طالبنا فى مقالات سابقة بإستقالة وزارة الفريق شفيق .. منذ ان اسقطت ثورة 25 ينايرالرئيس السابق مبارك .. .. وكانت منادتنا باستقالة وزارة شفيق مبنية على ان تلك الوزارة سقطت عنها الشرعية .. بسقوط الرئيس الذى كلفها .. وقلنا بالحرف كان يجب على شفيق تقديم استقالته للمجلس الأعلى للقوات المسلحة فور بيان تنحى مبارك .. حتى لو كلفه بعد ذلك المجلس الأعلى للقوات المسلحة بتشكيل الوزارة ثانية .. وذلك لإضفاء الشرعية عليها .. ولحل اشكالية كون رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة وزير فى وزاررة شفيق ويخضع لولايته ومرؤوساً له .. وفى ذات الوقت رئيساً لشفيق بصفته رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة .. قلت هذا وبوضوح .. ورغم ان الفريق شفيق رجل تكنوقراط قد يفتقد للحنكة والدهاء السياسى .. وقد يؤخذ عليه دفاعه عن جهاز امن الدولة القمعى .. وعدم القدرة على مخاطبة وسائل الإعلام .. و صدور بعض التصريحات التى استفزت الثوار بالتحرير .. إلا اننى لا أملك إلا ان أُجل واحترم الفريق شفيق .. رغم عدم وجود معرفة شخصية بيننا .. ومنبع احترامى له .. سمعته ناصعة البياض .. ونزاهته المطلقة .. وإحترافيته فى مجاله وتخصصه .. ولنجاحه البارز الذى لا ينكره إلا جاحد .. ولعدم استغلال زمالته لمبارك فى سلاح الطيران .. للتربح أو لتكوين الثروات . وكان تقييمي لهذا الرجل أنه بطل .. ليس اشارة منى لبطولته فى حرب العزة والفخار حرب اكتوبر 1973.. التى شارك فيها كطيار .. ولكن كفارس نبيل .. تصرف بفروسية مطلقة فى ظروف بالغة السوء .. ظروف أجبرت الكثيرين على التخفى خلف الأستار .. حين إستنجد به الرئيس السابق مبارك.. والنظام يلفظ انفاسه الأخيرة .. وعرشه يتهاوى وشارف على الإنهيار .. هذا الرجل لبى النداء دون إبطاء .. تيقناً منه انه يخدم الوطن .. رغم علمه ان تلبية هذا النداء هو نوعاً من حرق الذات وحرقاً لكل منجزاته .. ورغم علمه ان المعبد ربما ينهار على رأسه .. لكنه لم يجبُن كالآخرين .. ولم يفكر فى نجاحاته كوزير للطيران .. وأفضل من غير وجه قطاع الطيران المدنى .. فوصل بالشركة الوطنية مصر للطيران الى مصاف العالمية .. وأدخلها مع شركات الطيران العشرة الكبار فى العالم .. أو كواحد من اعظم خبراء وصانعى الطيران المدنى فى العالم .. لم يفكر فى اختزان هذه النجاحات العظيمة لإستغلالها فى ظروف سياسية أفضل .. هذا جعله فى نظرى بطلاً لا يبحث عن مجد شخصى .. انما كان يحاول انقاذ وطن .. فى فترة انتقالية حرجة . . ربما لم يفهم البعض مدى التعقيدات والإشكاليات التى كانت قائمة وقت توليه .. ولامه البعض على عدم تنفيذ بعض ما التزم به .. وهم لا يعلمون ان البلاد كانت فى حالة فوضى عرمة .. محمولة على امواجاً متلاطمة .. بلاد فقدت بوصلتها .. ولا تعلم وجهتها .. ولا تدرى فى أى مرفئٍ سترسو سفينتها .. ظروف كان قرار البلاد بيد اكثر من شخص واكثر من تيار داخل السلطة .. كل هذا والرجل قادم ليلملم حبات العقد الذى انفرط .. لكن هيهات ان يقبض على كل الخيوط فى وقت وجيز .. وهي ما تزال بيد آخرين يتخذون قرارات ترتب نتائج سيئة .. ربما دون اعلامه بها .. وهذا ما وضعه فى موضع حرج ولوم من شباب الثوار فى أكثر من موقف . وكأحد ابناء الشعب المصري .. الشعب الذى عانى من ظلم وقهر وديكتاتورية نظام الحكم الذى قام فى مصر منذ العام 1952 .. وحتى اسقاط مبارك .. اطالب وبشدة محاسبة كل الفاسدين والمفسدين .. الظالمون لنا .. القاهرون لحريتنا .. العابثون بمستقبلنا .. ليس فقط فى الحقبة المباركية الأخيرة .. بل بداية من الحقبة الناصرية مروراً بالحقبة الساداتية .. فى ذات الوقت اطالب أن نوفى الناس قدرها .. ففى حقب الحكم الثلاث هناك شرفاء وما اكثرهم .. يجب علينا تقديرهم .. لهذا فإنه ومن هذا المنطلق .. ويوم استقالته ورحيل الفريق شفيق عن رئاسة مجلس الوزراء .. اتوجه اليه بتحية إعزاز وتقدير وبشكر جزيل .. على ما بذله خلال فترة توليه القصيرة .. وعلى ما قدمه للوطن ..وعلى أدبه الجم .. وسلوكياته الراقية .. سواء اختلفنا معه أو اتفقنا .. فإختلافنا معه ليس معناه العداء ولا الفُجر فى الخصام ولا التدنى فى لغة التخاطب والحوار .. طالما انه لم يكن ضالعاً فى فساد أو قهر أو نهب .. ونظن انه لو جاء تعيينه من غير مبارك وفى وقت غير حقبة مبارك .. لأختلفت الأمور بالنسبة لهذا الرجل . [email protected]