منذ حوالي الشهرين ونصف كتبت موضوعاً صغيراً عن الكاتب والأديب البرازيلي باولو كويلو بمناسبة وصول عدد المحبين له والمتابعين لصفحته على موقع الفيس بوك إلى أكثر من إثنان مليون شخص واليوم وبعد أقل من ثلاثة شهور على ذلك الحدث ، يصل عدد المحبين لباولو والمتابعين لصفحته على موقع الفيس بوك إلى أكثر من ثلاثة مليون شخص ، أي بمعدل نصف مليون شخص في كل شهر تقريباً وهو معدل أعتقد أنه صعب أن يحققه أى شخص في العالم مهما كانت شهرته ، فشخصياً لا توجد عندي صفحة وصل عدد متابعيها ومحبيها إلى هذا العدد سوى صفحة النادي الإنجليزي الشهير مانشستر يونايتد . وكنت قد ذكرت أيضاً في الموضوع السابق أن الرجل ما كان ليصل إلى هذا النجاح سوى بالصدق مع نفسه ومع الآخرين وبترك الفطرة السليمة لتتحدث والناس بدورها ستصدق وتحترم ما سيقوله الشخص إن كل كتابات باولو كويلو تنفذ إلى القلب مباشرة وبسهولة ويسر ودون إستئذان ، لا تعرف للمتلقي لوناً أو ديناً أو عرقاً أو جنساً ، فقط تعرف أنه إنسان له الحق في أن يدرك كيف يمكنه أن يعيش حياة خالية من الضغائن والأحقاد ، كتابات تعمل على رفعة شأن الضمير الإنساني وإعلاء قيم الحب والتآخي بين مختلف أجناس البشر ، كتابات يبتعد فيها صاحبها عن إدعاء الفضيلة أو إسداء النصح بذلك الشكل المباشر والساذج الذي يتبعه للأسف معظم مدعي الفضيلة في وقتنا الحالي . كم أتمنى على أصحاب الأقلام والمنابر الفضائية أن يتابعوا كتابات باولو كويلو ليروا منها أنه ليس فقط بالمواضيع الجدلية وإثارة الخلافات الفكرية والمذهبية يمكن أن يصلوا إلى قلوب ومسامع الناس ، بل من الممكن أن تصل إلى قلب أى إنسان عندما تتحدث معه على إنه إنسان ، فقط إنسان ، إذا رحم نفسه سيرحمه الآخرون . وفي النهاية أترككم مع قصة قصيرة وقصيدة للأديب باولو كويلو إخترتهما من مدونته و ترجمتهما خصيصاً لهذا الموضوع ، كلماتهما قصيرة ولكنهما يحملان من المعاني العظيمة ، ما لم تحمله روايات ودواوين شعر طويلة ****************************** هل الطائر حي ؟ أنهى التلميذ الصغير تدريبه ، قريباً سيصبح معلماً ومثل كل التلاميذ فإنه يحتاج إلى أن يتحدي أستاذه لكي يثبت أمامه أنه قد إكتشف طريقة جديدة في التفكير ، فقام بإحضار طائر صغير وأخفاه بين أصابعه ثم توجه إلى معلمه وسأله : هل الطائر حيٍ أم ميت ؟ كانت خطته تعتمد على إحتمالين : الأول إن قال له المعلم ميت ، فسيقوم بفتح راحه يده لكي يطير الطائر بعيدا ، وفي حال إن قال المعلم حي فسيقوم بسحق الطائر بين أصابعه وعندها ستكون إجابة المعلم خطأ في الحالتين بغض النظر عن فحوى الإجابة أعاد الطالب سؤال أستاذه : هل الطائر حي أم ميت ؟ إبتسم المعلم ثم أجابه: عزيزي هذا يعتمد عليك ************************** محارب من أجل النور كل محارب من أجل النور خاف يوماً من خوض المعركة كل محارب من أجل النور في وقت ما من الماضي كذب أو خدع شخصا ما كل محارب من أجل النور سار في طريق لم يكن له كل محارب من أجل النور عانى من أسباب تافهة لم تكن تستحق كل محارب من أجل النور إعتقد في وقت ما ، أنه ليس محارباً من أجل النور كل محارب من أجل النور فشل في أداء مهامه الروحانية كل محارب من أجل النور قال نعم حين كان يجب أن يقول لا كل محارب من أجل النور جرح يوماً ما شخص أحبه ولهذا فإنه محارب من أجل النور ، لأنه علي الرغم من مروره بكل هذا لم يفقد الأمل يوما في أن يصبح شخصا أفضل.