بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جاء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم رسولا من رب العالمين فأشرقت الأرض بنور ربها كلمتى اليوم عن العدل مع الضعفاء وهنا نجد الشريعه التى نزلت بالقرآن حامية الضعيف بأمرين : أولهما أن القاضى الإسلامى قد رسم عادل الانسانيه بعد النبيين وعمر بن الخطاب فى كتاب القضاء الذى بعثه الى ابى موسى الأشعرى قال ( سو بين الخصمين فى مجلسك وكلامك واقبالك واشاراتك حتى لاييأس ضعيف من عدلك ولايطمع قوى فى ضعفك ). ولاننسى الإنسانيه أن على بن ابى طالب ابن عن النبى محمد صلى الله عليه وسلم وزوج ابنته سيدة نساء المؤمنين تخاصم مع يهودى أمام عمر الفاروق فسمع امير المؤمنين كلام اليهودى ثم التفت الى على وقال وماقولك ياأبا حسن ؟ فقال : تركت الخصومه فقال عمر لانى سويتك باليهودى ؟ فقال امام المجاهدين لا بل لانك لم تسو بيننا لقد كنيتنى ولم تكنه والنداء بالكنيه تكرم ... فكان المجاهد الأول بعد الرسول يرى انه كرمه ولم يكرم خصمه فلم يسو بين الخصمين فى كلامه . ولقد نص الفقهاء فى اداب القضاة على انه يجب التسويه عند المقاضاة بين الخصمين فى الامور الاربعة التى رويت عن الفاروق حتى ان يروى ان الرشيد قد تخاصم امام الامام يوسف القاضى صاحب أبى حنيفه مع يهودى فأجلس الرشيد ولم يجلس اليهودى فاعتقد انها ليست عادله امام الله فكان يستغفر عن ذلك ويعتذر بان الذى دفعه هو مقام الخلافه . ونحن نقول انه ليس بعذر فما كان الرشيد بخير عن على ولابخير من عمر انما هو الباب الذى فتح ولم يغلق الى اليوم حتى صار امر المسلمين بددا وفسدت الأمة - ثانى الأمرين الذى حمت به الشريعه الضعفاء انها جعلت عقوبة الضعيف على النصف من عقوبة القوى وكان الضعفاء فى العصر الأول هم الرقيق والأقوياء هم الأحرار وقد جعل القرآن الكريم عقوبة الإماء على النصف من عقوبة الحرائر وقد قال الله سبحانه وتعالى فى الإماء فاذا احصن فان اتين بفاحشة فعليهن نصف ماعلى المحصنات من عذاب اى ان حد الزنا مائة جلده فيكون على الحرة مائة وعلى الأمة خمسين وكذلك العبد يكون اربعين وهكذا.. وذلك لان الجريمه والعقوبة تسيران سيرا طرديا مع الكبر والضعف فى الشريعه فالجريمة تكبر بكبر المجرم وتضعف بضعفه والعقوبه تتبعها فتكبرة بكبرة وتضعف بضعفه وذلك لان الجريمة مهانة انسانية والمهانه من المهين اجتماعيا وفى نظر الناس قريبه فتهون بهوانه وهى من الكبير اجتماعيا كبيرة فتكبر تبعا لمقامه هذا نظر عادل رفيق بالضعفاء . ولنضرب لذلك مثلا للمفارقة بين حكم الله وحكم الرومان واتباعهم قد رايت ان الشريعة الاسلامية بنص القرآن ومضمونه تجعل عقوبة العبد فى الزنا وغيره على النصف من عقوبة الحر . وقد سكت القانون الرومانى عن الحرة المزنى بها ماحكمها لم يعتبرها مجرمة وربما كانت هى التى همت به واغرته ودفعته ولاحول ولاقوة الابالله من ظلم الانسان للإنسان . حقيقى اصدقائى الطيبين كل عام وانتم بخير وبارك الله فيكم اصدقائى الكرام تقبلوا الكلمة الطيبه ولكم كل الشكر والتقدير . أخيكم وصديقكم على جمعه