قال المهندس خليل عساف رئيس تجمع الشخصيات الفلسطينية المستقلة وعضو لجنة الحريات العامة في المجلس الوطني الفلسطيني أن التنفيذ الفوري لبنود المصالحة الفلسطينية يشكل ردا وطنيا على جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق شعبنا الفلسطيني وأرضنا وقضيتنا الوطنية المركزية، واستجابة للرغبة الشعبية في الرد على هجمات الاحتلال ضد مقدساتنا الوطنية، مشيرا في الوقت نفسه ان أبناء شعبنا الفلسطيني قد ضاقوا ذرعا بانقسام وطني أفقدهم طموحهم وشتت مستقبلهم وأضعف من قضيتهم واعتقل آبائهم وقطع رواتب معيليهم ليحول أبناء الشعب الفلسطيني لعرائس ماريونت تحركها خيوط المصالح الفردية التي تتغذى من استمرار الانقسام. وأضاف عساف خلال حوار خاص معه أن طموحات أبناء الشعب الفلسطيني تصطدم ببطء دوران عجلة المصالحة وهو ما يتطلب من الكل الفلسطيني أن يضع مصلحة أبناء شعبه نبراسا يضيء له طريق نضاله، موضحا أن صبر شعبنا الفلسطيني سينفذ تجاه من يضع العصا في دواليب المصالحة مما يتطلب من الجميع تحميل المسئولية للطرف المعطل لتنفيذ التفاهمات الموقعة بين القوى والفصائل الوطنية والإسلامية. وأشار عساف إلى أن حالة الجمود التي تسيطر على تحقيق الوحدة الوطنية تعصف بالمكونات الاجتماعية والاقتصادية والشعبية والوطنية بين أبناء شعبنا لتبقي رجال الانقسام الفلسطيني وأصحاب المصالح الفردية الواضحة لتحقيق طموحاتهم باستمرار هذا الانقسام المؤسف، مشددا على ضرورة تشكيل كتلة ضغط عربية تدفع باتجاه تنفيذ المصالحة تساعدها جهود كل القوى والفصائل الوطنية والإسلامية في الضغط على الأطراف التي تعطل تطبيق المصالحة. وأكد عساف أن الوضع الفلسطيني يحتاج تكاتف كل أبناء شعبنا في كافة الأراضي الفلسطينية والشتات لإزالة هذا الانقسام الذي يخلف معاناة يومية للعائلة الفلسطينية التي لا تمثل شيئا في نظر أصحاب المصالح الفئوية الخاصة الذين لا يتوقون لرؤية الوطن الفلسطيني موحدا، حيث يستغل الاحتلال الإسرائيلي حالة الانقسام الفلسطيني التي تقودها المصالح الفردية المعطلة لتسريع المصالحة، موضحا أن المشاركة في العمل على استمرار الانقسام يمثل خيانة وطنية ومصلحة إسرائيلية بحتة. وأشار إلى أن التصريحات الإعلامية والاستنكارات الشعبية والوقفات الاحتجاجية لكل القوى والفصائل الوطنية والإسلامية يجب أن تتحول لجسد واحد يهدم الانقسام ويتفرغ لترتيب البيت الفلسطيني وصد كافة أنواع العدوان الإسرائيلي بحق أبناء شعبنا في المحافظات الفلسطينية، مطالبا بضرورة فك أسر الوحدة الوطنية من داخل معتقلات المصالح الشخصية في وطننا والتوحد خلف تضحيات شهداء وجرحى وأسرى ومناضلين الشعب الفلسطيني لتصحيح مسار قضيتنا وتسوية خلافاتنا لأجل فلسطين. وطالب عساف بضرورة الكف عن كل المهاترات التي تعطل المصالحة وتوقف مسيرة القضية الفلسطينية، مشددا على أن الانقسام الفلسطيني يفقدنا التعاطف الدولي والعربي ويقلل يوميا من احترام العالم لنا متسائلا عن كيفية جلب الدعم الدولي لقضية الأسرى في الوقت الذي يبخل فيه الشعب الفلسطيني عن توحيد الدعم لهم وتفرغه للبحث عن كل الطرق التي تعطل المصالحة وتستخف بالتضحيات الشعبية عبر تصريحات إعلامية هدفها إثبات الحضور. وجدد عساف مطالبته للأخ الرئيس الفلسطيني محمود عباس والأخ خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بلم شمل الوطن الفلسطيني واستكمال ما تم التوافق عليه في اتفاق القاهرة وإعلان الوحدة وتسريع عملية ميلاد حكومة التوافق الوطني لطي صفحة الخلاف ولنصل إلى تحقيق أحلام كل الفلسطينيين