أحمد ناجي - أميرة العناني لعل المتابع للنهج الذي تتبعه جماعة الاخوان المسلمين منذ صعود ممثلها وعضو مكتب ارشادها السابق الدكتور محمد مرسي لحكم البلاد في يونيو الماضي، يستشعر من الوهلة الاولى أنه نهج كان غير متوقع خاصة في الاونة الاخيرة مع الاخذ في الاعتبار الدرس الذي أخذته اغلب الانظمة الحاكمة من ثورات الربيع العربي وانقلاب الشعوب على حكامها، حيث بدت موجة الغضب العارمة جلية ضد حكم الرئيس محمد مرسي وسياسة جماعته وقياداتها على الرغم من مرور 7 اشهر فقط على توليه الحكم. والغريب ان ذات السيناريو يتكرر بادق تفاصيله، فاصبح سهلا ان يلاحظ رجل الشارع العادي ان الجماعة بحكمها تنتهج سبيل الحزب الوطني وحاشية الرئيس المخلوع مبارك، ليس ذلك فقط بل جاءت هذه الممارسات في مرحلة مبكرة من حكمها على خلاف نظام مبارك الذي مارسها في أواخر سنواته، حيث أنشأت الجماعة منظومة حكم تعتمد فى المقام الأول على شبكة من المصاهرات والقرابة والشراكات المالية ، تحقق إحكام السيطرة على مفاصل الدولة. هذه الشبكة تمتد جذورها إلى شبكة أضخم وأهم داخل الجماعة وتقوم على "بزنس العائلات، وبزنس المال" بحسب وصف الدكتور ثروت الخرباوي أحد أشهر المنشقين عن جماعة الإخوان المسلمين. وسيلة سحرية للترقي أصبحت المصاهرات وصلات الدم والقرابة والنسب داخل جماعة الإخوان المسلمين بعد صعودها إلى السلطة، معيارا هاما وسحريا للترقى فى مؤسسات الدولة بعد سيطرة الجماعة عليها، وهذا هو نفس الاسلوب المتبع تماما داخل التنظيم الداخلي للجماعة، حيث نالت عائلة الرئيس محمد مرسي نصيبا فى السلطة، بالرئيس محمد مرسى نفسه، وزوج شقيقته، وحما ابنته أيضا الدكتور أحمد فهمى الذى تحول إلى أحد نجوم الحياة السياسية فى مصر بعد الثورة، بالإضافة إلي أن سكرتير الرئيس أيضا المهندس المصرى كندى الجنسية، خالد القزاز، هو شريك خيرت الشاطر نائب المرشد العام، حسب أحد أشهر الفيديوهات الإخوانية على موقع "يوتيوب"، وأحد أهم كوادر حملته الانتخابية التى ورثها مرسى بعد ذلك. هناك مصادفات كثيرة وهامة، وربما لا تعد كذلك الا لدى محبي الجماعة ومنتسبيها، حيث انها في الاصل عن عمد وقصد، منها أن سكرتير الرئيس خالد القزاز، هو نجل المهندس عدلى القزاز، كلمة السر الجديدة فى وزارة التربية والتعليم، بعد أن عُيّن مؤخرا مستشارا للوزير ل"تطوير التعليم". ومن القصر الرئاسي تبدأ المفاجأت حيث يتصدر الدكتور عصام الحداد المشهد، مساعدا لرئيس الجمهورية للشؤون الخارجية، وبطل أول صورة رسمية لمرسى داخل مكتبه الرئاسى، وواحد من خمسة رجال لم يفارقوا محمد مرسى منذ انتخابه رئيسا للجمهورية، فهو شريك الشاطر ورجله المقرب، ومسؤول العلاقات الخارجية فى حزب الحرية والعدالة، بعد أن وقع عليه اختيار الشاطر ليكون المشرف على حملته الانتخابية ثم حملة مرسى من بعده، ليصبح الحداد بعدها شريكا فى كل لقاءات الشاطر مع السفراء والمسؤولين والمندوبين الأجانب داخل مصر وخارجها. يشار الي أن الحداد رجل الأعمال الإخوانى الشهير وصاحب المجموعة العربية للتنمية "إنتربيلد" لتنظيم المعارض، ونائب رئيس جمعية تنمية الأعمال "ابدأ" التى يترأسها حسن مالك، هو الصاعد أيضا بسرعة الصاروخ فى الجماعة بعد خروج خيرت الشاطر من السجن عقب الثورة، حيث قام الشاطر