طالب الاتحاد الأوروبي الولاياتالمتحدة بتفسير لما ورد في تقرير نشرته مجلة دير شبيجل الألمانية يفيد بأن واشنطن تتجسس على الاتحاد مستخدما لهجة قوية بصورة غير معتادة مع أقرب حلفائه بشأن ما تردد عن أنشطة التجسس. وقالت متحدثة باسم المفوضية الأوروبية يوم الأحد ان الاتحاد الأوروبي اتصل بالسلطات الأمريكية في واشنطنوبروكسل بشأن تقرير دير شبيجل بأن وكالة الأمن القومي الأمريكية تنصتت على مكاتب تابعة للاتحاد الأوروبي في واشنطنوبروكسل والأمم المتحدة. وقالت المتحدثة "اتصلنا على الفور بالسلطات الأمريكية في واشنطنوبروكسل وقد واجهناهم بالتقارير الصحفية." وأضافت في بيان "أبلغونا بأنهم يراجعون دقة المعلومات التي ذكرت بالأمس وسيردون علينا." وطلبت فرنسا أيضا توضيحا. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس "هذه الأعمال إذا تأكدت ستكون غير مقبولة على الاطلاق... نتوقع أن تستجيب السلطات الأمريكية لبواعث القلق المشروعة التي أثارتها هذه التسريبات الصحفية بأسرع ما يمكن." ونشرت دير شبيجل بموقعها على الانترنت يوم السبت إن وكالة الأمن القومي الأمريكية تنصتت على مكاتب الاتحاد الأوروبي وتمكنت من الدخول الى شبكات كمبيوتر داخلية أوروبية في أحدث واقعة يكشف عنها بشأن أعمال تجسس أمريكية مزعومة أثارت غضب السياسيين الأوروبيين. وقالت المجلة في تقرير نشرته يوم الأحد ان الوكالة الأمريكية تنصتت على نصف مليار محادثة هاتفية ورسالة بريد الكتروني ورسالة قصيرة في ألمانيا خلال شهر وهو ما يزيد كثيرا عن اي دولة أوروبية أخرى ويماثل البيانات التي جرى التنصت عليها في الصين أو العراق. كما استخدمت بيانات من مراكز لخدمات الانترنت في جنوب وغرب ألمانيا تنظم حركة تدفق البيانات الى سوريا ومالي. وأثارت المعلومات التي تكشفت عن برنامج أمريكي للتجسس عبر الانترنت والهاتف بعد الكشف عن وثائق حصل عليها المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الأمريكية والهارب الآن ادوارد سنودن الغضب في الولاياتالمتحدة والخارج بشأن مدى تحقيق التوازن بين الخصوصية والأمن القومي. لكن المدى الذي بلغته واشنطن في التنصت على الحلفاء الأوربيين يمثل قضية تثير القلق على نحو خاص. وقالت وزيرة العدل الألمانية سابينه لويتهويسر شنارينبيرجر "لو ثبتت صحة التقارير الاعلامية فإن ذلك سيعيد الى الأذهان الأعمال بين الأعداء أثناء الحرب الباردة. أن ينظر أصدقاؤنا في الولاياتالمتحدة الى الأوروبيين كأعداء لهو أمر يفوق أي تصور." وأضافت في بيان "إذا كان جهاز سري أمريكي تنصت حقا على ممثلي الاتحاد الأوروبي في بروكسلوواشنطن لن يكون ممكنا تفسير ذلك بحجة مكافحة الارهاب." وقال مكتب المدعي الاتحادي في ألمانيا المعني بقضايا الأمن القومي انه ينظر فيما إذا كان يتعين فتح تحقيق في الأمر. وقالت المتحدثة باسم المكتب فروكه كولر لرويترز ان من المتوقع توجيه اتهامات جنائية. ولم تعلق المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على تقرير دير شبيجل الأخير. وكانت ميركل دافعت قبل زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لألمانيا في وقت سابق هذا الشهر عن برنامج حكومي لمراقبة الاتصالات عبر الانترنت وقالت ان قيام الولاياتالمتحدة بمثل هذا النشاط حال دون وقوع هجمات على الأراضي الألمانية. وقال مارتن شولتز رئيس البرلمان الأوروبي وهو ألماني أيضا انه اذا ثبتت صحة التقرير فسوف يكون له "أثر خطير" على العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة. وأثناء زيارة لجنوب افريقيا رفض نائب مستشارة الأمن القومي الأمريكي بن رودس التعليق واكتفى بالقول "هؤلاء هم بعض أقرب شركائنا في مجال المخابرات لذا من المهم الاشارة الى أن الاوروبيين يعملون بشكل وثيق للغاية معنا. لدينا معهم علاقات مخابراتية وثيقة للغاية." وقال بعض صانعي السياسة في الاتحاد الأوروبي انه يجب تجميد اتفاق للتجارة الحرة بين واشنطن والاتحاد الأوروبي لحين الحصول على توضيحات من الولاياتالمتحدة. وقالت المفوضة الأوروبية للعدل والحقوق الأساسية فيفيان ريدنج في كلمة القتها في لوكسمبورج يوم الأحد "الشركاء لا يتجسسون على بعضهم." (إعداد أحمد حسن للنشرة العربية - تحرير عماد عمر) من بن دايتون وانيكا برايدثارت