برؤية دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس وتحرير أبنائهم من معتقلات الاحتلال وعودة كل أبنائنا في الشتات لديارهم، مؤكدا أن تجمع الشخصيات المستقلة مستمر في فعالياته الوطنية ولقاءاته مع الجميع لدعم تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام في محافظات الوطن. وفيما يتعلق بملف منظمة التحرير الفلسطينية قال عساف ان تطوير منظمة التحرير الفلسطينية مهم جدا في المسألة الفلسطينية فهي المرجعية الكبرى لجميع الفصائل وأبناء الشعب الفلسطيني والقضية برمتها وتطويرها سيعمل على اعتبارها المرجعية الأولى لكل شأن في القضية الفلسطينية. ودعا عساف الجميع بضرورة تعزيز الفعاليات الشعبية والوطنية وتوحيدها باتجاه الضغط على معطلي المصالحة وتوجيههم نحو الوحدة الوطنية، مشيرا إلى أن الأيادي الفلسطينية التي خلقت انقساما وطنيا تدرك تماما أن لديها الفرصة لإثبات نواياها اتجاه أبناء شعبها، مشيراً أن ساعة النضال الفلسطيني متوقفة منذ أن أقدمت عقاربها على تقسيمها ولن تعاود سيرها إلا بالتوحد ورفع المصلحة الوطنية العليا فوق كل المصالح الفردية للعمل على استمرار النضال الفلسطيني المشروع نحو التحرير من الاحتلال. ولفت عساف ان هناك محاولات عديدة تواجهنا من أعداء الشعب الفلسطيني، إضافة الى ما تقوم به حكومة الاحتلال الجديدة من ممارسات استيطانية وتهويد ونهب للأراضي واعتداءات واعتقالات متواصلة ضد الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن شعبنا عبر مقاومته الشعبية بكافة أشكالها سيواصل نضاله ضد الاحتلال العنصري الساعي لإلغاء الفلسطيني واستيطان أرضه وسرقة تاريخه ومستقبله، في انتهاك واضح للمواثيق والأعراف الدولية، داعيا في ذات الوقت الى تعزيز حملات التضامن والمقاطعة والعمل الدؤوب لإجبار حكومة الاحتلال على احترام القانون الدولي. وحول استهداف المقدسات الإسلامية والهجمة التي يتعرض لها المسجد الأقصى طالب عساف بضرورة اتخاذ موقف فلسطيني جدي وحازم ردا علي هذه الجرائم والانتهاكات وذلك من خلال خروج شعبنا بكل أطيافه في هبة جماهيرية عارمة رفضا واستنكارا لهذه الجرائم النكراء والتي كان أخرها اقتحام باحات المسجد الأقصى من قبل المتطرفون داعياً إلي ضرورة أن يتحرك المستوي الرسمي الفلسطيني باتجاه مقاضاة الاحتلال وحمل ملفات هذه الجرائم إلي محكمة الجنايات الدولية من أجل ملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين وتقديم من تورط في مثل هذه الجرائم ضد أرضنا ومقدساتنا وشعبنا إلي العدالة الدولية. وفيما يخص موضوع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية والمعاملة السيئة التي يتعرضون لها أكد عساف ان حكومة الاحتلال تتحمل كامل المسؤولية عن حياة جميع الأسرى وبخاصة المرضى منهم، محملا المسئولية لسلطات الاحتلال الإسرائيلي من مغبة ممارساتها القمعية والإرهابية ضد الأسرى الفلسطينيين وحرمانهم من أبسط حقوقهم الإنسانية التي صانتها وأكدت عليها اتفاقية جنيف الرابعة والتي تضرب بها عرض الحائط حكومة الاحتلال المجرم. وحيا عساف الصمود الأسطوري لأسرنا البواسل في سجون الاحتلال الصهيوني، داعياً المؤسسات الحقوقية العربية والعالمية والصليب الأحمر الدولي للتحرك العاجل لوضع حد لإجراءات القمع والإجرام التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مطالبا قيادة منظمة التحرير الفلسطينية للقيام بأوسع تحرك رسمي على المستويين العربي والعالمي لحماية الأسرى والمعتقلين ووضع قضيتهم على رأس أولويات العمل الفلسطيني.