هالنى ما قرأته من تعليق أستاذنا خيري باشا صاحب كوب الشاي أبو نعناع عندما وضعني في برواز الانهزامية والانكسار وبلبلة الريش وحشري بما يسمى بالطابور الخامس ورغم ذلك قرأت تعليقه أكثر من مرة لما جاء فيه من حلاوة البلاغة وترابط الكلمات ومغزى معانيه وكيف لا وهو بمثابة الأب الروحي لي وأكسيد الحياة رغم بعد المسافات بيننا ولكن تلاقى الأرواح لا تمنعها حدود كانت أو وجدت وصممت أن أقطع تلك الرحلة لغزو فضاء مملكة هولندا رغم الصقيع والمطبات الهوائية التي واجهتها لكي أوصل له ما أعانيه وأقول له ليس بالطائر الحزين الذي يحبذ أن يجول ويطير في فضاء الانهزامية ولا أنا بمناص ولا رافعا راية الاستسلام فهذه الأمور بعيدة عنى بعد السماء والأرض يا صاحب كوب الشاي بالنعناع ولكن عندما تحس وتشعر بقسوة الأيام والتي جعلت أستاذنا عاطف الهادي يئن منها ومن كثرة جروحها وآلامها حينها أحببت أن ألاطف بعض الشيء عنه وأقول لسيادته نحن معك ولكن بأسلوب السخرية التي غلف بها مقاله الشيق وعزف من خلال هذا المقال أحلى سيمفونية لا عزاء بعد اليوم حيث أدركت معها أننا بوادي والآخرون المسيطرون والقابعون على أجسادنا الواهنة بأن آذانهم صماء وعيونهم لاترى رغم أنها سليمة وعقولهم قد تجمدت وتحجرت قلوبهم 0 فماذا نحن فاعلون ؟ فالألم والحزن أخذ منا الكثير والكثير فعندما تريد أن تبنى حتى حلما سقط عليك – فحزني وألمي عندما ترى أحدهم يكذب عليك وأنت تعلم بكذبه ولكن لا تستطيع فعل شيء- ألمي وحزني أن تموت وأنت حي ولا تجد من يترحم عليك- ألمي وحزني أن لا تتألم وتحت قدميك أحد ضحاياك- ألمي وحزني أن يسدد لك السهام ممن كان ينام على ذراعيك – ألمي وحزني أن لا تجد من تثق فيه- ألمي وحزني أن تزرع بالواحة وردا وفى النهاية تجنى الأشواك والحنظل فألمي وحزني أن تمسح الدموع عن الآخرين لتبكى بدلا عنه دما وما أوصلني لتلك الحالة هو ألمي وحزني في أن تعطى ولا تأخذ فالمؤلم والمحزن أن تكتشف غباؤك وقد فات الأوان يا صاحب كوب الشاي بالنعناع – وأخيرا وليس بآخر ما ألمنى وأحزنني أن تجد نفسك عاريا مبتل ووحيدا وذلك بسبب من أحببت وألمي وحزني والذي فاق كل شيء هو أن تصبح ثقافتك عنوانا لحماقتك وأن يعاهدك الآخرون على الوفاء ويقسموا على ذلك أمام الجميع ومن ثم يكونوا أول الخائنين – منذ زمن بعيد وأنا وقلمي أنادى وأناجى الشرفاء بالوحدة الفكرية والتعقل ولكن لا مجيب فهل بعد ذلك يا أستاذ خيري باشا بقى لنا شيء نبكى عليه إلا أنفسنا وما وصلنا إليه وليست الانهزامية ولا رفع الرايات الاستسلامية فقد أوصلونا لفقد ثقتنا حتى بأنفسنا ولكن دوام الحال من المحال 0 طائر الليل الحزين