خلال الشهور القليله الماضيه دخل في قاموسنا بعض المصلطحات السياسيه , واصبح من حق اى انسان ان يخرج علينا بمصطلح يراه مناسبا ووفقا للاحداث التي تمر بالوطن. فقد سمعنا عن التصويت العقابي وهذا ما ارجعه بعض المحللين السياسين لما صارت والت اليه انتخابات مجلس الشعب حيث وقف الاعلام في طريق واخذ الناخب طريقا اخر مغاير لما حاول الاعلام من توجيهه اليه. وايضا وضعت اللجنة العليا للانتخابات لضبط العملية الانتخابيه بما يسمي الصمت الانتخابي سواء مرشحي مجلس الشعب والشورى وايضا الانتخابات الرئاسية وهو شعار خالي من الدسم اى لم تثبت اللجنة العليا للانتخابات اتخاذها الي اى اجراء ضد من خرقوا هذا الصمت واستمرت دعايتهم الانتخابيه في كل وقت دون استثناء وبكل الطرق المتاحه والمجرم قانونيا طبقا لقراراتها .. ثم رأيت ان هناك صمت اخر ومن نوع جديد ربما ارتضاه المجتمع بصورة جماعيه وهذا ما تؤكدة الاحداث الجارية علي الساحه الداخليه والتي تضرب استقرار وامن المجتمع في مقتل بل ويزيد الجفوه بين رجال الشرطة والمواطنين وقد اطلقت عليه الصمت العقابي. وعلينا بما نملك من نفوس طاهره وديين وايمان داخل القلوب نجد بان الايمان قد انتزع من داخلنا , والنفوس قد تغييرت وتوحشت انتقاما لمواقف سابقه ضد وزارة الداخليه ورجالها عقابا لها علي ما ارتكبه البعض في حق المواطنين من تعذيب واعتقال وايضا بعض حالات القتل التي حديثت بداخل الاقسام قبل 25 يناير . بل ان ما يساعد علي عملية الصمت العقابي هي حصول جميع المتهمين بقتل الثوار باحكام البراءه التي رأى فيها القانون بان من ارتكبوا هذه الجرائم كانوا في دفاعا مشروعا عن مؤسساتهم الموكول اليهم حمايتها وحماية الاسلحه الموجودة بها. وهناك ايضا حالة من التوجس والخيفة من حصول باقي المتهمين بقتل الثوار بالبراءة ايضا. ولكن لو نظرنا الي العملية برمتها في ثورة 25 يناير تنساينا قاعدة معلومة لنا جميعا بان لكل عمل يصحبة تغيير في المجتمع يجب ان يصحبة بعض الخسائر سواء في المال او الارواح والتاريخ يشهد علي ذلك , وما اطلقوا علي انفسهم ثوار مصر وعدد الاتئلافات التي اصبحت واجهة للشهرة والحصول علي بعض المغانم الانتخابيه التي صبت في حساب البعض. وحتي لو نظرنا الي المقابل المادى الذى اقره مجلس الشعب لاهالي الشهداء لم يحدث يوما لاى شهيد اخر سواء من استشهدوا دفاعا عن الوطن في الحروب الماضية او من رجال الشرطه لا يقارن ابدا بما حصل عليه شهداء 25 يناير وما بعدها من احداث مع ان هدف الحرب والثورة كان واحدا – تحرير الارض من مغتصب خارجي وتحرير الوطن من مغتصب داخلي.. فكلاهمتا فام بواجبه طامعا في نغيير حياته ووطنه الي الافضل. لكن وكما ذكرت شتان الفارق بين ما حصل عليه شهيد الحرب وشهيد الثورة. وللاسف الشديد ماازلت روح التشفي والانتقام هي الثقافة السائدة في المجتمع ولن ينجوا احد منها بل اصبح الكل ضد الكل دون استثناء ولا يلعب الاعلام بجميع وسائله المتاحه نشر ثقافة التسامح والمحبه والغفران عن الاخطاء الماضية حتي يعود الي المجتمع صفائه , وتراه يقف بعيدا عن التدخل او ابداء وجهة نظرة خشية اتهامه باتهامات من الاخرين بانه انقلاب علي الثورة والثوار وانه يعمل علي عودة واستنساخ النظام القديم مع انه في النهاية صاحب رسا لة عليه ان يتولاها راغبا او مضطرا اليها. حتي مجلس الشعب والشورى وجميع مؤسسات الدولة اصبح الصمت العقابي منهجا في تسير اعمالها , رأينا في مجلس الشعب قوانين يتم تشريعها في خلال ساعات لانها تخدم اتجاه او فصيل معين , في الوقت الذى لم نرى فيه اى سؤال لوزارة الداخليه متمثله في وزيرها عن حجم الاسلحه التي يتم ضبطها بعد تعريبها داخل حدودا وكأن الامر لا يعني لهم اى شيء ولم يكلفوا انفسهم في البحث من اين والي اين تتجه هذه الاسلحه التي يتم ضبطها وكأن سلامة الوطن ولا المواطنين تعنيهم في شيء وكأنه الصمت العقابي الذى يستحقه الشعب والوطن لمواقف سابقة حسبت علي انه ضد وليس مع . قد يكون كما ذكرت من قبل بان هناك تجاوزات من بعض رجال الشرطه ولككنا نعرف ايضا بان هذا الامر ينطبق علي كل المهن الاخرى قدائما وابدا يختلط الصالح والطالح في مكان واحد حتي داخل الاسرة المصرية الصغيرة , وكل يوم تطالعينا الاخبار في سطور عن استشهاد بعض رجال الشرطة وهم يقومون باداء واجبهم في حماية الامن وتوفير الامان للمواطن وان كان يسير بصورة بطئية لكننا نشعر بالتحسن يوما بعد يوم ولكن لم نرى كلمة اشاده من اى انسان سواء من يطلقون علي انفسهم الثوار واصحاب الثورة ولا الاحزاب بجميع فصائلها وتياراتها السياسية ولا الاعلام بجميع وسائله في ايضاح حجم التضحيات لهولاء الذين يقومون بواجبهم. ويكون الصمت العقابي ايضا لفصيل ومؤسسه وطنية شئنا أم ابينا علينا ان نسموا باخلاقنا وتسامحنا والحب الذى يحتاج اليه الوطن في اصعب لحظاته والالتفاف حول بعضنا البعض ومؤازرتنا لكل شريف ونمد اليه يدنا مساعدين له وان نقدم له الشكر وان نحاول ان نكون ايجابيين بعيدا عن ثقافة الصمت العقابي .