اعتبرت وسائل الإعلام الاسرائيلية أن استقالة الفريق أحمد شفيق رئيس حكومة تسيير الأعمال تمثل انتصارًا لشباب ثورة 25 يناير الذين ألحوا على المطالبة بإقالته، لكونه اختير لتشكيل الحكومة من قبل الرئيس السابق حسني مبارك قبل أيام من الإطاحة به. فتحت عنوان: "الضغط الشعبي ينتصر"، قالت صحيفة "كالكاليست"، إن استقالة شفيق جاءت بعد اعلان اقطاب المعارضة المصرية نيتهم القيام بمظاهرة ضخمة يوم الجمعة لللإطاحة بحكومة شفيق، وأشارت إلى أن رئيس الوزراء الجديد عصام شرف يتمتع بشعبية وسط المتظاهرين والثوار المصريين. وأضاف إن المتظاهرين رأوا في شفيق الذي تم تعيينه من قبل مبارك رجلاً فاسدًا ومنفذًا لسياسات النظام السابق، كما أطلقت المعارضة المصرية على حكومته اسم "حكومة تهريب الممتلكات"، وذلك في اشارة لتغاضي تلك الحكومة عن عمليات تهريب الأموال الخاصة برموز ومسئولي النظام السابق. وأوضحت أنه منذ حوالي الأسبوع حاولت السلطات المصرية تحقيق مطالب المتظاهرين عندما قاموا باستبدال عدد من الوزراء بالحكومة المؤقتة، لكن يبدو أن هذا لم يؤد إلى تهدئة الجماهير، وهو ما تجلى في استقالة شفيق الخميس من منصبه. في حين رأت أن رئيس الوزراء الجديد عصام شرف يتمتع بتأييد وترحيب واسع من جموع المتظاهرين على الأقل في تلك المرحلة، لافتا إلى قيامه بالمشاركة في مظاهرات احتجاجاتية ضد نظام الرئيس السابق. وذكرت أن شرف قدم استقالته من منصب وزير النقل منذ أربع سنوات تقريبا بعد حادث قطار، وأعلن وقتها أن الحكومة ليست جادة في معالجة مشاكل المواصلات والنقل، ثم سافر بعد ذلك إلى أبو ظبي ليدير مشروعا للنقل، خاصة وأنه أحد أهم الخبراء في مجال النقل بالعالم العربي. بدورها، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، إن رئيس الحكومة المصرية أحمد شفيق تقدم باستقالته يوم الخميس، تحت ضغط المعارضة المصرية التي رأت فيه أحد المقربين من نظام حكم الرئيس السابق حسني مبارك. وأضافت في تقرير إن شفيق تولى منصبه كرئيس للوزراء منذ حوالي شهر ونصف وقام مبارك بتعيينه في محاولة لتهدئة الشارع المصري المليء بعواصف الغضب ضد الحكومة. من جانبها، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن شفيق المعين من قبل مبارك تقدم باستقالته بعد ضغط من معارضي الرئيس السابق، والذين يطالبون بتشكيل حكومة تكنوقراط لا يكون لها صفة حزبية، وقام المجلس الأعلى للقوات المسلحة بتعيين عصام شرف وزير النقل السابق رئيسا للوزراء وكلفه بتشكيل حكومة جديدة. واعتبرت أن استقالة شفيق تعد استجابة لأحد مطالب ائتلاف 25 يناير، وهو الائتلاف الذي يضم الشباب المشاركين في الثورة الشعبية المصرية ضد النظام السابق، والذي طالب باستقالة شفيق وتشكيل حكومة تكنوقراط يترأسها شخصيات وطنية تحظي بالتوافق والإجماع عليها. وأوضحت أن هناك مطلبين آخرين للائتلاف، أولهما محاسبة كل المسئولين الذين وقفوا ضد ثورة 25 يناير وأصدروا تعليمات بإطلاق النيران على الثوار والإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين. في سياق متصل، قال موقع "نيوز وان" الإخباري، إن شفيق الذي تم تعيينه من قبل مبارك لمحاولة تهدئة المصريين الثائرين كان يعاني من نقص الشرعية لدى جموع المتظاهرين الذين رأوا فيه أحد الموالين والمنتمين لمؤسسة مبارك. وأضاف إن المتظاهرين عادوا الأسبوع الماضي إلى ميدان التحرير للمطالبة برحيل حكومة شفيق الانتقالية، موضحا أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة أراد بإقالة شفيق توجيه رسالة تهدئة للمتظاهرين وقياداتهم. ورأى أنه لم يعد من الغريب إعلان المجلس الأعلى للقوات المسلحة استقالة شفيق عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" خاصة أن دولة مثل مصر أصبح الإنترنت فيها هو الوسيلة التي يستخدمها المتظاهرون للقيام بالثورات الشعبية لإسقاط الحكومات.