عقب التصريحات التي صدرت من بعض التيارات السياسية في مصر , وعقب المؤتمر الصحفي للمجلس العسكرى يوم الخميس , انتابني صراع غريب وهواجس مخيفه وكوابيس مفزعه ولم يفارق لساني بضع كلمات طوال ليلة الجمعه مرددا استرها يارب استرها يارب , يارب مصر , احمي مصر وهكذا لم اخاطب الا الله سبحانه داعيا لبلدى ووطني بالسلامه لاني قرأت المشهد جيدا مستنتجا مقدما ما يمكن ان يترتب علي ذلك من اثار مدمرة . وظللت علي حالي هذا وبعد صلاة الجمعه فتحت التلفاز حتي يطمأن قلبي علي وطني وابنائي , وكانت الصورة وردية مفرحه في التحرير وكانت سلميه ايضا في العباسيه وكنت انتقل من قناة الي اخرى رغبة في الاطمئنان اكثر فنحن لم نتعود علي الشفافية والصراحه في عرض الامور لكن كانت كل البشائر تقول لا خوف ولقد استجاب الله لدعواتي , وان تلك الكوابيس لم تكن الا همسات الشيطان.وهكذا اصبحت في حالة نفسيه جيدة والابتسامه تعلو وجهي وكأني عثرت علي كنز من السعادة للتحضر الذى اصبحنا عليه في التعبير السلمي في عرض مطالب امة . لكن لم تمضي الي ساعاة او بضع سويعات لينقلب الحال فجأة من النقيض الي النقيض فرايت ما اوجعني وشق صدرى , رايت دماء تسيل وسباب وشتائم يندى لها جبين الحر , واخذتني الحيرة في الانحياز لمن – فهؤلاء اولادى وعلي الجانب الاخر من المشهد هم ابنائي ايضا وسندى وحرسي وقوتي التي استند اليها واعتمد عليها في حماية ارضي وعرضي. هل انحاز الي شباب هم الورثه الشرعيين لهذا الوطن امام الورثه الشرعيين الاخرين لحماية حدودنا , هي حيرة بمعني الكلمة , ظللت علي هذا الحال متنقلا من التلفيون المصرى الي العربيه الي الجزيرة الي اى قناة كانت تتابع الحدث وكان ما تطالعه عيني وتسمعه اذني نفس الحديث نفس المشهد وصرخت يالله ارشدني الي الحق الي لمن انحاز فكلهم ابناء وطني واعتقد باني لست متحولا ولا من الفلول ولم اغيير وجهة نظرى او اتقلب بل انا علي مبدأ واضح جدا ذكرته في اكثر من مقالة منشورة قبل قيام الثورة ولكن اهمها كان بعد قيام الثورة محذار الشعب من ان من يقود الثورة المضادة هو المجلس العسكرى وظللت اكررها في اكثر من مقالة ومازلت اكرهها منذ اسبوع مضي ولكن !!! واه من ولكن للذى يفهم او ناله الحظ ان يتم تجنيدة اجباريا ولسعيد الحظ ايضا الذى شارك في حرب 73 ليعرف قيمة وقدر وقامة القوات المسلحه. لكن في حلزة صدق لا تتكر ووقفه مع النفس ورؤية طائر محلق علي الاوضاع في العباسية اخترت الانحياز للقوات المسلحه ومجلسها العسكرى واهتف عاش حكم العسكر , ولن اسمح لمن يفكر في خلع المجلس العسكرى وقوات الجيش لانه يرغب في ان نخلع عنا رداء الوطنية ونبيع الوطن لمن يرتب لهذا الامر فسوق النخاسه توسع هذه الايام وانتشر فيه العهر السياسي والديني ولا يهمهم ستر المجتمع والوطن لعوراته. في اللحظة الفارقة التي لا يعرف عنه الكثيرون وهي العمل المضاد في الثقافه العسكرية والعقيدة القتاليه بانه مطلوب اتخاذ قرار حاسم في لحظة الحسم حتي لا تتفاقم الامور وتتوسع دائرة الخسائر ويتنامي رد الفعل , وعندما استشعرت القيادة العسكرية المحيطة بوزارة الدفاع عن سقوط قتيل من ابنائها برصاصة قادمة من اتجاه مسجد النور كان عليها ان تأخذ القرار المناسب في كنس ميديان العباسية وازالة وااحة الا عتصام بطريقة عنيفه ولم يكن حرصا علي الجيش فقط ولكن ايضا حرصا علي المواطنين لانه قد ظهرت النوايا في التعصيد وسوف تكون الخسائر اكثر بكثير من الجانبين المدني والعسكرى , وتبين بعد ذلك حجم السلاح الذى تم ضبطه في مسجد النور والجهاديين ولن نقول الارهابيون والشرطة العسكرية تقبض عليهم – بقي واجب واحد ان تظهر التحقيقات لتقول لشعب مصر من هؤلاء , ولا اجد في نفسي اى غضاضة ان اقول في هذه اللحظة عاش عاش حكم العسكر . سامي عبد الجيد احمد فرج