وهجروا أولاده وعروا حرائره، ودمروا عقول طلابه. فحقا عزيزى أننى أطلب ما يخالف المنطق من قواتنا المسلحة بالوقوف وحماية الثورة لكنى كنت متفائلا وحسن النية لأنه ليس من المنطق أن تضحى هى بمنصب الرئيس الذى احتكرته طوال 60 عاما أو أن تفقد الكثير من الميزات التى كانت تتمتع بها من عدم مناقشة ميزانيتها وأن تحتكر منصب المحافظ لكل من تقاعد من أبنائها وغير ذلك من الأمور... لكنى لثقتى بها وحبى وعشقى لها كنت أتمنى أن تفعل ما أتمناه وأن تكون حليفا وسندا لثورار لا للفلول. عزيزى أود أن أختم كلامى بأن تصوير ما حدث بعد 30 يونيه بأنه عداء بين الإخوان والجيش أو أن الإخوان وأن الإخوان هم الشياطيين، الذين يستحقون الحرق والشنق تصوير خاطئ وغبى بالمرة وألف مرة، فالعداء الحقيقى بين ثورة يناير وفلول مبارك سواء كانوا أفراد أو رموزا أو الدولة العميقة، أما الإخوان فكانوا شماعة للتحقيق الهدف، ومن هنا أود أن أقول أن الدولة العميقة أرادت وصممت أن تفوز جماعة الإخوان بالرئاسة، ولكن بدون أجنحة بمعنى أن يكون هناك رئيس إخوانى بدون أذرع فلا يوجد مجلس شعب مثلا، ومن هنا تأتى المؤامرة كل ما يحاول أن يبنى مؤسسة تدأب فى هدمها، وربما يتخيل لك عزيزى أن هذا تناقضا أقول لك هذا أ ب مخبارات، لأن الدولة العميقة تأكدت بأنها لا تستطيع أن تقف فى وجه الثورة الحقيقية25 يناير، فرتأت أن تقضى على أكبر روافدها وأجنحاتها وهم الإخوان بأن يسلموهم كل شىء ثم ينفخونهم لدرجة الغرور، ثم يسلموهم للشعب حتى يقضى الشعب عليهم بمنطق الثورة، وأن يستخدموا آليات الثورة من التظاهر والحشد وخلافه مما تفعله الثورات حتى وصلوا ب30 يونيه، واعتبروها أعظم ثورة فى تاريخ البشرية ونسوا وتناسوا 25 يناير، بل ازداد الأمر سوءا عندما رأينا فى إعلامنا من النخب من يعتبر 25 يناير مؤامرة أمريكية وأجنبية وكانت خرابا على المصريين، وأن الثورة الحقيقة هى ثورة 30 يونيه، ونهاية هل هنترك ثورتنا فى غرفة الإنعاش كل ما نستطيع أن نفعله هو أن نلقى نظرة الوداع عليها حت تلفظ أنفاسها، ولكن ما يجعلنى متشبثا بالأمل عزوف الشباب صناع الثورات الحقيقون عن الذهاب إلى الاستفتاء عن 2014، وأيضا ثقتى فى نبل قواتنا بأن تستمر فى حماية ثورتنا!!!!!!!!!!!.