الصوم واحة زمنية في صحراء الحياة الإنساني، يتفياءالمؤمنون في ظلاله الوارفة، و يتلطفون بصفاء أيامه و نقاء لياله، و يقطفون ثماره القيمة علي مدي شهر يتزودن في غضونه بالإهتمام و الإعتناء من الاشراقات الروحية و الإيمانية و العرفانية و الخلقية و الشخصية و الانعكاسات النفسية التي تتنور برقة المشاعر،و شرف العواطف، و حب الخير، والشعور بالسمو الروحي و الفكري، و الإبتعاد عن الجدل و المعاناة و العنف و الميول العدوانية. يشمل الصوم بفوائد و حكم عديدة التأثيرية والروحية و المادية فمن فوائده أقتبس بين أيديكم: 1. التقوي: و هي هدف السامي من حكم الصوم و فوائده. و التقوي: إمتثال أوامرالله تعالي و إجتناب نواهيه،أي إجتناب عن الحرام و عن سائرالذرائع التي تكون ذريعة لدخول النار ولغضب الله تعالي، و لكن الصوم ينهي عن الأكل و الشرب و ماإلي ذلك، مالحكمة فيه؟ نعم يريد الصوم أن يغير شخصية الإنسان و سيرته و خلقه مثلا: إذا كان زيد متعودا علي السير عشرة كيلو ميتر، و عندما قيل له سر خمسةكيلو متر،فهل عليه مشقة و شدة؟ ليس له أي مشقة و حرج، بل هذا يسر عليه، مثل هذا: إذا ترك الإنسان الحلال من الشهوات البطنية و الفرجية لأجل رضا الله تعالي علي مدي شهر، فكيف يأكل الحرام،و كيف يأتي بالحرام لأجل غضب الله عزوجل في الشهور الباقية؟ إذا كان الإنسان ذو فهم و إدراك فلن يرتكب الحرام لغضب الله عزوجل إلي الأبد الأباد،و إلي هذا أشار الله عزو جل:( لعلكم تتقون) . و أما من يصوم و يرتكب الكبائر والصغائر من الذنوب فليس له إلا الجوع والعطش كما قال النبي عليه الصلوة والسلام:(كم من صائم ليس له الا الجوع والعطش). 2: الشكر علي النعم : الصوم ذريعة الي شكرالنعم، لأن النفس ما ئلة كل الميل إلي ما يلائمها من مطعم و مشرب و منكح، فإذا امتنعت من ذالك في حين من الأحيان ثم أبيح لها فرحت بإحة ما منعت منه، خصوصا عند اشتداد الحاجة إليه فإن النفوس تفرح بذلك طبعا، ثم تشكر الله تعالي علي نعمه القيمة،و قدجاءت الإشارة إلي ذلك أثناء الكلام عن الصيام قال الله تعالي:(لعلكم تشكرون). 3: كسر النفس الأمارة بالسوء:لأنها أضر الأعداء و بلاؤها و أصعب البلاء،كما أشار الله عزوجل:(إن النفس لأمارة بالسوء). فالصوم يكسر النفس و يذللها و يقويها علي كل خير، و يضعفها و يحبسها عند الوقوع في الشرور، أما الشبع والري و مباشرة النساء فيحمل النفس علي الأشر و البطر و الغفلة؛ لأن النفس إذا شبعت رغبت في الشهوات، و إذا جاعت امتنعت عما نوي؛ و لهذا قال النبي عليه الصلوة و السلام:(يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر،و أحصن للفرج،و من لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإن له وجاء). 4: الصوم موجب للرحمة والعطف علي البؤساء: كلما شعر الصائم ألم الجوع و حرارة العطش في بعض الأحيان ذكر من هذا حاله في عموم الأحيان فتسارع اليه الرقة و العطف عليه، والرحمة حقيقتها في حق الإنسان نوع ألم باطن فيسارع لدفعه بالإحسان إليه فينال بذلك ما عند الله تعالي من حسن المكافأة. 5: الصوم يعلم الغني التذكير بنعمة الله عليه: عندما يذوق الصائم ألم الجوع و حرارة العطش في نهار رمضان، يذكر البؤساء و المساكين الغرباء الذين لا يجدون الطعام و الشراب طوال الأيام والسنوات. فيذكرالله تعالي علي نعمه في جميع الأحوال و يحسن مع البؤساء و الفقراء و الغرباء، و ينفق عليهم حسب الإستطاعة من الأموال و الأطعمة و الأشربة والباس وما إلي ذالك. 6: الصوم يجعل القلب خاليا لذكرالله تعالي: لأن تناول هذه الشهوات تفضي إلي الغفلة،و تقسي القلوب، و تعميه عن الحق،كما أشار إلي هذا عمرو بن قيس:(إياكم و البطنة.... فإنها تقسي القلوب). 7: الصوم يجدد خلايا الإنسان: لا مجال للإرتياب أن للصوم فوائدالجسمية عديدة فمن فوائده فيما يلي: يطرح الصوم ما شاخ من الخلايا، و هو إراحة للمعدة و جهاز الهضم،و حمية للجسد، و تخليص لها من الفضلات المترسبة.والصوم يقوي الإدراك و يفتح الذهن و ما إلي ذلك. و يقول الدكتور ماك فادون: إن كل إنسان يحتاج إلي الصيام و إن لم يكن مريضا، لأن سموم الأغذية و الأدوية تجتمع في الجسم فتجعله كالمريض أو تثقله و يقل نشاطه، فإن صام خف وزنه، و تحللت هذه السموم في جسمه بعد أن كانت مجتمعة، فتذهب عنه و يصفو صفاء تاما، و يستطيع ان يسترد وزنه و يجدد جسمه في مدة لا تزيد علي العشرين يوما بعد الإفطار، ولكنه يحس بنشاط و قوة لا عهد له بهما من قبل. و مما هو جدير بالذكر ان الصوم له تأثير مثل العصا السحرية في علاج بعض الأمراض المعدة و أمراض الدم وما إلي ذالك. و صدق النبي صلي الله عليه وسلم حيث يقول:(صومو تصحوا ). أكتفي علي هذا القدر بخوف الإطالة التي تفضي إلي الكأبة و الملال. أخوكم: محبوب رضا من جمهورية الهند.