الشيخ إبراهيم الطناني رحمة الله تعالى واحد من قراء كتاب الله الذين أورثهم الله تعالي كتابه العزيز وهو من من أصحاب المواهب الطيبة في تلاوة القرآن وهو استاذ كبير في أصول التلاوة وعلو القرآءات إستطاعوا بقدرتهم الصوتية والعلمية أن يصلوا إلى قلوب الآلاف من المستمعين لكتاب الله تعالى علاوة على أنه من القراء الذين يتصفون بالأخلاق الحسنة والسلوكيات الحميدة . ولد الشيخ إبراهيم حسن سليمان الطناني رحمه الله عام 1933 في منطقة بركة الحاج بجوار حي عين شمس بالقاهرة ، تربي في كنف والده القاريء / الشيخ حسن الطناني ، فقد نعمة البصر وهو طفل لم يتجاوز عامه الأول ، وقد وهبه والده لحفظ القرآن الكريم فأخذ يلقنه تجويد حفظ آيات القرآن الكريم ، ثم بعد ذلك أكل الحفظ على يد الشيخ محمد عبد العال عزو معلم القرآن في حي عين شمس عام 1955 ، ثم أكمل أيضا حفظ القرآن على يد الشيخ حسين عاشور عام 1956 م . ثم درس علوم القرآن والقراءات في الأزهر الشريف مع رعاية الشيخ / عواد الحفناوي بمدينة الخانكة عام 1958 ، ثم ألتحق بعد ذلك بمعهد القراءات بالقاهرة لتعلم القرءات المختلفة علماء الآزهر الشريف وكان سنه حين ذاك 25 سنة. وحصل من المعهد المذكور على شهادة عالية القراءات والتخصص عام 1959 . وقد تعلم على يد الشيخ الطناني بعد ذلك الكثير من القراء المشهورين في القاهرة والمحافظات المجاورة . تقدم للإذاعة عام 1971 ولكن ألغيت المسابقة ، زار المسجد الحرام والمسجد النبوي في عام 1971 لأداء فريضة الحج ، وقد قام الحزب الوطنى عن دائرة حي عين شمس عام 1973 بتكريم الشيخ إبراهيم الطناني لخدمته للقرآن الكريم وقد قام بتكريمه شيخ الأزهر / الشيخ عبد الحليم محمود مع لفيف من علماء الأوقاف وحي عين شمس في ذلك الوقت . وقد قامت أيضا جمعية رعاية الموهوبين وحفظة القرآن الكريم والتى يرأسها الأستاذ الكبير / على عبد الله رفاعي بتكريم اسم الشيخ إبراهيم الطناني والذي كان علما من أعلام القرآن في بركة الحاج وحي عين شمس الذي شهره من كثرة تردده على هذا الحي القريب من منزله لأحياء الحفلات والليالي القرآنية الطيبة التى كانت تقام كل أسبوع في جمعية الإمام علي بزهراء عين شمس وغيرها. من أقوال أهل العلم والقرآن بعد وفاته : يقول الشيخ / فرج إسماعيل عزو (كاتب وباحث ومعلم للقرآن الكريم ) والمتوفى فى 7 / 12 / 1989 بالقاهرة : إن الشيخ الطناني من الرموز القرآنية الذين تركوا بصمة في علوم التلاوه في حي عين شمس وبركة الحاج والمطرية والزيتون وغيرهما فقد كان هذا الشيخ العالم بأحكام التلاوة والقراءات من القراء والشيوخ الطيبين المخلصين الكرماء الذين يقرأون القرآن بخشوع وتدبر ووقار في المناسبات والليالي القرآنية التى كان يدعو إليها في كل مكان ، وكان بجانب قراءاته أنه كان إماما في الوعظ والإرشاد في المساجد وغيرها . كان الشيخ الجليل من أهل الكرم والوفاء والصددق في السر والعلن وكان لا يتأخر في إصلاح أي مشكلة تحدث بين الناس في حياتهم ، وكان رجلا جوادا يعطف علي الفقراء والمحتاجين