الجميع كان ينتظر من برلمان الثورة الكثير والكثير وانا شخصيا كانت أمنيتي من كل النواب ان يكونوا على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقهم في الرفع من شأن هذا الشعب الذي كان ومازال منبر الحضارات وأشعاع الفكر ومنهل الثقافة الا اننى قد رأيت ان الامانى شيئ والواقع شيئ أخر وما دفعنى للكتابة عن هذا الموضوع الشائك هو اننى أدرك شخصياً ان الكتابة لاتأتي من فراغ أو حتى بمحض الصدفة لكنها تنبع من تأثر الكاتب بما يشاهده من هموم المواطن وما يعانيه في ظل الركود الحاصل في أغلب قرارات الدولة والتي أصابت المواطن بخيبة أمل أو ربما أصابته بشلل ضمني جعلته عاجزاً تماماً حتى عن تقديم الشكوى لمن المفترض فيهم ان يقدمون الخدمات للمواطنين وقد أجزم أن من يهب نفسه من نواب الشعب لخدمة هذا البلد ليس إلا واجب شرعي حمله إياه الشعب وقت أن أدلى بصوته في صناديق الاقتراع وكعادتي في البحث والتنقيب في مصافي الكلمة الصادقة الباحثة عن الحقيقة والهادفة لتأسيس الإعلام الحر الذي يتبنى الصدق في طرح الأفكار وقول الكلمة الفصل فقط آليت على نفسي ألا أكون مادحاً لشخص ولابوقاً لجهة ولا ناقدا لشيئ بلامبرر ولكني عشت كل شيء من خلال تتبعي لقضايا اختفاء الغاز ثم اختفاء البنزين ثم اختفاء الجاز وتفشى ظاهرة البلطجة وترويع المواطنين فى سيناريوا مكتوب ومرسوم بدقه وعناية شديدة والشعب لايجد من يكون صوتهم تجاه المسؤول ربما طلبهم كان بسيطاً ومشروعاً وهو العيش فى امن وامان وتوافر الاحتياجات الحياتية الاساسية لكني لم أرى للاسف اى دور لمن تولوا الحقيبه البرلمانية فوجدت اعضاء غير قادرين على فعل اى شيئ ولو على سبيل اثبات الذات وحفظ ماء الوجه لهم كنواب للشعب اوهموا الجميع انهم يحملون الخير لكل المصريين وبحث الشعب ومازال يبحث وانا معهم عن هذا الخير فلم نجد الا وهما وسرابا وها هى الثورة على وشك الاختفاء ولم يبقى الا خطوة واحدة لاعلان وفاتها رسميا وهذة الخطوة سوف يشارك فيها وبقوة هؤلاء الاسلاميين كما يحبون ان يطلق عليهم وتمكن فى اعلان اسم الرئيس القادم الذى لم ولن يخرج عن ما قررة المجلس العسكرى وما تم رفضه فى السابق والمطالبه بمحاكمتة ومحاسبتة لكونه شريك اساسى فى كل ماتعرض له الشعب من ظلم وتعذيب واهانات وخاصة السياسيين منهم اتى اليوم ان يكون هو نفسة الرئيس القادم وقد قامت الثورة رافعة شعار الشعب يريد اسقاط النظام وبعد عام ونصف عاد النظام كاملا بمباركة نواب الشعب ولا أخفى يقينى التام ان عمر سليمان صديق المخلوع وحامى حماة هو رئيس مصر القادم سواء كانت هى ارادة الشعب عبر الصناديق ام ارادة المادة 28 التى باركها نواب الشعب وفى الحالتين عاد النظام من جديد ولكن فى ثوب جديد وفكر جديد واذا كان المجلس العسكرى اعطى الاسلاميين الامان خلال الانتخابات البرلمانية الماضية وجعلهم يشكلون الدوائر الانتخابية على هواهم حتى يتمكنوا من اكتساح الانتخابات فما هى الا خدعة لهم وقد قبلوها دون تفكير ودون تردد وتناسوا ان شهر العسل لهم مع المجلس العسكرى لن يطول اكثر من ذلك وسوف ينتهى بقدوم الرئيس الجديد وسوف تكون اولى قراراته حل البرلمان المصرى واعادة الانتخابات لكن بشكل جديد وثوب جديد لن يمنح الاسلاميين اكثر مما كانوا يأخذونه فى عصر مبارك وان غدا لناظرة لقريب . ابراهيم شرف الدين 10/4/2012 .