مر على تأسيس جماعة الاخوان المسلمين ما يقرب من الستين عاما، *بداية احب ان انوه بأنني لست مع ولا ضد احد لكنها وجهة نظر تحتمل الصواب والخطأ ، وكل يؤخذ منه ويرد، وبالرغم من اعتراضي الشديد على عنصرية المسميات كالاخوان والسلفية والشيعة وغيرها الا انه يجب التعامل مع الجميع كعناصر موجودة على ارض الواقع ومن الغباء تجاهلها، عرض مسلسل الجماعة احداثا تاريخية مهمة وكان من الطبيعي ان تكون تلك الاحداث لا تثير الجدل باعتبارها احداث لها وثائق ومحفوظة في ذاكرة التاريخ الا ان ما حدث من جدل بشأن المسلسل يفتح ملفا خطيرا يجب ان يحاسب عليه كل مسؤول في مصر وهو((اين وثائق مصر التاريخية؟)) أليس من الطبيعي ان مصر تحتفظ بوثائقها حتى لا يشوه التاريخ ! ففي الولاياتالمتحدةالامريكية يحتفظون بكل ورقة صغيرة كانت او كبيرة امريكا التى مهما اختلف حاكميها فهى تحكم نفسها باستراتيجية لا تتغير بتغيير حاكمها ألا يجدر بنا ان نحتفظ مثلها بأدق تفاصيل حياة مصر السياسية والاقتصادية والاجتماعية ؟! هل تموت الحقيقة في مصر بموت صاحبها ؟ هل يفترى على تاريخ اعرق الحضارات وتمر الحكاية هكذا مرور الكرام ؟ اذا اين الحقيقة واين الافتراء في مسلسل الجماعة؟ بطبيعة الحال لا ننتظر اجابة على سؤال استنكاري كسؤالي الساذج هذا،، لكن ان كان المسلسل غرضه التشويه بصورة الجماعة فأنا اعتقد ان العكس هو ما حدث ، فكثير من الناس بدأوا ينصتون ويتساءلون: من هو حسن البنا ؟ ومن هم الاخوان ؟ اصبح المسلسل بمثابة دعاية واعادة تثقيف للناس من جديد وانا من هؤلاء الناس الذين سمعوا عن بعض مغامرات الاخوان وبدأت اقرأ لأعرف . ومن الملفت للإنتباه ان الاخوان غيروا في سياستهم واسلوب عملهم فعند اغتيالهم للرئيس الراحل انور السادات كانت عقيدتهم انه خائن وبعد مرور سنوات ومع تغيير الظروف السياسية خرج علينا محامي الاخوان الاستاذ منتصر الزيات ليقول: ان اغتيال السادات كان خطأ جسيما وان السادات شهيدا وان الاخوان كانوا في فترة حماسية وان فكره الان اختلف عما قبل،(انتهى كلام الزيات) *ومع هذا فأنا ضد العنف سواء كان من الاخوان او من الحكومة فهم في الهم شرق،لكن يميز الاخوان التخطيط والعمل الدؤوب والنظام رغم اعتراضي على بعض سلوك الاخوان ومواقفهم الدعوية التى تستخدم بعض التنازلات في كثير من الاحيان بحجة التماشي مع الحياة العصرية واعترف بأن الاخوان شوكتهم قوية والا ما بقيت الى الآن ، وعلينا ان نعيد قراءة جماعة الاخوان التي امتدت الى خارج البلاد كما هو حال حماس في الاراضي المحتلة وسواء كان الاخوان جماعة دينية او سياسية فهم حقيقة يجب التعامل معهم بذكاء فبقائهم الى الان مؤشرا لا يستهان به, ويبقى سؤال: هل وقف الرئيس الراحل جمال عبد الناصر على قبر البنا واقسم انه على عهده وتعاليمه ؟فماذا حدث ولماذا انقلب عبد الناصر على الاخوان؟ من حقنا ان نعرف ونتساءل فالقضية ليست ثأر شخصي لكنه تاريخ مصر