أتعجب كثيرا .. وأتسائل كثيرا .. هل إشارة المرور في وقتنا هذا الذي يعمل فيه الأخوان من فوق الأرض "علنا" بعد أن ظلوا يعملون من تحت الأرض سنوات عديدة "سرا" هي إشارة لمرور السيارات والمارة يعبرون خلالها من شارع إلي شارع للذهاب لعملهم أو لمسكنهم بشكل آمن وسلمي أم هي إشارة إرهاب يعبر منها الأخوان من السلم إلي العنف ومن الحياة الي الموت ظنا منهم أنهم يجاهدون في سبيل الإسلام، فهل الجهاد أصبح اليوم في اشارات المرور، وكأن وظيفتها تحولت وتبدلت، فبعد أن كانت مجرد إشارة "تنظيم" للمارة من شارع إلي شارع أصبحت "تنظيم" للأخوان تنظيم للإرهاب، أصبح فيها الأخواني وكأنه شرطي مرور يمنع من يشاء إذا خالف قانون الأخوان الإرهابي ويسمح لمن يشاء إذا نفذ قانونهم. أصبح قانون المرور في إشارة رابعة العدوية بمدينة نصر قانون الأخوان يرهبون به أخوانهم في الوطن يقتلون – يسحلون – يعذبون – يخلعون أظافر كل من يخالف قانون مرور الأخوان وليس لشيء إلا لوصول مرسي إلي الكرسي، لوصول الإرهاب إلي سدة الحكم لانتهاك حرمة الوطن بالتخابر والتآمر والخيانة والعمالة ليصل قانون الإرهاب الي فرض سيطرته علي المواطنين العزل ليصبح الارهاب دين الدولة وعقيدتها ويصبح القتل والقنص لغتها وتصبح الاخونة غايتها. ومازلت أتعجب وأتسائل إلي متي...؟ هل من خلاص؟ هل نعود إلي عقيدة الدين الإسلامي السمحة؟ هل نعود إلي الوسطية واحترام الآخر أم أنها إشارة لمرور الفوضى، إشارة لنعبر من السلم إلي العنف، من الحب إلي الكراهية، من التعايش واحترام الآخر إلي منطق أغرب من الخيال "يا نحكمكم يا نقتلكم ونخلع اظافركم". وسأظل أتسائل وأتابع وأتعجب من سلوك الإشارة وما يحدث فيها لأني لم أقرأ ولم أشاهد في تاريخ مصر إشارة خسة وندالة وخيانة للوطن مثل إشارة رابعة بعد خلع مرسي من علي الكرسي ومن يحتلها من حفنة من القتلة أنصاره ومؤيديه الذين اقترفوا كل المحرمات من قتل وتعذيب وقطع الطرق والسب والتهديد والكذب والتضليل وأكثر ما أتعجب منه أن هؤلاء الأخوان الذين وصفوا أنفسهم بالمسلمين قد اقترفوا كل هذه الألوان من المحرمات في شهر رمضان الكريم بدلا من التعبد لله والتقرب منه، فكيف لمسلم ان يقتل أخاه المسلم الذي لم يؤذيه وفي شهر مبارك كشهر رمضان هل من يفعل هذا حقا يستحق أن يقال له مسلم؟ لقد قالوا أن جبريل عليه السلام قد نزل عليهم في الإشارة فهل يرضي عليه السلام قتل المسلم لأخيه المسلم، ولكني أقول لهم أن في العشر الأواخر من ذات الشهر الكريم سينزل بالفعل سيدنا جبريل ليتفقد أحوال المسلمين وسيري في مصر أن أخوة من المتأسلمين يقتلون المسلمين الصائمين العابدين ليس لشيء إلا لاختلافهم سياسيا فقط وليس عقائديا ولا دينيا فسبحان الله عما يصفون. وأقول أن الإشارة بالفعل قد أضائت اللون الأحمر وتوقف الأمن والأمان أمامها توقف العقل فيها وأخشي ما أخشاه أن تتحول رابعة العدوية من مجرد إشارة مرور إلي بذرة لدويلة تنبت وتترعرع داخل مصر لتقسمها تحت أسماع وأبصار الجميع وأن يصبح قانونها إرهابا حقيقيا يهدد كل أبناء الوطن. أعلم علم اليقين أن مصر لن تنقسم وشعبها لن يتناحر ولكن إلي متي يظل العقل معطلا في إشارة رابعة العدوية ومتي تتحرك الدولة لتسيير حركة مرور الأمان وتصلح ما أفسده الأخوان وتعيد قانون العدل. واخيرا لا أنسي أن أتسائل متي ستستعيد الدولة هيبتها وتنظم مرورها لنعبر إلي آفاق الأمن والتقدم!!!