استطاعت القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس أبو مازن ، وضع إسرائيل في مأزق سياسي بإعتراف دولي واسرائيلي ، ولعلنا سمعنا تصريحات الوزيرة ليفني التي قالت أن على حكومة نتنياهو الرحيل لأنه وليبرمان وضعا إسرائيل في مأزق كبير أمام تقدم الفلسطينيين في إقناع العالم بهذه الاعترافات المتلاحقة بدولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران 1967م . ولعل المتابع لمجريات الأحداث وتطورها ، فإنه يرى أهمية ما قامت به القيادة الفلسطينية خلال الفترة السابقة والتي أضافت للقضية الفلسطينية المزيد من الدعم السياسي لمواجهة إسرائيل ومخططاتها لتهويد المقدسات ونهب الأرض وإقامة المستوطنات على أراضي الدولة الفلسطينية . وفي ظل هذا الزخم ، والتراجع العربي الواضح أمام مخططات إسرائيل ، وصمت بعض الدول عن القيام بأي مبادرة لدعم صمود شعبنا ودعم حقوقه الوطنية بتعليمات ضمنية أمريكية إسرائيلية ، هذه الدول التي احتضنت اليهود في عقر دارها لتعلن أنهم أصدقاء حميمين وان العلاقة مع إسرائيل يجب أن تكون في العلن حتى لو كان الثمن دماء الفلسطينيين الذين ماتوا ويموتون يومياً من أجل أن تبقى هذه الأمة مرفوعة الرأس محافظة على كرامتها وشرفها . هنا نرى البعض يخرج ليقلب الأوضاع من جديد ، فخطة إنقاذ إسرائيل جاهزة ، إسرائيل تعاني من عجز سياسي داخلي ، وخلافات وصراعات داخلية جعلت من نتنياهو ضعيف ، ومجتمع دولي يضع إسرائيل أمام موقف حرج لكونها مستهترة بكافة القرارات والقوانين الدولية ، والجزيرة تُقدم حبل النجاة لإسرائيل ، من خلال بث بعض الوثائق التي تقول أنها سرية . والسؤال هنا ؟ طالما أن الوثائق سرية ، فكيف وصلت للجزيرة فقط ، وهل للجزيرة يد طولى عند مصدر القرار في إسرائيل لتحصل على هذه الوثائق التي لا تكون بمتناول حتى نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية أحياناً نظراً لأهميتها وحساسيتها ، وطالما أن الجزيرة لديها كُل هذه الوثائق فلماذا التوقيت هذا بالذات ، هل لأن إسرائيل بحاجة إلى دعم من داخل البيت العربي لتُنقذ نفسها ، أم أن هناك صفقة الهدف منها القضاء على السلطة الوطنية التي أثبتت أنها على مقربة من إقامة الدولة . القضية هامة جداً ، والجزيرة تمارس مسلسلها المشبوه لأخذ دور إسرائيل في ضرب الأمة العربية ، بتاريخ 17/9/2009م قامت الجزيرة ببث حلقة لبرنامج الإتجاه المعاكس ، قام خلالها المذيع المعروف بعدائه للمشروع الوطني الفلسطيني / فيصل القاسم بالتهجم على السلطة الوطنية واتهمها أنها تقوم بالتطبيع مع إسرائيل وأنها تتازل عن الحقوق الفلسطينية ، في نفس التوقيت كانت الجزيرة تبث مباراة بين مكابي حيفا وفريق آخر في لعبة كرة السلة ، فكيف يكون الحديث عن التطبيع . وبتاريخ 19/10/2009م قامت الجزيرة بالتساوق مع إسرائيل في مخطط الهجوم على السلطة الوطنية والمشروع الوطني الفلسطيني والاستحقاق الذي أصبح واقعاً لبناء دولتنا الفلسطينية ، ففي الوقت الذي تهاجم فيه إسرائيل السلطة من ناحية وتُعمق الإنقسام الداخلي ، كانت الجزيرة تتساوق مع نفس النهج والمخطط . نحن نعجب لمثل هذه المواقف للجزيرة ، والتي بالمناسبة لا تتحدث إلا عن الوضع الفلسطيني ، في حين أن هناك قضايا داخلية في قطر تستحق الوقوف عندها ، وهناك احتلال أمريكي لجزء مهم من المنطقة العربية ، وهناك مؤامرات حيكت ضد بعض الدول العربية ، وهناك طائرات أمريكية تخرج يومياً لقصف مواقع في بعض الدول الإسلامية والعربية . فلن ينسى شعبنا الإساءة ، كما أنه لن ينسى أطفال العراق الذين سقطوا بقذائف الطائرات الأمريكية التي أقلعت من العاصمة العربية التي تعلمها الجزيرة جيداً ، فدماء أطفال ملجأ العامرية مازالت تُلاحق كُل المتآمرين ضد المشاريع العربية التي تهدف إلى نزع الوصاية والتبعية . عاش شعبنا الفلسطيني وعاشت قيادتنا الشرعية ، وسقطت كُل المؤامرات التي تهدف للنيل من مشروعنا الوطني والنيل من تصميم قيادتنا من انتزاع الحق الفلسطيني في إقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف . &&&&&&&& إعلامي وكاتب فلسطيني [email protected]