الصفقة مؤامرة فعلية تتضمن اتفاقا سريا بين جهتين أو اكثر ..هذه الصفقة لها شروط وبنود معلنة بين المتآمرين لكن الأهم هى النوايا الخفية لهم وهى الأهم لأنها المبغى النهائى التى تضمنته البنود والعقود المعلنة ...إذا حدث بمرور الوقت وسقطتت النوايا الخفية لأسباب استدعت سقوطها .. تصبح الصفقة أقل ضررا وتنجو من التآمر ...اكاد اجزم ان ثمة (صفقة) بين العسكر والإخوان لا يهمنى فيها سوى النوايا الخفية ...العسكر يحمون أنفسهم من المحاكمة ويحمون فصيلا كاملا يمكن أن يورطهم وعلى رأسهم آل مبارك ...والإخوان يريدون إخضاع السياسة لأفكار الدين من خلال قيادة الدولة ....الواقع إنه ليس مستحيلا تماما تخيل أن فترة مرسى يجوز لها أن تسقط تلك النوايا الخفية ...مثلا مثلا(وهناك أمثلة كثيرة) ... رسوب شفيق لم يكن سيئا تماما للعسكر ..فلو حدث وظهر شفيق فى الحياة العامة والسياسية المصرية خاصة وان الرجل قد خرج يهنىء مرسى ويقال انه يسعى لتأسيس حزب ..فلو تمّ تمرير شفيق فى الحياة المصرية ولم يقدم للمحاكمة فأظن أن العسكر سيوقنون عندها آنهم آمنون وخاصة ان شفيق أكثر كراهية بالنسبة لجموع البسطاء من الشعب ..وعندها يمكن أن تغلّ يد العسكر عن الاستماتة لإبقاء ظلال مهمة لهم فى السلطة ..أما الإخوان فالبرجماتية وازدياد نمو التيار الثالث وخسران الشعبية يمكن أن يضعف الكثير من الثوابت لتحدث لها حلحلة باتجاه نفعيتهم التى لا تبتعد كثيرا ايضا عن منافع الوطن .....إذن هناك صفقة ..فليكن ..ولكن يمكن إفشالها ليس باللطم والندب والتخوين والتقطيع فى بعض ولكن بالحوار والنقد البناء واللاذع واللاسع على أن تكون مصلحة الوطن أهم من جاهزية أفكارنا ووضع رؤوسنا فى الرمال