أن الملاحظ للصيدليات اليوم ليجد أمرا غريبا – فقد أصبح الصيدلى فى غالبية الصيدليات يعمل فى أطار أدارى بحت فهو يستخدم الدفاتر أو الكمبيوتر فى عمليلت جرد أو بيع وطلبيات من شركات الأدوية المختلفة --- وترك مهنته الرئيسية ومجال وعلم الصيدلة التى درسها وترك التواصل مع الجديد شبه اليومى فى هذا المجال والذى يتمتع به ويلاحقه صيادلة العالم ---- فقد رأيت فى دول أوروبا وأمريكا وغيرها أن الطبيب يشخص المرض فقط ولا بد من أن يشاركه الصيدلى المؤهل فى وصف الدواء الصحيح المناسب للحالة وطريقة تناوله ... الخ -- لذا نحن فى أنتظار دور الصيدلى الأكلينيكى فى مصر ليساهم فى ضبط وأداء الصيدلية أداريا وعلميا -- وهذا ما تعمل وزارة الصحة على تفعيله تشير بعض الأحصائيات الى أن عدد كليات الصيدلة فى مصر 43 كلية منها 22 حكومية و 21 خاصة – ويتخرج منها سنويا حوالى 15000 -- ويصل عدد الصيادلة الى حوالى 217000 بمعدل صيدلى لكل 440 مواطنا تقريبا – كما يصل عدد الصيدليات الى حوالى 67000 بمعدل صيدلية لكل 1300 مواطنا ( أحصاء صادر فى 2017 ) أن المشكلة الهامة تتلخص فى وجود مساعدين للصيادلة لا يمتون للمهنة بصلة -- مما يتسبب فى حدوث أخطاء جسيمة تؤدى فى كثير من الأحيان الى وفاة المريض ---- وتشير الأحصائيات الى ما يزيدعن مليون ونصف المليون متوفى فى العالم سنويا نتيجة لذلك الأهمال على الرغم من وجود قوانين تحدد مزاولة المهنة والتسجيل بسجل الصيادلة والعقوبات فى حالة مخالفة ذلك ( القانون 127 لسنة 1955 ) ---- والذى تحرص حكومتنا الرشيدة على تفعيله وغيره من القوانين الحديثة كما تكثف الجهود للمراقبة والتفتيش الدائم من أجل صحة المواطن المصرى الغالية وتطلق الحملات القومية للتوعية بما تسببه الأخطاء الدوائية من خلال السوشيال ميديا ووسائل الأعلام المختلفة – ويشهد الجميع بنتائج تلك الجهود حتى فى مجال توافر الدواء والتحصينات المختلفة لكل فرد فى المجتمع وخاصة الأطفال وكبار السن وكذلك تفعيل التأمين الصحى .... والعمل على حصر الأدوية المحظورة دوليا وهى كثيرة ويعرفها المختصون ومنها على سبيل المثال لا الحصر ولا زال يستخدمه المواطنون " المايكروكروم " فى تطهير الجروح وخاصة فى القرى لأنه وفقا لما أعلنته منظمة الصحة العالمية سم قاتل ينتشر فى دم المصاب ويعجل فى وفاته --- لذا يتوجب التأكيد على عدم صرف الدواء من الصيدليات بدون وصفات طبية معتمدة من الأطباء مثل ما يحدث فى دول العالم المتقدمة الآن . والله الموفق والمستعان نبيل المنجى محمد شبكة مستشار ثقافى سابق - المنصورة 1.