عندما بدأنا تجربة شباب مصر منذ العام ونصف العام المنصرم كنا ندرك جيدا أن الطريق ليس ممهدًا بالمرة لأن جيلنا يعرف أن هناك فسادا استشرى داخل أحزاب المعارضة كان من نتيجته ترهل التجربة الحزبية كلها.. ووصول رجل الشارع معها إلى مرحلة انعدام ثقة.. كنا ندرك أن البناء الذى نحلم بوضع أسسه يواجه بعراقيل غير عادية أهمها أننا لابد أن نزيل أصنام وأوثان قديمة ومبانى متهالكة قبل أن نضع أى قواعد فى العمق لإقامة هذا البناء الذى نتمنى تشييده.. وكان أشرس تحدٍ يواجهنا فى مختلف أنحاء الجمهورية أن غياب أحزاب المعارضة فى الشارع نتج عنه استفحال سرطان الإخوان المسلمين.. هذا الكيان الذى استغل ترهل وضعف الأحزاب وقفز من النافذة وحطم كل القوانين المتعلقة بممارسة العمل السياسى مقتحمًا الجامعات والمدارس فى نفس الوقت الذى حاولت هذه الجماعة إقناع الرأى العام المصرى والدولى بأنها مضطهدة ومحاصرة رغم أنها لم تلتزم بالقوانين جميعا حتى أن مرشدها العام اعترف بكل تبجح ووقاحة يحسد عليها أن جماعته المذكورة ستقوم بتأسيس حزب ولن تتقدم به للدولة لأنها لا تعترف بقوانين تأسيس الأحزاب وهو اعتراف المفروض أن يعاقب عليه هو وجماعته.. وعندما تجرأنا وطالبنا بتجريده من جنسيته المصرية هو وأعوانه عقابًا له على قفزه على آليات الدولة التى تأويه هاجت علينا عناصر مثل خفافيش الظلام.. وهو أسلوب نعرفه وندركه.. وكان من نتيجة غياب أحزاب المعارضة وترهلها فى الشارع واستفحال خطر جماعة الإخوان المسلمين فقدان ثقة المواطن فى كل الأحزاب وظهور شباب فى عمر الزهور يشكلون ميليشيات بجامعة الأزهر يضعون على رأسهم عصابات تهدد كل من يخالفهم الرأى تابعين للجماعة إياها.. تلك هى الحالة التى واجهت حزب شباب مصر فى الشارع السياسى كنتيجة طبيعية لابتعاد الأحزاب عن المواطن البسيط وتركها الساحة خالية للقوى غير الشرعية.. ونرجو من الله أن تكون التعديلات الدستورية الأخيرة حل جذرى يحاصر هذه القوى التى تتاجر بالدين ويعطى دفعة لأحزابنا لاقتحام الشارع بقوة.. من خلال خطاب جديد ورؤية مختلفة.. وحلم أيضا مختلف.