بالامس وفى إحدى القنوات الفضائيه طالعنا السيد وزير الخارجيه لما يقرب من ساعتين توجه خلالهما الى الشعب المصرى بحوار مفتوح كنا قد إعتقدنا بمجرد معرفتنا بهذا اللقاء انه سوف يتحدث عن ما يحدث فى دولة ليبيا الشقيقه وبالاخص عن احوال المصريين العالقين هناك والذين يتعرضون لخطر القتل والاباده . ولكنى عندما جلست لأستمع الى الحوار الدائر شعرت بعد فتره ليست بالقصيره بالحاجه الى أن اقوم بنفس رد الفعل الذى قام به المتظاهرون فى ميدان التحرير عقب سماع الخطاب الاخير للرئيس السابق ، وتيقنت أن ثورة المصريين لازالت فى مهدها وأن الطريق لازال طويلاً ولا يعتقد أحد أن الثوره قد إنتهت وأن الامور لابد ان تعود الى طبيعتها طالما ان هذه النوعيه من المسئولين لازالت تمارس دورها المشين الذى يسير بخطى عكسيه مع خطى الثوره والاصلاح والتغيير . وجدت حواراً ذا منظومه مختله وكأنما تم تسجيله قبل يوم 25 يناير ، حيث نفس طريقة إدارة الحوار التى تعتمد على ان المتلقى ما هو الا مخلوق ساذج من الممكن ان تخاطبه باى هراء وان المصريين مازال لديهم نفس العقليه المغيبه التى قد تتقبل اى كلمات بلا تمييز . محاور ووزير ، لا يختلفون كثيراً عن بعضهم البعض ، فمحاور لا يملك من ادوات الحوار ما يؤهله لأن ينقل أراء وتساؤلات رجل الشارع ، ووزير لا يملك الكق=فاءه التى تؤهله لأن يعبر عن بلد بحجم مصر ، فقد كان حديث سيادته عن الشأن الليبى أشبه بخطاب القذافى الاول الذى خرج فيه الى الناس ممسكأ بمظلته تحت المطر لمده لا تزيد عن خمسة عشر ثانيه ، حيث لم يتجاوز حديثه عشر دقائق فى شأن هام كهذا الشأن وخاصة إذا ما تعلق بأكثر من مليون ونصف المليون مصرى لا يعرف أحد ماذا سيكون مصيرهم . وياليته لم يتكلم ، فقد ذاد الامر سوء عندما أظهر عجز الحكومه عن إنقاذ المصريين المتواجدين هناك لكثرة عددهم ولتكلفة الفرد المرتفعه ! وهنا كانت الطامه الكبرى التى توضح الى اى حد يظن هذا الوزير أن المصريين ما هم الا مجموعه من السذج ، عندما ذكر انه لم يستطع ان يجد وسيله لإحضار المصريين من ليبيا الا سفينتين حمولة الواحده ثمانمائة فرد الا ان تكلفة الفرد ستكون عشرة الاف دولار !!!! ، وهنا شعرت أن هذا الوزير يجب ان يحاكم بأى طريقه وباى وسيله إذ أنه يعتقد أننى وان كل مصرى بهذا الغباء المحكم لكى نصدق هذا العبث ، عشرة الاف دولار !!! هل يعقل أن يتكلف الفرد للنقل من ليبيا الى مصر هذا المبلغ الهلامى ، ثم السنا فى مصر ؟ واليست هذه السفن مصريه ؟ وأليس الراكبون مصريون ؟ واليس الدافعون هم الحكومه المصريه ؟ إذاً فما دخل الدولار فى هذه المعادله من الاساس ، وكيف لا تستطيع بلد بحجم مصر ان توفر وسائل نقل لمواطنيها فى ظل ظروف قهريه كهذه التى تمر بها المنطقه . ثم كانت الصاعقه الاخرى التى نزلت على رؤسنا جميعاً عندما فكر هذا الوزير فى إبداء النصح والارشاد للمصريين العالقين فى ليبيا إذ قال لهم " أنصحكم بان تلزموا بيوتكم إن كان لديكم ما يكفيكم من طعام وشراب " ، امثل هذا الوزير يصلح ان يكون وزيراً لخارجية مصر ، مصر التى هى دوله محوريه ورئيسيه فى الاحداث القاريه والاقليميه . ثم إنتقل الحوار طيلة ساعتين كاملتين للحديث عن الثورة المصريه وكيف ان هذا الوزير كان مؤيداً لها !! وكيف أنه كان يؤدى واجبه !! وإنتهى الحديث عن الشأن الليبى تماماً كأن شىء لم يكن ، وأقفل الحديث عن المصريين الذين يتعدى قوامهم مليون ونصف المليون فى ليبيا ، وكأنه يقول لهم ، الحكومه لن تستطيع فعل شىء لكم وربنا معاكم !! هل كتب علينا ان نرى هذه الوجوه التى تذكرنا بعصر الاستبداد وإستعباد الافكار ، ألم تقم ثوره شعبيه لكى تخلص البلاد من هذه الوجوه الموجهه التى تعمل من اجل أغراض معينه وأولويات محدده يحتل الشعب مركزاً متاخراً من ضمن هذه الاولويات ، الم تقم الثوره لكى ترفع من قيمة المواطن المصرى فى الداخل والخارج ، هذا ما قامت من اجله الثوره وهذا الذى لن نقبل بغيره . على رجال القوات المسلحه ان يدركوا هذا جيداً وان يدركوا أن مثل هذه الشخصيات التى تحاول ان تجهض الثوره وتحجم نتائجها لمصلحة أطراف بعينها يجب ان ترحل بعيداً عن الساحه بغير رجعه والى الابد وأن الفتره الحاليه لما لها من حساسيه مفرطه يجب ان يتولى فيها من يضع فى إعتباراته شيئين إثنين فقط ، الوطن والمواطن . تامر عزب [email protected]