من نومى إستيقظت .. صوتى إختفى وحنجرتى تعانى الإحتقان بعد سهراية ميدان التحرير بالأمس وهتافاتنا التى دكت كل القلاع .. زوجتى وضعت أمامى علب الأدوية .. برد شديد يدق الأبواب .. مذاق المياه بدأ يتغير .. رغم الإرهاق كنت سعيدا .. المشهد يدور فى مخيلتى .. أطفال .. نساء .. عجائز .. والأصوات تتوحد بالملايين .. إرحل .. رفضت الأدوية .. قلت لزوجتى أنا أعرف دوائى .. بنفسى أعددت الشاى .. وضعت نصف ليمونة عليه .. إحتسيته .. لايمكن لصوتى أن ينحبس أبدا .. أبدا .. بل سيظل قويا إلى أن تسقط دولة الإخوان .. أعددت أشيائى .. أستعد رغم المرض للتوجة لميدان التحرير .. ***** ولو .. سعال .. إرتفاع فى درجة الحرارة .. إحتقان الحنجرة .. عرق بارد يتفصد فوق الوجة غزيرا .. كل أمراض العالم لن تجعلنا نترك أماكننا إلا بعد أن نستأصل هذا السرطان الذى إستشرى فى جسد مصر فى غفلة من الزمن .. تحياتى لكم من قلب ميدان التحرير .. ***** إيد واحدة ... إيد واحدة ... هتافاتنا فى قلب ميدان التحرير ... كتلة بشرية واحدة .. جسد واحد .. الكل إرتفع فوق الإنتماءات .. لم تستغرقنا المناقشات السخيفة .. لم يقم أحد بتخوين أحد .. لم يقم أحد بمنح أحد صكوك الجنة أوالجحيم .. النساء فى حراسة الأبناء والأشقاء وكل الرجال بعيدا عن مسرحيات تزعم وجود تحرشات .. معالمنا جميعا إختفت ولم يبق سوى الوطن الذى حلمنا به .. لم تبق سوى مصر .. مصر التى تحررت من بين مخالب الإخوان ***** أنباء فى ميدان التحرير الآن تتردد عن هروب بعض قيادات جماعة الإخوان خارج مصر .. جميلة رائحة الإنتصار .. ***** رائعة هى تلك الحالة التى يعيشها الجميع الآن .. رائحة مياه النيل التى لم يستطع الإخوان حتى الآن تلويثها والقريبة منا على مبعده يسيرة .. مجمع التحرير الذى يكشف عن أعرق دولة فى نظام الإدارة .. الأصوات الهادرة التى ترفض حكم المرشد .. ونحن نلتقط الأنفاس فى خيمة منتصف الميدان فيطلب الحضور أغنية فرح يوسف مطربة عرب آيدل (باكتب إسمك يابلادى) .. فأضطر للإستجابة لرغبتهم رغم نضوب بطارية الآيباد .. وأجدنى رغم حسرتى على البطارية أنشد معهم .. باكتب إسمك يابلادى ع الشمس اللى مابتغيب ..