عباس طمبل عبدالله الملك ومن التعقيدات الكثيرة والمتاريس الموضوعة بطرائق الكُتاب بعد الصدور لأعمالهم الإبداعية ووصولها للمكتبات، رؤيتها بين أيادى القراء كإحتفالية بمولود آتي بعد المخاضات العسيرة فالكتابة بحد ذاتها رحلة من الرهق المستمر، الكثير من العزم وعدم الإنهزام تكون بمثابة الوقود المحفز للإشتعال المانح قوة الدفع لمواصلة الإجتهادات لتكسير معانأة الأزمان وعُسر الحياة، فمساعدة الناشر ووكيله_ إن طبعت الإصدارة خارج دولة الكاتب الأم، تكون بمثابة مهمة حافظة لحقوقك المادية والأدبية، بعد أخذ الإذن منهما بالقطع _ والكثير من الناشرين ستجدهم يهضمون مجهودات الكُتاب بلامبألاة وبعزم لا يشيخ_ وإن فلاحًا للكاتب بفك طلاسم التعقيدات والمساهمة بتسويق إصدارته وعدم تركها كفرائيس للعناكب وخيوطها الحاجبة كيّلا تسد آفق الرؤى عن أعين القراء المُشغبة بأتربة عُسر حيواتهم المتقلبة، تُحسب كتجربة مفيدة لمعرفة أصداء الإصدارة وردود أفعال القراء وأرائهم حول الإصدارة، فيما يخص إصدارتي (انتداب) سنحتْ لي فرصة تغفي آثرها، والسؤال عنها، والإجابة كانت: _ جيدددة! متجددة بإسلوب سردها، ومضمونها، ورسالتها الإدبية.. فتجربتي وتوثيقاتي بعد صدورها كباكورة إنتاجي كانت بمثابة التجربة المفيدة إذ تعتبر رحلة كأشفة لنظرة الفئات المعنية بالتسويق للإبداع وتقيمهم للمبدعين فكشفت عن مستوياتهم التوعوية ونظرتهم للكتاب، ومدى إحترامهم لمجهوداتنا فيما نخطه! ككاتب مررتُ بعدة مراحل قُبيل الإتفاق مع الناشر "دار أوراق" بجمهورية مصر العربية، لطبع الرواية (انتداب) محور المقال.. فالتوفير لأثمان الطباعة المُكِلفة بالنسبة للكثير، ومساعدة الأنظمة الحاكمة، أو مؤسسات الدول للكُتاب الشباب، رأيتُ سيلا من المداد كافٍ لهدم موروث تلكم العلقيات_ولم يجدِ نفعًا_ فما يهمني هنا التوثيقات لما بعد الصدور وأدوار الناشر ووكيله _إن وجد_ تجاه الكاتب والإلتزام ببنود العقد من حفظ الحقوق المادية، والأدبية، فمن المجهودات المُؤكدة للعمل بحرفية، نشر أخبار الصدور للإصدرات بالصحف الورقية، أو إلكترونية، والتواصل مع الكاتب ومده بالتقارير الدورية عن حركة البيع والشراء، والآصداء والأراء الأولية للإصدارة ومساعدته بإقامة الندوات، أو حفلات التوقيع، أو التدشين، والمشاركات بالمهرجانات الدولية، والمسابقات الإقليمية والدولية بغض الطرف عن آليات المسابقات فما يخص نظرتها للإبداع، ولجان تقييمها.. بالعودة لمجهوداتي المبذولة كيّلا أترك (انتداب) كسِيرة بأرفف المكتبات تتسامر بليالٍ مُقمِرة مع العناكب، لأجل ذلك قمتُ بنشر أخبار صدورها بالكثير من الصحف العربية الورقية، واللإلكترونية على الأسافير الذكية "الأنترنت" وإلى الآن أواصل مجهوداتي لخلق أرضية صلبة، ثم السعى بطرائق النشر لإصدرات أخرى فلدي رواية أخرى، ومجموعة قصصية، وكتاب نقدي جلهم بإنتظار الإذونات والتساهيل الآلهية للصدور، فحيث لا الحراك إلا به.. بعد الجهود المُضِنية بصياغتها التفاوض مع التدفق السردي، فتارة ينقطع، وتارة يتواصل، فلكتابة طقوس لدي البعض فمنهم من كتب بعد أن غير محل إقامته، وآخر كان يرش الماء على باب خيمته، فشيطان "بروست" هل كان خيال بالعقول؟! سُويعات من التفاوض مع الناشر كانت كفيلة بطبع (500) نسخة من (انتداب)كطبعة أولى بتكاليف مالية مقدرة ب(500)دولار أمريكي! دفعتْ له بعد قراءتها وأعجبه بأسلوب سردها، ثم صدرتْ بأبريل (2016)، وإستلمتُ عددًا قُدِر ب(50) نسخة مجانية حسب العقد المبرم بيننا، نُفذتُ المهمة مع وكيله الموجود بالسودان، عتبي عليهما أدائهما السلحفائي البطِيء الحركة بتنفيذ مهمة التواصل معي _ كأب شرعي لإصدراتي_ فأظن إن على الناشرين التواصل مع الكُتاب حيثما وجدوا لإعلامهم إن نسخًا ما من إصدراتهم قد خبرتْ طريقها! فهل لكم الهدى للوصول، أم الإنهزام سيتركها لقيمات هنية تقمن أصلاب العناكب لنسخ خيوطها المانعة وصولها لأكبر قدر من القراء، هُنِيهة والهمس يتطاير هنا، وهناك بصوتٍ خفيضٍ: _ "سيتطيع، لا يستطيع..." وكهزيمة للوساوس القهرية بالوصول لمكان الإستلام نفذتُ المهمة ثم إنطلقتُ إلى فئة أخرى لا تقل أهمية عن الطرفين الأصليين وهي فئة صغار الموزعين فإفتراش الكتب للأرض لا يعد كإنتقاص من قيمة الكتب بل الوصول السريع للقراء، وربما بإثمان زهيدة بمقدور الكثير توفيرها..