أنا لا أرى أن الحبس عقوبة مناسبة له بل يجب أن يعاقب بعقوبة أشد وأنكى من ذلك فالرجل ناهز السبعين عاماً من العمر ولا يزال يتصابى ويصر على الظهور في كل أفلامه وهو يحتضن ويقبل الممثلات صغيرات السن الراغبات في الشهرة ولكن الموضوع هل يعاقب عادل إمام فقط ؟ أم أنه أحد اللاعبين وهناك آخرون كثيرون وراء العمل وما هو إلا المحصلة النهائية ..!! وسؤال آخر هل هو الممثل الوحيد الذي أساء للدين ؟ وإن أشد ما يجب أن يحاسب عليه "عادل إمام " و" يسرا " تلك الدعوة الغريبة التي كانا أول من جهرا بها وهي الدعوة لتوريث الحكم لجمال بل ومبايعته على ذلك هل تذكرون هذا أعزائي القراء ..؟ والغريب أن تجد من يعترض على هذا الحكم بل ويتبجح البعض في معرض الدفاع عن " عادل إمام " مدعياً أننا نعود لعصور الظلام وأن هذا الحكم بمثابة قضاء على الإبداع إلى آخر هذه الشعارات البراقة ولكن السؤال هو ماذا قدم " عادل إمام " وأمثاله من قيمة للشعب المصري والأجيال ؟ هل كان داعماً للمنظومة الأخلاقية والقيمية في مصر أم كان هادماً لها !! لا ننكر أنه قدم بعض الأعمال الجيدة مثل " دموع في عيون وقحة " وبعض الأعمال الكوميدية الجميلة ولكن تبقى تلك الأعمال محدودة مقارنة بكمية الأعمال المخلة بالفضيلة والمليئة بالإسفاف والابتذال والتي تخلو من هدف حقيقي وإنما هدفها جمع المال والشهرة فقط وهو ليس عيباً إنما العيب كل العيب أن تخلو تلك الأعمال من أي قيمة فنية أو أدبية ليس هذا فحسب بل جاءت مليئة بما يخدش المنظومة الأخلاقية للمجتمع المصري المحافظ ناهيك عما تحمله كثير من أعماله من استخفاف بالعقول والمشاعر . أعتقد أن الموضوع أكبر من ذلك بكثير ويحتاج " لفلترة " المنظومة كلها وأن نبدأ عهد جديد ننقح فيه الأعمال الفنية القديمة ونستبعد الفاسد الذي يبحث عن التجارة من خلال تسويق الفسق والرذيلة ونركز وندعم تلك الأعمال التي تبرز قيمنا وحضارتنا الحقيقية وتعبر عن مجتمعنا تعبيراً صادقاً وسنجد هناك ممثلين استطاعوا تحقيق المعادلة التي يراها البعض من عديمي الموهبة أنها صعبة وأمثال هؤلاء الممثل الموهوب أحمد حلمي وكذلك أحمد السقا وغيرهم ممن استطاعوا تحقيق أرباح وتربعوا على عرش النجومية بأعمال بعيدة عن الإسفاف والابتذال. وعلى الجهات المعنية والمختصة أن تعمل على تدشين سينما بناءة تدفع في سبيل " تكوين شخصية مصر الحقيقية " وتغيير الفكرة التي نشرها الإعلام السيئ وسينما العهد البائد التي شوهت صورة المجتمع المصري لدى المشاهد حتى بات العرب لا يعرفون عن مصر سوى كباريهات شارع الهرم والراقصات وبات كل مصري في نظرهم مرتشٍ وحرامي وهو تاجر مخدرات أو نصاب مزور وقد كونوا تلك الفكرة من خلال ما كانت تروجه لهم السينما والإعلام المصري الفاسد والذي لم يروج لمصر العلماء والمجاهدين في كل الميادين ولم يبرز قصص الكفاح في الغيطان والمصانع وما كلف نفسه عناء إعداد موسوعة بعظماء مصر على مر العصور ولا أتعب نفسه في التعريف بآثارها وجغرافيتها الخلابة من خلال التصوير في تلك المناطق وتسويقها من خلال السينما المصرية التي يهواها العرب بدلاً من اللجوء لهذا البلد أو ذاك لتصوير بعض المناظر وبكلفةٍ باهظة وأرجو أن تقوم وزارة الإعلام بالتعاون مع وزارة الثقافة والهيئات المعنية بوضع سياسة واضحة من أجل النهوض بمصر ووضعها في المكان اللائق بها إعلامياً وثقافياً .