وهي الديموقراطية الأكثر تخلفاً وقمعاً في عالمنا العربي، وتعتبر السياسة رجساً من عمل الشيطان يجب على عامة الناس عدم تلويث أنفسهم بأوحالها، ومن أفضل من الحكام معرفة بمصالح البلاد والعباد؟ وليس بالإمكان أحسن مما كان. كل انتقاد للحاكم أو قراراته هو أجندة أجنبية، وكل همسة ونصيحة مؤدبة هو تخبيص ينصح صاحبه بأن ينصت كي لا يسحله رجال النظام، أليس تعاطي السياسة من أكبر الكبائر؟ لماذا يورط نفسه بها؟ إن كان ولا بد من التغني بالسياسة فيجب التسابق لمدح القائد الملهم وسياسته الحكيمة، وتجنب ما يقلل من قيمته وهيبته أمام العباد والبلاد، متناسين أن الحبيب محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم قد جذبه الأعرابي من بردته وقال له: يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك فما ضره ذلك ولا مس من هيبته، وعمر رضي الله عنه قد وجد من يقول له: لا سمعاً ولا طاعة، فلم يزد أمير المؤمنين إلا رفعة في أعيننا. أما زين العابدين بن علي فعندما عاد من رحلة الحج نزلت اعلانات التهنئة في الصحف تقول له حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً، ولم يجرؤ أصحابها على كتابة و"ذنباً مغفوراً"، حتى لا يفهم أنهم يتهموه باقتراف الذنوب والمعاصي!!