إن الولاء لشخوص بعينها هو أمر لا يقره عقل أو منطق ، بينما الولاء للوطن هو أسمى الغايات و أطهرها على الإطلاق ، فالأوطان تبقى بعد زوال الشخوص ، و مهما طال أمد الشخوص فلها نهاية فالكل سيزول و يبقى الوطن لغيرنا و لغير غيرنا و إلى أجيال تتوارثها أجيال إلى أن يرث الله الأرض و من عليها . إن أحدا لا يستطيع التنبؤ بمصير _ مصر _ و بالنتائج الكارثية حال إخفاق مشروع الدستور . في ظل حالة من الترقب المثير و المخيف للكثير من القوى الداخلية و الخارجية على السواء تريد تلك القوى الاجهاذ و الانقضاض على مصر لتدمير ما تبقى من روابط تربط هذا الشعب بعدما نجحوا أيما نجاح في شق صفه و بعثرة وحدته و اللعب على مشاعر الوطنية الزائفة . و لكن ثمة سؤال لابد من طرحة : هل يوجد دستور في العالم يستحق حشر كل المصوتين على صعيد رأي واحد ؟ بالطبع لم و لن يوجد ! لكن هناك ثمة رؤية لابد من توضيحها المشاركة من أجل الوطن و سواء نعم أو لا فيجب أن تكون من أجل الوطن و ليس دعما لهذا أو كرها لذاك فكل الشخوص إلى زوال . حقيقة أندهش جدا من هذا _ التشدد _ و انعدام الوسطية أو الاعتدال التي طالما عرف بها المجتمع المصري ... فمن قال _ نعم _ وصفوه بالخائن و الراقص على الدماء ..... و من قال _ لا _ اتهموه بالخيانة و الانضمام للجماعة الإرهابية .......... أ لهذه الدرجة يتم تجيشنا و شحننا كمشجعي فرق كرة القدم التي لا ترضى سوى بالنصر و بالفوز .... كل ذلك يصب في خانة واحدة فقط وهي ___ شكلنا فعلا بينضحك علينا ___ ؟!