ولد فريد الاطرش عام 1910 في جبل الدروز في سوريا وينتمي لآل الاطرش ووالده هو الامير فهد والذي كان يتميزبحدة الذكاء وكان أول رجل من جبل الدروز يحمل شهادات جامعية من جامعة استنابول وقد تزوج الامير فهد ثلاث مرات كانت الثانية هي الأميرة علياء والدة فريد وأيضا فؤاد وآمال التي أصبح اسمها الفني اسمهان فيما بعد وبعد انفصال والدة فريد عن والده غادرت سوريا واتجهت إلي القاهرة مع أولادها الثلاثة . بدأ فريد حياته في مدرسة الفريد الفرنسية بالقاهرة ولكنه طرد منها قبل حصوله علي الشهادة الإبتدائية بسبب حبه للفن فأدخلته والدته مدرسة الروم الكاثوليك في الفرع المجاني وكان يعرف باسم فريد قوسه حتي لايقال إنه سليل الأطرش يتلقي علومه في فرع مجاني .وبعد أن نال الشهادة الإبتدائية ترك المدرسة وعمل عازفا علي العود خلف المطرب ابراهيم حمودة بعد أن استرد اسمه الاصلي . ويذكرأن فريد كان منذ صغره رخيم الصوت , مرهف الاذن , التحق بنادي الموسيقي الشرقي وكان من أساتذته رياض السنباطي , فعلمه العزف علي العود وكان يسكن بجوار الملحن اللبناني فريد الغصن الذي كان يضع له ولشقيقته أسمهان ألحانهما التي غنياها في بدء حياتهما الفنية في فرقة منصور الاستعراضية وإذا تعمقت داخل حياة فريد الاطرش لوجدت نقط تحول كثيرة كل نقطة كانت قفزة في طريق تثبيت فنه وكل نقطة في نفس الوقت كانت أساسا لبناء حياته ومشي فريد الاطرش في الطريق يثبت لونه وتعد خطواته بعد ذلك فتجدها علي الأقل 400 أغنية و20 أوبريتا وأكثر من 30 فيلما في السينما وإذا تتبعنا حياة الموسيقار فريد الاطرش لوجدناها كالآتي في سنة 1930 كان فريد يغني علي مسارح القاهرة ولم يكن بعد قد كون لنفسه الشخصية الفنية .كان كلما وقف في صالات الليل قلد محمد عبد الوهاب في أغنية كلنا نحب القمر وياجارة الوادي أو غني مواويل محمد العربي المشهورة .سنة 1934 اعترفت به الإذاعة الحكومية فكان يقدم وصلات عزف منفرد علي العود وكانت هذه فرصته فلحن لنفسه بحب من غير أمل وياريتني طير ويثبت الجنان وجود فريد في الإذاعة سنة 1941 ارتفعت شهرة فريد الأطرش إلي ذروتها .. وتم عرض أول فيلم له هو وشقيقته باسم انتصار الشباب ولحن فريد لهذا الفيلم 11 أغنية وأوبريت ليالي الأندلس .وهذه أول مرة تدخل فيها الأوبريت السينما وتم ذلك علي يد فريد الأطرش ابن جبل الدروز .وبدأ من يومها يسير في طريق لم يحد عنه وهو الموسيقي الشرقية وألمع مافي فريد هو أنه احتفظ بلونه الشرقي . ولماسألته -رحمه الله عن ذلك قال : ليه أنا آخذ من بلاد السند والهند وبلاد تركب الأفيال الموسيقي الشرقية بتاعتنا منجم مالوش أخر .. أنا جايز أطلع منه بألف طن غيري لوشاطر يقدر يطلع منه بمليون ومع ذلك فهو ملحن غير محصور.. استعمل في ألحانه مقاطع الموسيقي اللبنانية والسورية والتونسية والعراقية .. والطابع الحزين الذي يلون معظم أغاني فريد الأطرش بلون الحداد سر له تفاصيل . إن حياة الاطرش كانت حزنا متصلا في طفولته يسمع أمه وهي تغني مواويل العتابا وأغاني الميجانا الشامية الحزينة وكان صوتها جميلا , كان نسخة غير مشهورة من صوت أسمهان وكبر الاطرش وعندما بلغ من العمر 11 عاما وجد عائلته يعولها.. وخاض مع أخته أسمهان معركة الفن وعندما وجدا مكانا لاقدامهما خطف القدر منه شقيقته في الكفاح .