هكذا أوضح حكم قضية القرن (حسبما جاء فى حيثياته). " اقتنعت المحكمة مستندة فى ذلك إلى المقبول فى العقل والمنطق والقانون وقد أطمأن وجدانها تمام الاطمئنان إلى أدلة الثبوت فى الدعوى وبما لا يدع مجالاً للشك أو الريبة ، وقد صح واستقام الاتهام الموجه للمتهمين الأول مبارك والخامس حبيب العادلى من واقع أدلة يقينية صحيحة المأخذ قوية البنيان وإسناداً من أنهما قد علما يقينيا بما دار من أحداث ووقائع قتل وإصابات لبعض المتظاهرين يوم 28/01/2012،ولقد تناولت كافة وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والسمعية والإلكترونية تلك الأحداث بالصوت والصورة وعلم بها الكافة صغيراً وكبيراً ومن كان فى موضع المسئولية أو متفرجاً من عامة الناس فالعلم بواقعات التظاهرة وسقوط القتلى منهم والمصابين كانت من الوقائع المتعلقة بالعلم العام لا يقدر احد مهما كان موقعه أو يستطيع بكافة الممكنات العقلية أن ينكر أو ينفى علمه بما حدث من وقائع فما الحال وكبار المسئولين عن إدارة وحماية الدولة ، ومن ذلك المنطق السوى المعتبر تأكد من واقع ما جرى من تحقيقات وما دار بجلسات وشهادات المحاكمة بما لا يدع مجالا للشك والريبة أن كلا من المتهمين قد علم كل منهما بالأحداث فأحجم أولهما عمداً بصفته رئيس لجمهورية مصر عن إتيان أفعال إيجابية فى توقيتات مناسبة تقتضيها الحماية القانونية المتمثلة فى امتناعه عمدا عن إصدار القرارات والأوامر والتعليمات والتوجيهات التى تحتمها عليه وظيفته والمنوط به الحفاظ على مصالح الوطن ورعاية المواطنين وحماية أرواحهم طبقاً للدستور والقانون رغم علمه يقينيا بما وقع من أحداث وأفعال " انتهى الاقتباس من الحيثيات . إذن مبارك مسجون لأنه وصل لعلمه اليقيني وقوع حوادث قتل وإصابات للمتظاهرين وأمتنع عندها عمداً عن إصدار قراراته وأوامره وتعليماته لوقف القتل وحماية أرواح المواطنين المسئول الأول عنها. مبارك حكم عليه بالمؤبد لأنه رأى وشاهد وسمع صرخات وآهات وتأوهات وآلام الآلاف من الشباب دون أن يحرك ساكنا دفاعاً عنهم . أليس هذا ما فعله بالضبط وبنفس الكيفية المشير طنطاوي المسئول الأول عن حكم البلاد فى مذابح ماسبيرو ومحمد محمود والقصر العيني والعباسية وبورسعيد ...الخ. إن المشير ذكر فى شهادته أمام المحكمه " أن من واجب رئيس الجمهورية أن يصدر أوامر وتكليفات وفقاً لسلطاته الدستورية للمحافظة على أمن وسلامة الوطن والمواطنين باعتباره الموكل إليه شئون مصر والحفاظ على أمنها وسلامة شعبها " . الآن أنتم شهدتم وأنتم حكمتم فإذا كنتم تريدون منا القبول بمنطوق الحكم على مبارك وعدم التظاهر. اقبضوا على المشير وتابعه لواء الشرطة العسكرية واسجنوهما مؤبداً كما شهدتم وحكمتم من قبل. أو أفرجوا عن الرئيس والوزير فكلكم يا عزيزي قتلة