في زمن "الإخوان" عند حدوث أي شيء غير مألوف فلتبحث عن قضية سياسية وراء حدوثها، ففي هذا الزمن تم "تسييس" القضاء.. القضاء والذي يُعتَبر "سُلطَة مستقلة" تم تسييس أحكامه وفقد كثيرًا من هيبته، فاليوم قد يتم إصدار حُكم وتلغيه "مؤسسة الرئاسة" غدّا.. وبعد تسييس أحكام القضاء ذو الاستقلالية الكبيرة فلا داعي للعجب إذا رأيتَ شيئًا آخرًا تم تسييسه؛ ولهذا فأدعوكم عند حدوث أي مشكلة أن تبحثوا عن قضيتها السياسية التي اقتضت حدوثها.. وأظن بأنه ليس من الضروري أن أسوق لكم أمثلة سبق حدوثها لتأكيد ما أقول، ولكني سأسوق لكم دليل وبرهان بشيءٍ احتل شاشات التليفزيون المصري والعربي بل والعالمي كالعادة في إعلامنا الذي أصبح ينقل الصورة التي تثير الرأي العام وتزيد من إحصائيات مشاهدة القناة دون أدلة ودون حلول.. فبعد ضجةٍ كبيرةٍ اجتاحت مصر بخصوص تسمم 500 طالب أزهري إليكم الصورة الكاملة: صرَّح مصدر مسئول من داخل جامعة الأزهر بأن المدينة الجامعية بها ما يقرب من 24 ألف طالب أكل جميعهم في وقتٍ واحدٍ من نفس الطعام وبرغم ذلك جاءت الأخبار عن تسمم 500 منهم.. والحقيقة وكما اتفقنا أن نبحث عن القضية السياسية وراء أي مشكلة تحدث؛ فهؤلاء الذين ادَّعوا بأن حدث لهم تسمم لم يأكلوا من نفس الطعام الذي أكل منهم باقي زملائهم بل كان لهم طعامًا مخصوصًا ألا وهو "دجاج فاسد" سهَّلوا دخوله للمدينة الجامعية، هذا الدجاج به بكتريا تسمَّى "كولاي" وهي بكتريا حلزونية تسبب نزلة معوية والتي من أعراضها "الإسهال" و"القيء" لا أكثر.. ولفهم ما أقصد توصيله من "تسييس حادثة التسمم" دعوني أكمل لكم باقي الرواية والتي تقضي بأن خرج عدد من الطلاب متجهين لمشيخة الأزهر يطالبون بإقالة شيخ الأزهر، فاجتمع بهم لكن لم يستجيبوا لهم فأنهى اجتماعه بهم وخرج من الباب الخلفي... وليس هذا فحسب الذي يُثبت قضية "التسييس" بل هناك أكثر؛ فبعد إقالة رئيس جامعة الأزهر كان البديل جاهزًا ولكن الذي عطَّل تنصيبه لرئاسة الجامعة هو رفض أعضاء هيئة التدريس ذلك وأصرت على إجراء انتخابات كما تجري العادة..