بإدخاله مكتب الإرشاد بالتعيين لا بالانتخاب فى نفس التوقيت الذى تم فيه تصعيد شقيقه رجل الأعمال الإخوانى السكندرى أيضا المهندس مدحت الحداد، أبرز رجال أعمال الجماعة بعد خيرت الشاطر وحسن مالك، وصاحب عدد كبير من الشركات فى مجالات المقاولات، والاستثمار العقارى، والتصدير والاستيراد، إلى جانب تنظيم المعارض مثل الشركة العربية للتعمير، والشركة العربية للاستيراد والتصدير، والجمعية التعاونية للأعمال الهندسية. ووفق تصريحات الدكتور ثروت الخرباوي المنشق عن الجماعة فأن الحداد أيضا هو والد المهندس الشاب جهاد الحداد المسؤول عن ملف العلاقات الخارجية وكبير مستشارى مشروع النهضة الذى روّج له الشاطر، والموجود منذ اللحظة الأولى بجوار الرئيس محمد مرسى أيضا فى قصر الرئاسة، فى الوقت الذى لا يعلم فيه له أحد حتى الآن أى صفة رسمية تبرر وجوده فى هذا المكان، بينما يتمتع جهاد الحداد أيضا بنفوذ عائلى خرافى داخل الجماعة بحكم مصاهرته لعضو مكتب إرشاد آخر هو الدكتور محمود أبو زيد، إذ تزوج جهاد الحداد ابنته، بينما كانت ابنته الثانية فاطمة أبو زيد عضوا فى لجنة وضع الدستور الأولى، ناهيك عن صلة نسب أخرى بين جهاد الحداد وعضو مكتب إرشاد ثالث هو محمد إبراهيم زوج خالته، الأمر الذى وضع جهاد الحداد بشكل مباشر فى بؤرة الدائرة المقربة من خيرت الشاطر، ويتوقع معه بقاؤه بجوار الرئيس بحجة تنفيذ مشروع النهضة، بينما لم يتحدد حتى هذه اللحظة الوضع الجديد فيه كذلك لوليد الحداد، أحد أبرز الكوادر الشابة لحزب الحرية والعدالة . التنظيم الدولي في القصر يسكن القصر الرئاسى أيضا ثلاثة من أهم كوادر التنظيم الدولى لجماعة الإخوان المسلمين، تربط بينهم المصلحة الواحدة والبيزنس المشترك والشراكة الوطيدة مع المهندس خيرت الشاطر، الرجل الحديدى فى الجماعة، الأول هو الدكتور أحمد عبد العاطى مدير مكتب رئيس الجمهورية، والمنسق العام السابق للحملة الانتخابية لخيرت الشاطر ثم للدكتور محمد مرسى من بعده، أحد كوادر التنظيم الدولى للإخوان المسلمين، شريك الشاطر فى واحدة من أهم شركاته هى شركة "الحياة للأدوية" التى كان يدير فرعها فى الجزائر ويستقبل العمالة الإخوانية من المصريين للعمل فيها بتكليف من الشاطر، ثم فى أثناء فترة هروبه من حكم بالسجن أيضا فى قضية ميليشيات الأزهر، قبل أن تقوم الجماعة بتسليمه قبل أسابيع فقط من إعلان دفعها بمرشح لرئاسة الجمهورية، لتتم إعادة محاكمته وتسفر عن حصوله على حكم بالبراءة فى القضية وخروجه من باب المحكمة العسكرية فى نفس اليوم، ليتولى بعد ذلك منصبه مباشرة فى الحملة الانتخابية. والثانى هو المهندس أسعد الشيخة، نائب رئيس ديوان رئيس الجمهورية، ورجل الأعمال الإخوانى والذي كان محكوما عليه بالسجن خمس سنوات فى قضية ميليشيات الأزهر، هو أيضا شريك خيرت الشاطر فى شركة "إم سى آر للمقاولات" وكذلك شركة "مصر للمقاولات"، وهو أيضا أحد الذين تولوا إدارة شركة "الحياة للأدوية" فى الجزائر مع أحمد عبد العاطى، وحصل معه على البراءة فى جلسة واحدة، بالإضافة إلى الشريك الرابع، والثالث فى لوبى الحلفاء الجدد داخل قصر الرئاسة، الدكتور محمد محمود حافظ، المتهم السابق أيضا فى نفس القضية، وعضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة. ------------- المشهد