سعى الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الإثنين إلى طمأنة الحلفاء الأوروبيين الذين استاءوا من تقارير تتعلق بتجسس الولاياتالمتحدة ولكنه أشار إلى أن جميع أجهزة المخابرات في العالم تعمل على معرفة فكر الخصوم والحلفاء على حد سواء. وطالب الاتحاد الأوروبي الولاياتالمتحدة بتوضيح تقرير نشرته مجلة ألمانية عن أن واشنطن تتجسس على الاتحاد وقال إن هذا التقرير صادم لو ثبتت صحته. ووصف الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند تقارير التجسس بأنها أمر لا يحتمل قائلا إنه يمكن أن يعيق علاقات واشنطن مع باريس والاتحاد الأوروبي. وأضاف "نريد وقف ذلك سريعا." وتعهد أوباما خلال زيارة لتنزانيا ضمن جولة افريقية بتقديم كل المعلومات التي طلبها الحلفاء الأوروبيون بخصوص مزاعم التجسس التي قال إن واشنطن مازالت تدرسها. وقال أوباما "جميع أجهزة المخابرات وليس جهازنا وحده بل جميع أجهزة المخابرات الأوروبية والآسيوية وأينما كان جهاز مخابرات فهناك شيء واحد يفعلونه ألا وهو أنها تحاول فهم العالم بشكل أفضل وما يدور في عواصم العالم من مصادر لا تتوافر عبر نيويورك تايمز أو إن.بي.سي نيوز." وأضاف "إن لم يكن هذا هو الحال لما كانت هناك فائدة لأجهزة المخابرات. وأضمن لكم أنه يوجد أناس في العواصم الأوروبية يهتمون بالنقاط التي سأتحدث عنها اذا كنت سأجتمع مع قادتهم بل وربما يهتمون بما تناولته في وجبة الإفطار. ذلك هو عمل أجهزة المخابرات." وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي يزور بروناي لحضور مؤتمر أمني آسيوي إن الولاياتالمتحدة ليست وحدها التي تلجأ إلى "الكثير من الأنشطة" لحماية أمنها. وأثارت تفاصيل برنامج المراقبة الأمريكي التي كشف عنها المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي والهارب حاليا إدوارد سنودن غضبا في الولاياتالمتحدة وخارجها بشأن مدى تحقيق التوازن بين حقوق الخصوصية والأمن القومي. وقالت صحيفة جارديان البريطانية يوم الأحد إن الولاياتالمتحدة تجسست كذلك على حلفاء من خارج الاتحاد الأوروبي من بينهم اليابان وكوريا الجنوبية والهند. وتشارك الدول الثلاث في مؤتمر الأمن الآسيوي. وأكد كيري أن مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون ناقشت هذه القضية أثناء اجتماعها معه في بروناي. وقال إنه لم يطلع حتى الآن على تفاصيل ما نشرته الصحيفة. وقال كيري خلال مؤتمر صحفي "أقول إن كل دولة في العالم معنية بالشؤون الدولية وبالأمن القومي تقوم بالكثير من الأنشطة لحماية الأمن القومي وكل المعلومات التي يمكن أن تسهم في ذلك. كل ما أعرفه أن هذا ليس غريبا في كثير من الدول." وطالب بعض صناع القرار في الاتحاد الأوروبي بتجميد محادثات الاتفاق على منطقة تجارة حرة بين واشنطن والاتحاد حتى تقدم الولاياتالمتحدة المزيد من الإيضاحات بخصوص أنشطتها. وقال مسؤولون في اليابان وكوريا الجنوبية إنهم على دراية بالتقارير التي نشرتها الصحيفة وطلبوا من واشنطن توضيحها. وقال وزير الخارجية الهندي سلمان خورشيد الذي يزور بروناي أيضا لقناة ايه.ان.آي "كل هذه مجالات تحظى بأهمية استراتيجية بالغة يجب أن نتعاون فيها وفي إجراءات مكافحة الإرهاب." غير أن بعض الحلفاء الأوروبيين لواشنطن قالوا إن مكافحة الإرهاب لا يمكن أن تبرر مدى التجسس المزعوم. وقال أولوند إنه كلف وزير خارجيته لوران فابيوس بالاتصال بكيري وطلب إيضاح منه وإن فابيوس سيلتقي ايضا بالسفير الأمريكي في باريس "للتأكيد على أننا لا يمكن أن نتسامح مع مثل هذا السلوك بين حلفاء وأصدقاء." وأضاف أن فرنسا والاتحاد الأوروبي إن لم يكن جميع شركاء واشنطن سيحتاجون إلى ضمانات بخصوص مسألة التجسس قبل المضي قدما في مفاوضات ومعاملات مع الولاياتالمتحدة. وفي برلين قالت وزيرة العدل الألمانية سابينه لويتهويسر شنارينبيرجر إن تقارير التجسس تعيد الأذهان إلى الأعمال العدائية إبان الحرب الباردة. وأضافت "مما يفوق حد التصور أن أصدقاءنا في الولاياتالمتحدة يعتبرون الأوروبيين أعداء." وكانت المفوضية الأوروبية حذرة بخصوص ما إذا كان الخلاف سيؤثر على محادثات التجارة الحرة بين الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي التي من المقرر أن تبدأ في واشنطن يوم الثامن من يوليو تموز. وقالت المتحدثة باسم المفوضية بيا اهرينكيلده هانسن "كل ما أستطيع أن أقوله هو إننا نركز بشكل كبير جدا على هذه المزاعم وننتظر بيانا واضحا من شركائنا الأمريكيين."