ورجل من أهل التواضع والاخلاص . •وقال الشيخ / محمد حمدي نصار المولود في عام 1928 والمتوفي في 25 / 8 / 2000 وكان من القراء وموظف بوزارة الأوقاف المصرية . •قال : ( كان الشيخ الطناني صاحب بصمة قرآنية جميلة أعطاه الله تعالى حنجرة ذهبية تساعده على تجويد القرآن بأسلوب شيق وجميل في الليالي القرآنية التى كانت تقام بعد صلاة العشاء في المناطق الشعبية والراقية ، وكان يعلم الأطفال والشباب حفظ القرآن وقواعده في الصباح في بيته لوجه الله تعالى ، وقد تخرج على يد الشيخ الجليل العشرات من شباب المقرئين حين ذاك في الفترة من عام 1965 وحتى عام 1974 ، الذين استفادو من علمه وخبرته وتوجيهاته في علوم القرآن والسنة الشريفة . •وقال الشيخ / عبد العزيز حربي القاريء المعروف والمتوفي في عام 2003 رحمه الله ، وكان صاحبه قال : ( إن الشيخ الطناني كان صديقا عزيزا لي وكان من رواد التلاوة في محافظة القاهرة وغيرها ، وكان موسوعة قرآنية في علوم التلاوة وكان يلبي نداء أي إنسان يطلبه للقراءة عنده ، وكان عندما يقرأ في السرادقات الرمضانية القرآنية ويسمعه الناس وهم في منازلهم ويعرفون أن الشيخ الطناني قد حضر فنجد المئات من الناس المستمعين قد حضروا للإستماع لتلاوته الجميلة وكانوا يطلبون منه بالمواصلة في القراءة حتى يتمتعوا بقراءته الطيبة . •وقال الشيخ العالم أحمد العطاري من دعاة الأوقاف والمتوفي عام 2003 بالقاهرة عن الشيح الطناني : ( أن هذا القاريء الفذ أفنى عمره القصير في خدمة كتاب الله والتعريف به في كل مكان يذهب إليه فأفاض الرحمن سبحانه وتعالى عليه من نوره وأسراره ببركة القرآن العظيم فأستطاع بموهبته القرآنية أن تكون له شعبيه كبيرة في فترة الستينات والسبعينات من القرن الماضي تحرص على سماعه وحضور لياليه في المناسبات القرآنية التى كانت تعقد في كثير من البيوت والمدن في القاهرة وغيرها. ويقول الاستاذ حسين عبد الله قارئ للقرآن وباحث أن الشيخ ابراهيم الطناني كان رجل وسطي كريم وكان قارئ موهوب تخرج من مدرسة مصرية طيبة في تلاوة القرآن الكريم وهي مدرسة كبيرة تخرج منها فطاحل قراء مصر منهم الحصري ومصطفي اسماعيل ومحمد رفعت والبيجرمي وعبد العظيم زاهر وعبد العزيز علي فرج والصياد وعبد الفتاح الشعاشعي وغيرهم وهو قارئ كريم وصاحب صوت موهوب في تلاوات ايات الذكر الحكيم •توفي الشيخ إبراهيم حسن الطناني رحمة الله عام 1974 ، ودفن بالقاهرة بعد عمر حافل بالعطاء لكتاب الله ، جزي الله الطناني خيرا عما قدمه لمصر والناس من علم وهو تلاوة كتاب الله وتعليمه للناس وصلى الله على سيدنا محمد الذي كان قرآن يمشي علي الارض وكان يتعامل مع كل خلق الله تعالي بالحسني والمعاملة الطيبة اللينة والذي قال له ربه ( وقولوا للناس حسنا) وعلي اله وصحبه وسلم . إعداد الباحث أ / عبد العزيز فرج عزو القاهرة . المصادر:-- 1-كتاب شيوخ خارج دائرة الضوء للاستاذ عبد العزيز عزو . 2-جريدة الشرق الاوسط المصرية العدد 290 /2007 . 3-جريدة الزهراء عام 1982 . 4-جريدة رسائل الشرق عام 2004 .