همسات نفسية ... جوزى هايتجوز

عادل عبدالستار العيله

إن واحد من الاسباب المهمه التى تهدم الاسرة هو أن يتغير وضع الزوج للافضل وللامام وتظل الزوجه فى مكانها لا تتحرك للامام مع زوجها ، وأقصد بهذا أنها حين تزوجت كان زوجها موظف بسيط او مهندس مبتدأ او طبيب صغير ، ثم يتغير به الحال للامام فتتغير البيئة التى يعيش فيها ، ويتغير الناس الذى يتعامل معهم ، فتتغير مفاهيفه وافكاره و تتغير حتى مفرادات الكلام التى يستخدمها ، وتظل الزوجه على حالها ، حينها ينظر اليها فيجد إمراه مختلفه عن هؤلاء الذين يتعامل معهم يومياً ، يجد إمراه مختلفه حتى عنه ، فهو اصبح ليس ذلك الشخص الذى تزوجته ، طموحه إختلف ، نظرته للامور إختلفت ، مفهيمه إختلفت ، ولكى نوضح الامر أكثر سنعرض تلك المشكله التى جاءت إلينا فى الاستشارات الاسريه
جاءت الينا والدموع ملئ عينيها ، تقول جوزى هايتجوز فماذا افعل ؟؟ وحين بدأت فى الحديث تبين لنا الامر .. الزوج كان يعيش معها فى قريته التى كى تصل اليها عليك أن تركب عربية ( ربع نقل ) تُحمل المواشى فى الصباح ثم بعد الظهر تعمل فى نقل الركاب ( البشر ) كان مجرد عامل بسيط فى أحد محلات الطعام فى القاهرة ، ثم أستقل بذاته و أوجد لنفسيه مكان صغير فوق الرصيف يصنع الطعام ويبيعه ، ثم أنتقل من الرصيف الى محل بالايجار ، ثم المحل أصبح أثنين ، ثم بدأ فى الدخول فى بزنس أخر ونجح فيه ، ثم أنتقل من القريه الى أرقى حى فى القاهرة . ثم الان يريد أن يتزوج بزوجه أخرى .. أخبرونى ماذا أفعل ؟؟
أيها السادة ... من هنا تأتى فكرة المقال وأهميته وهى رساله لكل زوجه تجد زوجها يتحرك للأمام وهى ساكنه فى مكانها لا تتحرك ، يا سيدتى أعلم ما يدور فى ذهنك الان ، فأنت تقولى فى نفسك .. بعد ما وقفت بجانبه وتحملت فقره وعانيت معه وكافحت معه وأهتميت بتربية الاولاد حتى لا اشغله عن عمله ونجاحه بعد كل ذلك يذهب ليتزوج بأخرى ؟!!!
واقول لك انت على صواب فيما قلتيه ولكن ليس معنى هذا إنك أنت ايضا لم تخطئئ ، فعلى الزوجه حين ترى وتجد زوجها يتحرك للامام أن تتحرك هى الاخرى معه ، فزوجك الذى كان عامل بسيط فى محل غير زوجك الذى وقف على الرصيف ويشعر أنه أصبح يمتلك عمل خاص به ، غير زوجك الذى أجر محل لنفسه ، غير زوجك الذى اصبح يمتلك أكثر من محل ، غير زوجك الذى اصبح يركب سيارة ، غير زوجك الذى إنتقل للحى الراقى ، كان عليك فى كل خطوة يخطوها للأمام أن تنتبهى وتتحركى أيضاً معه ، وكان عليه هو أيضاً أن ينتبه الى هذا ويتعمد أن تتحركى معه . ويأتى السؤال المهم .. ماذا تقصد بأن أتحرك معه أيضاً ؟
سيدتى .. أقصد بأنه كان عليك أن تنبهى بأن هناك تغيرات فى مفاهيمه حدثت ، طموحه إختلف ، رؤيته إختلفت ، فكان عليك أن لا تجعلى تلك المسافه تزيد بينك وبينه ، كان عليك أن تتغيرى كما يتغير ، فى لبسك ، قصة شعرك ، المفرادات التى تستخدميها فى كلامك ، طموحك يلامس طموحه ، تشاركيه الرأى فى شغله وعمله ، تفكرى للامام قبله ، كان عليك أن تقترحى أنت عليه بأن تنتقلوا جميعا للحى الراقى ، قولى له فى موقف ما هذا لا يليق بنا الان ، علينا أن نفعل كذا أفضل من كذا ، شاركيه همومه وحاولى أن تجدى له حل ، حتى و إن لم تجدى يكفى شعوره بأنك تلامسى فكره ، فلا يليق أن يحدثك عن مشروع يريد أن يدخل فيه وأنت تحدثيه عن حذائك الذى لم تغيره منذ 5 سنوات ( هايقول أنا بكلمها فى ملايين وهى بتكلمنى فى جزمه ب 200 جنيه !! إين انا واين هى فى الفكر ) ، فمثلاً مهندس كان مبتدأ يعمل طول الوقت فوق الخرسانه فى الشمس وسط العمال ، ثم مع الوقت تقدم وتحرك للامام فأصبح فى مكتب مُكيف وبيئه مختلفه ، والسؤال .. هل يصح أن تظل الزوجه تعامله بنفس الطريقه ، فالان حياته تغيرت فكونى رفيقته فى التقدم
أخيرً ... على الزوج ايضا أن يراعى كل تلك النقاط إذا كانت الزوجه هى من تتقدم للامام .. أعلم زوج حين خطب زوجته كانت فى عامها الاخير فى الجامعه ،ثم بعد التخرج تم تعينها فى الجامعه ، وهو كان معه دبلوم ، لانه لم يأتى فى باله أن تنتقل زوجته تلك النقله الكبيره .. هى استاذة جامعه وهو دبلوم !! وقد أدرك هذا واشتغل على نفسه وحقق نجاح ابهر به زوجته نفسها ، لانه اراد أن يكون رفيق التقدم
وعليك سيدتى أن تكونى رفيقة التقدم لزوجك .
حفظ الله أسرنا ... حفظ الله مصر أرضاً وشعباً وجيشاً وأزهراً
بقلم / عادل عبدالستار العيلة