وقال فريد الأطرش رحمة الله عليه : الشرق غامض وحزين ومقامات الموسيقي الشرقية أغلبها تصور الأسي ونحن عندما نتألم نقول آه وعندما نطرب نطلق نفس الآه , لاأغني لتسمعني وتبكي العين ويسأل متسائل . وماذا قدم فريد الأطرش للموسيقي الشرقية .. فيجد في التوزيع وإدماج الموسيقي العربية الرد .إن فريد هو أول من أدخل الكورال بالموسيقي الشرقية مع المحافظة علي اللون العربي الصميم وقدم ألحانا شعبية وألحانا كلاسيكية صميمة تعتبر ثروة فنية هائلة .. ومن روائعه أول همسة , الربيع , نجوم الليل , بنادي عليك وحكاية غرامي الخ وهو أول من أدخل المودرينزم التجديد والأغاني السريعة والخفيفة والشعبية وأدخل المقدمات الموسيقية والأغنية العاطفية الكبيرة والآن تملأ موسيقي الأطرش روسيا وأوروبا .. لقد عمل مقطوعات موسيقية خالدة تقف مع الموسيقي الغربية مثل زمردة وكهرمانة وسوق العبيد .. عازف العود التحق بعد ذلك فريد بالإذاعة كعازف علي العود مقابل جنيه واحد عن الإذاعة الواحدة , وبعدها غني في الاذاعة أول لحن له ياحب من غير أمل ثم غني بعد ذلك أفوت عليك بعد نصف الليل وياريتني طيرلاطير حواليك ولمع نجمه كمطرب مماجعل شركة أفلام النيل تتعاقد معه علي بطولة فيلمها الأول انتصار الشباب عام 1941 ومشاركة شقيقته أسمهان , حيث قاما بالغناء والتمثيل والموسيقي وحقق الفيلم نجاحا كبيرا فبدأ في انتاج الافلام حسابه كما ظهر في عدة أفلام مع عدد من المطربات والممثلات فقد ظهر مع صباح في فيلم بلبل أفندي ومع نور الهدي في فيلمين من انتاجه هماماتقولش لحد وعايزة أتجوز ومع فاتن حمامة في فيلم لحن الخلود كما اشتركت معه سامية جمال في العديد من أفلامه وكونا ثنائيا فنيا وظل فريد يتنقل من نجاح لنجاح حتي فاجأه الموت وتسلل إلي جناحه في مستشفي الحايك بمنطقة سن الفيل ببيروت يوم 26 ديسمبر عام 1974 وتوقف الصوت الشجي عن روائعه والتي لاتزال تعيش بيننا خالدة .كانت معظم ألحان وأغنيات فريد مصبوغة بصبغة الحزن والشجن والألم والإحساس بالمرارة والعذاب . فقد كان الموسيقار الحزين والمطرب العاطفي والممثل المحبوب .ولعل هذا الحزن يرجع إلي ماشهده فريد في طفولته من مآس واحداث جسام مثل هروبه مع أمه من الفرنسيين الذين اجتاحوا سوريا وكان يريدون القبض علي أسرة فريد , ففر مع والدته وشقيقه فؤاد وشقيقته حيث ركبوا قطار حيفا متجها إلي القاهرة وقد تركت هذه الرحلة المغنية ومالاقاه فيها من شدائد أثرا حزينا في نفسه .ويتواصل الامر مع وصولهم للقاهرة في البداية من المعاناة من شظف العيش وبؤسه في الأيام الأولي . وقد اضطرت الأميرة علياء بنت المنذر والدة فريد من أن تغني في ملهي بروض الفرج وأن تسهر لياليها لتجمع ما تدفع به الجوع عن أولادها والتغلب علي ظروف الحياة القاسية . إن رحلة المعاناة القاسية التي صاحبت فريد في بداية حياته والكفاح العنيد الذي انتهجه في حياته والذي وصل به إلي ذروة المجد لشئ من النادر أن يحدث لكثير من البشر . مشاعر فياضة بالرغم من حساسية فريد ومشاعره الفياضة وانسانيته العالية وما تضمه جوانحه من قلب رقيق ينعم بالحب والوفاء , إلا أنه لم يوفق في حبه الذي ينتهي بالزواج. وقد ارتبط فريد بقصة حب عاطفية مع الفنانة سامية جمال والتي كانت