يتراجع لسان صدقي إلى ما وراء حدود الصمت يختبأ بين أزقة الحواري طفل قد سرق رغيف خبز من هانم لم ترى الطابور يوما بات النظر خلفه يجري تهاوت التساؤلات من عقد ذاكرتي لمحته يتقوقع بزاوية يلتهم الرغيف كأنه يأكل وزا محشيا .وبطا خائفا مترقبا أن يظهروا عليه تدحرج الدمع منتحرا ماذا لو كان هذا الطفل إبني ؟؟ سألته لما هنا الأطفال يفترشون الأرصفة وبوابات المساجد وتحت الكباري وبين الأزقة يسرقون اللقمة دون الماء ونأكل نحن اللحم تتقاسمنا فيها الكلاب لسنا بحاجة الماء مثله فالمائدة تفترشها العصائر ودمعه هو الذي يرويه إذا ما ظمأت في أعينه الأماني بأن تضمن له الأقدار لقمة آمنة من شر الذئاب نومة هانئة ليست وسط المقابر طفولة بريئة يشعر معها أنه كأبناء الذوات وكأبن التي سرق منها رغيف الخبز ليفك الحبل الملتف حول خاصرته النحيلة جوعا ...وتشردا ...وعريا لقد قتل الفقر أطفالا جعلوا لسان صدقي يتراحع إلى ماوراء حدود الصمت وبين أزقة الحواري وأروقة الحارات هناك تعمدت أن أترك جسدي وغادرت بعد هذا الطفل نظري .بعد أن إفترش حذاءه وسادة ألقى برأسه الصغير عليها نام الطفل مبتسما لقد عانقت الملائكة أحلامه أقبلت ثلة من الأطفال يتضاحكون خذي ما نسيتيه بعد أن أكل صاحبنا رغيف الخبز بمفرده خذي نظرك وغادري المكان بعيدا وأخبري الهانم أن وزر السرقة قد تقاسمه أطفال الحارة إستيقظ الطفل على صوت الشرطي أنت متهم بسرقة رغيف الهانم هوى الأطفال عليه أوسعوه ضربا دعنا نعاقبه نحن يا سيدي فقد إرتكب حين أكل الرغيف دوننا مفردا يا سيدي جرما ...ووزرا فنحن مثله قد تقطعت الحبال حول خاصرتنا جوعا ...وألما ....وتشردا نام الطفل ثانية وقد إفترشت الدماء وجهه ذهب الشرطي لسيدته منتصرا فقأت عين صدقي وأقسمت أن الذي قد رأيته ليس إلا وهما ...وكذبا أهداني الأطفال أنظارهم دعينا سيدي نرى عالم قد سمعنا عنه بعيناك عالم الأطفال ربما وجدنا به رصيفا نرضى به لنا سكنا فما ذنب الأرصفة كل يوم تستيقظ على عراكنا من أجل رغيف خبز سيدتي غدونا بنظر الشرطي صعاليك وبنظر الهانم مجرمون وبنظرك قلما ينزف دما وحبرا فكم عام سيمر لنغدو أطفالا ...وكم مر من أعمارنا وطفولتنا تنتهك بين حواري الفقر سرا .....وجهرا ؟؟؟؟ *********