كل من يتصادف و يذهب او يمر بجوار مدارسنا المصرية، بكافة مراحلها التعليمية، هذه الايام يرى العجب العجاب فقد اصبحت معظم مدارسنا خاوية خالية من البشر و ينعق بها الغربان والحدادى، وكأن الجميع قد بدأوا العمل فعلا بالشعار السحرى الذى رفعوه منذ ان تفشت واستفحلت ظاهرة الدروس الخصوصية ... ذلك الشعار الذى يقول ( لا مدارس بعد مارس) .. و الله انها لعين العقل والمنطق ان يرفع التلاميذ هذا الشعار السرى و السحرى و يطبقونه فعليا .. فلا معنى لضياع المزيد من الوقت بالذهاب الى المدارس التى لا يستفيدون منها بشئ، وليس هم فقط و لكن المدرسون ايضا يأملون فى عدم المجئ الى المدارس مطلقا ليستفيدوا بهذا الوقت المجانى و المهدر فى المدارس و الاستفادة به فى اعطاء المزيد من الدروس الخصوصيه التى تدر عليهم الكثير بدلا من اضاعة الوقت فى المدارس نظير الملاليم التى يتقاضونها نظير مكثوهم و اضاعة وقتهم الثمين لتعليم ابناء الغير قادرين على دفع مصاريف المدارس الخاصة او الدروس الخصوصية. و التلاميذ على الجانب الاخر قد سئموا ايضا من ضياع الوقت فى المدارس مع مدرسين لا يعطونهم حقهم فى التحصيل و التدريس و يبخلون عليهم و يوفرون مجهودهم وطاقاتهم ومعلوماتهم للمحظوظين القادرين منهم على الدفع مقابل الدروس الخصوصيه .. ولذلك يفضل التلاميذ ايضا البقاء فى المنازل للمذاكره و التحصيل و الاستفاده من اليوم من اوله كما يقولون خاصة و ان معظمهم يومهم موزع بين النوم والراحه و المذاكره و التنقل من منزل الى اخر او من سنتر الى سنتر خلال اليوم الواحد ايضا لتلقى المزيد من الدروس الخصوصية. ولذلك فمن الافضل للجميع الا يذهبوا الى المدارس، المدرسين و التلاميذ فعلا ( لا مدارس بعد مارس) ...و لامناص من تطبيق هذا الشعار السحرى .. الذى ايضا نرى ان الحكومه قد ارتاحت له لان فى تطبيقه سيوفر و سيحل للحكومه الكثير من المشاكل المستعصيه .. ( لامدارس بعد مارس) يحل مشكلة المواصلات و يحل مشكلة المرور و الزحام ...... (لا مدارس بعد مارس) سيحل مشكلة البيئه و يقلل نسب التلوث بانخفاض اعداد مستخدمى السيارات و المواصلات فى الذهاب و الرجوع من و الى المدارس ..... (لا مدارس بعد مارس) سيحل مشاكل الكهرباء و يقلل مناستخدام الطاقه الكهربائية و البترولية و الجديده و المتجدده و كل انواع الطاقه ...و لذلك فقد بات من الواضح ان تطبيق هذا الشعار هو الحل السحرى لجميع الاطراف و لذلك نرى ان تطبقه الحكومة مع بداية العام الدراسى من اوله و ليس من نهاية مارس كما يقول الشعار ... نظرا لاثاره العظيمة و الفائدة الكبيرة التى ستعم على الجميع بتطبيقه .. و بتطبيقه مبكرا سيتفرغ الاولاد و المدرسين للعمليه التعليميه الحقيقه و يختفى هذا النظام التعليمى العقيم الوهمى الفاشل الذى لم يعد قادرا على تخريج ما تحتاجه الدوله من اناس عاديين مؤهلين لخدمة المجتمع و لا نطمع فى ان يخرج لنا العلماء فهذا مستحيل و لكننا نرضى باقل القليل .. مع الاسف اصبح لدينا و بكل الفخر خريجى جامعات لا يعرفون القراءة و لا الكتابة باللغة العربية ناهيك عن اللغات الاجنبية ... و على الحكومة ووزارة التعليم .. اقصد (التعليم) فقط بعد ان الغوا التربية رسميا و اصبح التعليم صوريا ... يجب عليهما ان يفكروا جديا فى تطبيق هذا الاقتراح، و ان يقتصر افتتاح المدارس فى العام الجديد على مدة شهر او شهرين فقط بحيث تتم خلال هذا المدة استلام التلاميذ لكتبهم المتاحه فقط و الباقى تباعا ومن اجل ان يتعرف المدرسين على تلاميذهم. و اعتقد ان مدة الشهرين كافيه و كفيله باعطاء الفرصه للمدرسين و التلاميذ على الاتفاق والتربيط على اجور و مواعيد و اماكن الدروس الخصوصية، و بعد ان ترتاح الحكومة و الوزارة الى ان كل شئ تمام .. تغلق كل المدارس و يستفيد الجميع بالوقت و المزايا الاخرى التى جاءت فى سياق الحديث سابقا .. ولا داعى للانتظار بعد مارس حتى نقول (لا مدارس بعد مارس) ولماذا لا يكون لا مدارس بعد اكتوبر .. او بعد نوفمبر ...او فى اى وقت كان .. فضوها بقى و ريحونا ...سامحكم الله ... والله انه من العيب ان نرى التلاميذ الصغار يغنون فى الشوارع فى طريق عودتهم من المدارس هذه الاغنية الشهيرة المعبرة عن حال التعليم و التربية مضر والتى يقول مطلعها: ((زى ما روحنا .. زى ما جينا ..لا اتعلمنا ...و لا اتربينا )) عيب مش كده ؟ عيب قوى و عيب صحيح محمد الطواب