الحبيبة والصديقة والقاسم المشترك في مجمل أفلامه وكان الحب متبادلا بينهما , إلا أن فريد تردد عندما طلبت منه سامية الزواج كان يقول إن الحب نوع من أنواع الإستعمار , إنه استعمار عاطفي تقوم به المرأة وتستهدف به الرجل وهو ككل استعمار الكلمة الاولي . ولم يتزوج فريد وسامية لاسباب كثيرة أهمها الغيرة . وعن الزواج يقول فريد أيضا لم أعثر علي المخلوقة التي تستطيع أن تحتويني داخل سجن الزواج الذهبي . كانت سلوي القدسي حبه الكبير فقد كانت الإنسانة التي وهبها قلبه وأراد أن يربط حياته بها للابد وينجب منها فريد الصغير وعلي الرغم من أن فريد قد أحب وعرف كثيرا من النساء إلا أنه لم يحب انسانة كما أحب سلوي القدسي والتي جعلته يشعر بمعاني الحياة الجميلة في سنواته الاخيرة من عمره وكان فريد يعلن دائما أنه يتمني من الله أن يمد في عمره ليكون لها الزوج لأنها الإنسانة التي أحبها من أعماقه .وسلوي القدسي كانت مع فريد حتي آخر لحظة من لحظات حياته وأسلم الروح علي يديها وكان وجهها هو آخر من رأي في حياته وكان فريد لايرضي لها أن تراه وهو يتألم علي فراش الموت فكان يطلب منها البقاء وعدم السفر ولكن سلوي كانت بصحبته دائما وعندما ينتقل من المستشفي إلي الفندق كان يستدعيها ليسافران سويا إلي باريس وعندما ذهب في المرة الاخيرة إلي لندن ولم تكن معه كانت قلقة عليه وتتصل به كل يوم تليفونيا لتطمئن عليه وتعرف تطورات مرضه ثم تتصل بطبيبه في بيروت لتنقل ماقاله فريد ثم تتصل بفريد مرة ثانية لتبلغه تعليمات طبيبه في بيروت .ثم عاد فريد إلي بيروت بعد أن تدهورت حالته الصحية ولم يعد قادرا علي تناول الدواء وعندما أبلغ فريد سلوي برغبته في العودة إلي بيروت طلب منها أن ترتب خروجه من المطار بطريقة سرية بحيث لايراه أحد لانه غير قادر علي الكلام فدبرت سلوي ماأراد وخرج من الطائرة إلي البيت مباشرة دون أن يراهما أحد .ومنذ وصوله للبيت استدعت سلوي طبيب فريد الذي أجري الكشف عليه فأخبرها بأن حالته خطيرة جدا وفي تدهور مستمر ومن الضروري نقله للمستشفي فورا ليكون تحت الملاحظة الدقيقة والمستمرة . وبالفعل تم نقله إلي مستشفي الحايك واستمرت حالته في التدهور حيث ارتفع نبضه وأخبر سلوي بأنه يتمني العودة لمصر . ثم كان يوم الخميس الذي وعده الطبيب بأن يخرج من المستشفي وكانت سعادته لاتوصف لانه سيخرج من المستشفي . وعند الساعة الرابعة عصرا موعد تناول غدائه رفض أن يأكل ومضت الساعات بطيئة حتي سمع أذان المغرب فصلي وأخذ يصيح من أعماقه يارب ثم عاد للسرير وحضرت الممرضة فوجدت النبض جيدا وكذلك الضغط ولكن فريد كان يشعر بانقباض شديد في صدره وطلب ليخفف هذا الانقباض فخرجت الممرضة لتحضر الطبيب ولما وجد فريد سلوي خائفة نظر إليها غاضبا وقال لها لماذا أنت خائفة هكذا ثم اعتدل في جلسته وفي نفس اللحظة دخل الغرفة رياض جنبلاط زوج ابنة أخته وخرجت سلوي لتعجل من حضور الطبيب ولما عادت وجدت فريد مستلقيا وقد اصطدم رأسه بحافة السرير والدواء في يديه وحضر الطبيب ومعه طبيبان آخران وقاموا باجراء عملية تدليك كهربائي لقلبه لمدة ثلاثة أرباع ساعة ولكن دون جدوي وفاضت روحه وتوقف القلب نهائيا ومات فريد وبكته الجماهير في كل بلد عربي بعد حياة فنية حافلة امتدت اربعين عاما .