كل الأنظار متجهة نحو شفيق ، و الكل يعتقد أنه الشخصية التي يقف خلفها المجلس العسكري بقوة ، لكني أرى من قراءة الأحداث غير ذلك. أعتقد أن الشخصية الحقيقية المطلوب وصولها إلى الرئاسة هي " حمدين صباحي " ، و قد كتبت ذلك بالأمس في تدوينتي على تويتر و على الفيس بوك. أما لماذا نحوت ذلك المنحى الذى لم يخطر ببال أحد و الذي جعل البعض يظن أني أخرف فهي الحسابات المنطقية و العقلانية. لقد أثبت أعضاء المجلس العسكري أنهم غاية الذكاء في بلوغهم أهدافهم التي رسموها و خططوا لها و لا أعتقد أن أحداً بمثل هذا الذكاء و الحنكة التي بدت في الأحداث الأخيرة سيغامر بوصول الفريق شفيق إلى الحكم ، لأن وصوله يعني ببساطة أنهار من الدماء تجري في شوارع و حواري مصر ، و ستندلع ثورة لن تكون للأخت سلمية فيها مكان لأنها ببساطة انتقلت إلى رحمة الله بسبب الأحداث التي أعادت الفلول إلى واجهة المشهد السياسي بكل جرأة و وقاحة ، و استمرار الأزمات المفتعلة ، و سقوط الضحايا في مناسبات مختلفة ، و ضياع ثروات مصر المنهوبة ، و بطء محاكمات من باعوا مصر و دمروها . أيضاً المجلس العسكري لن يدع الدكتور محمد مرسي يصل إلى الحكم ، لأن وصوله يعني " تكويش " الإخوان على كل شئ و بالتالي و بعد حركتي لجنة الدستور و المحكمة الدستورية فهم - أي أعضاء المجلس العسكري - مهددون بالتحول إلى المحاكمات ، كما أن أعضاء الإخوان سيتحولون إلى ترزية يفصلون القوانين التي تناسبهم و تكون على مقاسهم دون غيرهم، هذا عدا خوف البعض و تشككه في تداول السلطة بعد وصول الإخوان إلى رأس السلطة. إذاً لم يبق إلا صباحي و هو مرشح شعبي ، و لا خوف منه ، لكن يجب وصوله بطريقة " شيك " لا يشك فيها أحد و تكون نتيجة انتخابه مضمونة. ليس هناك طريقة أضمن من ارتفاع أسهم " البعبع " شفيق ، فيستشعر الناس الخطر و يقرروا الاحتشاد خلف خصمه ، الذي سيكون " المنقذ " حمدين . و حتى لو كانت الإعادة مع مرسي فالحسابات نفسها ، لأن الإخوان " بعبع " البعض ، و هناك من أعطى صوته لغيرهم نكاية فيهم لا عن قناعة بالمرشح. المحصلة أن الناخبين سيحتشدون خلف صباحي في كلتا الحالتين ، و العملية ديموقراطية لا تشوبها أي شائبة ، و الكل سيخرج راض فيما عدا الإخوان ، و لن يستطع طرف هنا التشكيك كما كان سيحدث مع شفيق. هذا السيناريو الذي أضعه أمام القارئ هو رؤيتي و تقييمي للأحداث ، ربما تكون قرائتي خاطئة أو ربما تكون صحيحة و الأيام القادمة هي الفيصل و الحكم .