بصفتى عضو بالجمعية العمومية لنقابة الصحفيين أحمل الرئيس المصرى حسنى مبارك مسئولية تفجير الأوضاع بنقابة الصحفيين ووصولها إلى هذه المرحلة الخطيرة التى تؤكد أن الوضع فى مصر أصبح يسير من سئ إلى أسوأ وأن النقابة الوحيدة التى كنا نظن أنها بعيدة عن محاولات الحكومة فى الهيمنة على مقدرات الأمور داخل مصر وضربها فى حالة الإنفلات من بين يديها اصبحت هى الأخرى قاب قوسين أو أدنى من الإنهيار لأنها لم تعد على هوى السادة سكان جبل الأولمب من الآلهة الذين يخططون ويفكرون وينفذون ولايضعون أى إعتبار لشئ تافه جدا إسمه الشعب المصرى أعتقد أنه من السهل الآن أن يخط محقق صغير جدا برتبه ملازم أول فى مباحث أمن الدولة بقلمه الأحمر اسفل هذه الكلمات ويؤكد أنها تحرض على الثورة وقلب نظام الحكم فى مصر بعدها من الممكن وبسهوله أن يتم كل شئ فى لمح البصر ولكننا سيدى الرئيس قررنا أن نقول الحقيقة مهما كان الثمن الذى ندفعه ويدفعه أبناء جيلنا ويفضل ان تسمعنا وترهف السمع لكلماتنا لأننا مع الأسف لاننشد سوى مصلحة هذا الوطن الذى يلفظ أنفاسه الأخيرة بسبب السادة سكان جبل الأولمب واقولها مع الأسف لأننا لم نبع مثلما باع آخرين بل تمسكنا بمبادئ آمنا بها وآمن بها جيلنا هذا الجيل القادم بعد فوات الأوان .. ولأنك سيدى الرئيس لن تجد صوتا صادقا مثلما نحن الآن . ولن تجد صوتا معبرا بصدق عن الشارع المصرى مثلما تجد هذا الصوت .. ولذلك فإننى أقولها نيابة عن نفسى وعن آخرين أنك أنت المسئول الآن عن تفجيرات نقابة الصحفيين ووصولها إلى هذه المرحلة . لقد ظلت نقابة الصحفيين المصريين على مدى القرون الماضية رهينة بعض الشخصيات التى تختارها الحكومة كنقيب وكنا نوهم النفس أننا نحن الذين نختار النقيب والحقيقة أننا ندرك ويدرك الوسط الصحفى فى مصر كله أن التعليمات تصدر لكل قيادات المؤسسات الصحفية الحكومية باختيار شخص بعينه نقيبا للصحفيين وكل من لاينفذ الأوامر يتم الإطاحة به فى أقرب تعديل يتم داخل أروقة مجلس الشورى المتحكم والمهيمن على زمام الأمور داخل هذه المؤسسات . ونرى عشرات السيارات تقل مئات الصحفيين لإنتخاب شخص بعينه .. وهناك حسابات وتوازنات وتربيطات تتم لتخرج النتيجة المرجوة والتى تنشدها الحكومة .. ستقول سيدى الرئيس وأين إرادة جموع الصحفيين ؟ وسأقول لكم : وهل جعلتم هناك إرادة حرة بحق للصحفيين لكى يختاروا من يريدون ؟ سيدى الرئيس .. الصحفيين هم جزء من وضع عام فى مصر .. لقد نجح سكان الأولمب من رجالك فى الحكومات المتعاقبة وآخرهم عاطف عبيد فى الزج بكل الشعب المصرى فى دائرة البحث عما يسد الرمق حيث أصبح الجميع يعيش أسفل خط الفقر كما أن الصحفيين محاصرين بعشرات القيود والقوانين المقيدة للحريات ويعيشون على شفا بركان يومى وبدلا من أداء دور يضطلعون به فى بلاط صاحبة الجلالة اصبحوا مشغوليين بالدفاع عن أنفسهم أمام المحاكم بسبب عشرات القضايا التى يتم رفعها ضدهم والعبد الفقير إلى الله مثلا ينتظر محاكمته هو ومصطفى بكرى رئيس تحرير جريدة الأسبوع يوم 24 من يونيو الجارى أمام محكمة جنوبالقاهرة بسبب دعوى يتم تداولها فى المحاكم منذ سنوات طويلة وهكذا سيدى الرئيس اصبحت الحكومة هى المهيمن على مقدرات الأمور داخل نقابة الصحفيين واصبحنا جميعا ننتظر إختيارات الحكومة بالنسبة لنقابة الصحفيين وكنا نقنع الآخرين بأنها إرادتنا نحن التى دفعت بشخص بعينه إلى النقابة .. واصبحت النقابة حكرا على شخص مثل مكرم محمد أحمد وإبراهيم نافع طيلة السنوات الماضية دون أن يستطع أحد التدخل بينهما .. وتحولت أخيرا إلى عزبة للسيد إبراهيم نافع نقيب الصحفيين الذى تحايل على القانون من أجل مكوثه لأطول فترة ممكنه .. وتم تغييب إرادة الصحفيين من أجل سواد عينيه لأن حضرته يستفيد من هذا الوضع .. ماليا وأدبيا دون أى نظر لإرادة الصحفيين وعلى الرغم من أن هناك عشرات الأحكام القضائية التى صدرت لصالح زملاء داخل النقابة إلا أن السيد نافع لم يلتفت إليها جميعا وعندما صدر حكم قضائى لصالح نافع يقضى ببطلان الإنتخابات السابقة تم التنفيذ على الفور واصبح حاليا الصراع بين سمير رجب رئيس دار التحرير وبين نافع وكلهم سيدى الرئيس من إختيارات سكان الأولمب الذين قمت أنت سيادتكم باختيارهم ومن ثم تصبح سيادتكم مسئولا مسئولية كاملة ومباشرة عما يحدث داخل نقابة الصحفيين لأنهم جميعا رجالك .. ولايد لنا فى إختيارهم وقد هبطوا علينا من السماء دونما تدخل منا .. سيدى الرئيس نقابة الصحفيين هى الحصن الأخير الباقى فى مصر والذى لم يسقط حتى الآن وإذا سقط بفضل رجالك فإن الكل فى هذه الحالة خاسر لامحالة .. وعندها لن ينفع الندم لأنه وبسقوط نقابة الصحفيين سوف تنهار أشياء كثيرة جدا .. أكثر من أن تحصى سيدى الرئيس من الأرشيف القديم لجريدة شباب مصر الإلكترونية إضغط هنا لقراءة المقال الموجود حتى الآن على الإنترنت