تميزت ملامح شخصية فريد في الموسيقي والغناء بطابع حزين اكتسبه من الغناء الكنائسي الذي كان يؤديه وهو في سن صغيرة بالمدرسة , كما تميز بالشرقية الاصيلة في جمله الموسيقية مع ادخاله بعض القوالب والألحان الغربية فقد كان أحد الذين سعوا إلي تطوير موسيقانا الشرقية ليس بالتشبه وتقليد الغرب. وقد صرح فريد في احد أحاديثه الصحفية بقوله إن حشر الجمل الغربية والإصرار علي التوزيع الأوركسترالي للجمل الشرقية يقلل من خلود العمل وتعلق الجماهيربه فذوق المستمع العربي لايستسيغ ذلك بسهولة فقد يبرهن التوزيع الهرموني للخطة لكنه لايعيش في قلبي طويلا ومن هنا ناديت بالعودة إلي الفلكلور القديم والجمل الأصيلة , وهذا ليس معناه أنني ضد استخدام وادخال الآلات الحديثة أو التوزيع الموسيقي المدروس لموسيقانا , بل علي العكس فقد استخدمت هذا الاسلوب بالفعل في تنفيذ بعض الافكار الموسيقية وإذا أردنا لموسيقانا أن تتجاوز الحدود إلي العالمية فعلينا أن تذهب بها محملة بروح وعبير الشرق , وهذا لايمكن أن يتوافر في الاغاني التي تقلد الغرب تقليدا ساذجا.ويتضح من تصريح فريد تمسكه بشرقيته وحبه للموسيقي العربية والسعي لتطويرها بحيث تحافظ علي نسقها . تخطي انتاج فريد الأطرش نطاق البلاد العربية إلي البلاد الاوربية فنري شركات الاسطوانات الأوربية تسجل له لحن وياك وحينما زار القاهرة عازف الارغن الأوربي جير الدشو عام 1946 كان من ضمن معزوفاته التي قدمها علي مسارح القاهرة معزوفة حبيب العمر وفي الاتحاد السوفيتي عزفت ألحان فريد وأغانيه فنجد أغنية يازهرة في خيالي يعزفونها باسم تانغو أورنيتال كما أنشدت أشهر مطربات ومطربي فرنسا نذكر منهم أريكوماسياس , داليدا وماياكازيلانكا , كما عزفت ألحانه وموسيقاه كثير من الفرق الأوروبية وقاد هذه الفرق الفنان الفرنسي فرانك بورسيل فسجل من مؤلفاته أغاني حبيب العمر ونجوم الليل وزمردة .فريد الاطرش فنان من طراز فريد .. دخل عالم الفن بطموحات وأحلام وأمنيات كثيرة .. استطاع ونجح في تحقيق الكثير من هذه الامنيات .. لكن ظلت هناك أمنيات راودت فريد كثيرا لأنه ولظروف متباينة عجز عن تحقيقها من هذه الامنيات التي لم يحققها رغبته في نهاية الأربعينات في الإشتراك ببطولة فيلم مع المطربة ليلي مراد باعتبارها كانت الفنانة والمطربة الأولي في ذلك الوقت وطلب من أنور وجدي الذي كان زوجا لها أن يوافق علي القيام ببطولته فيلم أمامها وافق بشروط وهي أن يقوم باخراج وتوزيع الفيلم الذي تقوم ببطولته وأن يقوم فريد الاطرش بتلحين أغنية واحدة في الفيلم لها , علي أن يقوم الموسيقار محمد عبد الوهاب بتلحين باقي الاغاني وأخر هذه الشروط أن تتقاضي ليلي مراد أجرا يزيد عن أجرها بحوالي ثلاثة آلاف جنيه حيث كانت تتقاضي في ذلك الوقت اثني عشر ألف جنيه , فطلب أنور وجدي خمسة عشر ألف جنيه ورفض فريد باصرار شروط أنور وجدي .