استطاعت الحركات الإسلامية المعاصرة خاصة فى دول الربيع العربى – مصر. تونس. ليبيا وفى الطريق سوريا ,أن تتجاوز دعوات الفصل بين الدين و الحياة العامة و السياسة و الحكم وأن تثبت أن الدعوة العلمانية دعوة أفرزتها البيئة الأوربية , كما أثبتت التجربة أن العلمانية الاوربية لم تكن شاملة و لم تنجح دعوتها في العزل التام للدين والمتدينين في أوربا عن السياسة و الحكم و ظل الدين هو المحرك للشعوب والمفجر لطاقاتها. أما مصر أنشا الإخوان حزباً سياسياً هو حزب الحرية والعدالة و تبنوا فكرة الدولة المدنية بمرجعية إسلامية من غير بيانٍ للطريقة التي يتم بها تحقيق هذه المرجعية الإسلامية ولا تبدو الرؤية في هذا المجال واضحة أمامهم فالفرق الأساسى بين الدولة الإسلامية وغيرها من الدول هو مرجعية الشريعة الإسلامية التي تستند على عقيدة الأغلبية العظمي من الشعب المصري، والشريعة بطبيعتها إضافة إلى الجوانب العبادية والأخلاقية تنظم مختلف جوانب الحياة. أما في تونس فتبدو خيارات حزب حركة النهضة أكثر وضوحاً فتجربة الحزب كجماعة دعوة ليست بالعراقة التي عليها الحركة المصرية علاوة على أن تونس ليست لديها مكانة مصر الدولية و الإقليمية و قد إختار الحزب الديمقراطية لنظام الحكم و اوكل امر التغيير الإسلامي للمجتمع الذي تبنى فيه فكرة تشبه فكرة المجتمع القائد التي تبنتها الإنقاذ في أعوامها الاولى لا غرو فإن زعيم حركة النهضة التونسية راشد الغنوشى هو أحد تلاميذ الدكتور حسن الترابي إذ ورد في بيان المؤتمر التاسع للحزب و الذي انعقد فيما بعد الثورة وفى ليبيا يوحي التحليل الدقيق للأوضاع السائدة في الداخل الليبي بأن فرص إقامة دولة دينية في ليبيا؛ لا تبدو بالدرجة المتوقعة، نظرا لغياب الرؤية الموحدة حول مستقبل ليبيا بين هذه التيارات، وتباين المواقف حول الشكل المتوقع للنظام السياسي الذي ستكون عليه ليبيا، وافتقار هذه التيارات للتنظيم الجيد، مثل بقية القوى والتيارات الأخرى، حيث لا تزال تعاني قصورا شديدا في العملية التنظيمية، وتفتقر إلى هيكل قيادة واضح ومحدد المعالم. على الرغم من ذلك نستطيع أن نقول أن العلاقة بين الدين والسياسة علاقة وثيقه ومؤثرة على كل المحاور فحكام البلاد الإسلامية خاصة التى تنسمت الربيع العربى اليوم هم فى فى حالة الضرورة التى تتيح بعض المحظور التي تطالب به القوى المدنية الرافضة للحكم الدينى على أن يرتقبوا الوقت المناسب حن تكون للأمة قوة تحمى بها تقاليدها وشرائعها ومدنيتها. فإذا وجدنا خصوماً للثورة فى نطاق الدين فهم خصوم ينتمون إلى الدين الرسمى فقط أو الدين المؤسسسى الزائف وعلى العكس فإن الثورة الزائفه أى الثورة التى تحولت إلى مؤسسة وإلى بيروقراطية تجد دائماً حليفها في الدين الذي تحول هو أيضاًإلى مؤسسة وإلى بيروقراطية وتستند معظم حركات المعارضة العربية والإسلامية وأكبرها اليوم إلى الذاكرة والتعبئة الدينية فى نشاطها الرامى إلى تغيير الأوضاع أو مواجهة النظم القمعية أو الفردية وقد حلت الحركات التى تستلهم العقائد الدينية محل الحركات القومية واليسارية فى تعبئة الجمهور وقيادة الرأى العام . وهنا تداعبنا الافكار : علاقة الدين بالسياسة وأراء العلماء فى وجوب تحكيم الشريعة لضبط إيقاع المجتمع الشعوب الإسلامية تطالب حكامها بتطبيق الشريعة بعد معاناتها من إنحلال الدولة العلمانية . النخبة وخيارات الديمقراطية الرافضة للدولة الدينية