الامنية الثانية والتي كان يرغب فريد في تحقيقها خاصة وأنها تخص كوكب الشرق أم كلثوم في تلحين أغنية لها ورغم موافقة أم كلثوم , إلا أنهما اختلفا في الأغنية التي يمكن أن تغنيها له خاصة بعد أن رفضت أم كلثوم أغنية وطنية باسم وردة من دمنا حيث إنها لاتستطيع تقديمها في أي حفلة من الحفلات التي كانت تقيمها . حب من طرف واحد الأمنية الثالثة كانت أمنيته في الزواج من الملكة ناريمان بعد عودتها إلي القاهرة وانفصالها عن الملك السابق فاروق , فقد كان فريد يقوم بالغناء في قصر ناريمان بعد عودتها خاصة وأنها كانت تتعامل معه برفق , فاعتقد أنها تحبه وانتشرت شائعات عن ذلك , لكن والدة ناريمان نفت أي علاقة بين فريد وابنتها وأنهما يعتبر انه مجرد مطرب فقط وهوماأصابه بصدمة شديدة أصابته بأزمة قلبية وظلت تفاجئه الأزمة طوال حياته . الامنية الرابعة كان حلمه بأن يحصل علي وسام من الثورة وحدث أنه علم أن الرئيس جمال عبد الناصر سوف يمنحه وسام تقدير في احدي الاحتفالات التي تقام لثورة يوليو وتم ابلاغه بذلك وبدأ الاستعداد للذهاب لإستلام الجائزة ولكن عبد الحليم سارع بالاتصال بالمقدم شمس بدران الذي كان صديقا حميماله ولعبد الوهاب ومديرا لمكتب المشير عبد الحكيم عامر واستطاع عبد الحليم أن يقنع رجال الثورة بحجب الجائزة عن فريد الذي ظل منتظرا في فراندة شقته ينتظر وصول الدعوة ولكن الدعوة لم تصل وشوهد فريد ليلتها والدموع تنهمر من عينيه هذه بعض من أمنيات لم تتحقق وتحولت لاحزان ظهرت في أغاني وروائع فريد الموسيقية . استطاع فريد أن يتغلب علي الفقر الذي عاني منه في بداية حياته وعلي الرغم من أن ثروته وصلت الي اكثر من نصف مليون جنيه فقد كان الفيلم الواحد يدر عليه دخلا أكثر من ثلاثين ألف جنيه , فضلا عن الايرادات التي كانت تأتيه عن طريق تسجيلات الأسطوانات والاذاعات والحفلات , الا أنه في بعض الاحيان كان لايجد ثمن دفع ايجار شقته نتيجة لاسرافه وتبذيره , كما كان مولعا بالمائدة بالخضراء لدرجة أنه كان يخسر في الليلة الواحدة ثلاثة ألف جنيه ويزيد .لم يعثر في خزائن فريد علي أية وثائق تثبت أنه كتب وصية غير وصيته التي كان يعلنها دائما وهي أن يدفن في القاهرة بجوار شقيقته أسمهان ويرجع عدم كتابة فريد لوصية حول توزيع ميراثه أنه كان يري أن الوصية غير جائزة شرعا وإن كان قد أبدي شفهيا لمحاميه بكيفية توزيع أمواله وممتلكاته وكان السيد فؤاد الاطرش هو الوريث الوحيد للموسيقار الراحل بوصفه الاخ الشقيق من والده الامير فهد ووالدته الأميرة علياء التي رحلت في حياة فريد . بلغت الأفلام التي أنتجتها لحسابه الخاص وقام فيها بأدوار البطولة 22 فيلما منها حبيب العمر , لحن الخلود , رسالة غرام , عهد الهوي والخروج من الجنة وغيرها وبلغت الافلام التي اضطلع ببطولتها لحساب شركات الإنتاج وعددها 35 فيلما منها انتصار الشباب وأحلام الشباب وحكاية العمر كله والحب الكبير وزمان ياحب هذه هي حياة الراحل فريد الاطرش الفنية , حياة البلبل الشاكي والنغم الباكي . وحيد كمايحب أن يسمي نفسه في أغلب أفلامه , هذا الفنان الذي أحببنا , لأنه فنان وإنسان يدين له الفن العربي بألحان طالما سمابها وخلق وهز القلوب في هذا الشرق وإننا لاننكر فضل فريد في وثبة الموسيقي العربية .وإني لاأجد ماأقول عنه بعد الآن فأعماله هي التي سوف تتكلم وتحكي للأجيال القادمة عما بذله في هذه المرحلة , رحلة الألم والعذاب والشقاء لكي يقدم للأمة العربية هذه الألحان والأنغام العربية الأصيلة رحم الله فريد.. الفنان الذي عاش للناس .. كان يعطي أكثر مما يأخذ مع تحيات المؤرخ والباحث فى التراث الفنى وجيه ندى [email protected] 01006802177 01204653157