حماة الاتجاه الاستراتيجى الغربى |وزير الدفاع: الحفاظ على الاستعداد القتالى ضمان أمن واستقرار الوطن    المصريون بفرنسا ينظمون وقفة أمام القنصلية في مارسيليا| صور    جامعة حلوان تكرّم خريجي BIS بتنظيم رفيع المستوى من شركة دعم الخدمات التعليمية    بحوث الصحراء يُنظم دورة تدريبية بسيوة لتحسين جودة التمور    «شلاتين» تستهدف رفع إنتاج الذهب إلى 6 أطنان خلال 5 سنوات    إطلاق منظومة مصرية للكشف المبكر عن سرطان الثدى باستخدام الذكاء الاصطناعى    القائد العام للقوات المسلحة ورئيس الأركان يلتقيان رئيس هيئة الأركان للقوات المسلحة الأردنية    وزير الدفاع الإسرائيلي: الحوثيون سيدفعون ثمنًا مضاعفًا مقابل كل صاروخ    انطلاق مباراة الطلائع والإسماعيلي    النيابة العامة تُخلي سبيل المستأجر والمنقذين في حادث شاطئ أبو تلات    خبز مسموم.. حين قتلت الغيرة أسرة بأكملها في دير مواس    انطلاق البرنامج التدريبي في علوم الصيانة والترميم بالمتحف القومي للحضارة    وزير المالية: مصر تمتلك الأدوات والقدرات لتعزيز صادراتها الطبية    الساحل الشمالى بين الترف والجدل    الحكومة تدرس إقامة منطقة صناعية للجلود في برج العرب أو العلمين الجديدة    من "مينفعش يمشي" ل"لازم نبيعه".. كيف ناقض شيكابالا نفسه في ملف "زيزو" مع الزمالك؟    هيفاء وهبي تشعل مسرح فوروم دي بيروت بحفل كامل العدد | صور    مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي يعلن أسماء المكرمين في دورته الثانية والثلاثين    "طالعة قمر".. نادين الراسي تخطف الأنظار بإطلالة جريئة    مراسل "الساعة 6": المتحدة تهتم بأذواق الشباب فى حفلات مهرجان العلمين    «ناس مريضة».. حسام حبيب يكشف حقيقة عودته لشيرين عبد الوهاب| خاص    أفضل أدعية تعجيل الزواج.. أمل القلوب في الاستقرار    رمضان عبدالمعز: الاحتفال بالمولد النبوي يكمن في محبة النبي والاقتداء بأخلاقه    فيريرا: نعالج الأخطاء فى الزمالك.. وانتظروا تطور الصفقات الجديدة    حالة الطقس غدا الإثنين 25- 8- 2025 في محافظة الفيوم    نجوم الغناء العربى يدعمون أنغام برسائل مؤثرة عبر تليفزيون اليوم السابع    السكة الحديد تشغل القطار السابع لعودة الأشقاء السودانيين إلى وطنهم.. صور    النيابة العامة تطالب المواطنين الإبلاغ الفوري عن أي وقائع للتعدي على الحيوانات    المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: محافظات الجنوب غير قادرة على استيعاب 1.3 مليون مُهجر قسريا    الغائبة الحاضرة.. CNN: ميلانيا ترامب بعيدة عن الأنظار رغم تأثيرها الواضح    «ماس في فيشة».. حريق في فيلا الفنان محمد صبحي والحماية المدنية تسيطر عليه (تفاصيل)    ما هي شركة المحمول الأفضل في مصر؟.. تقرير رسمي يكشف جودة الخدمات    النادي لم يتمكن من تسجيله.. جوهرة برشلونة يرفض الرحيل في الصيف    محافظ بني سويف يكرم مُسعفًا وسائقًا أعادا مليون ونصف لأسرة مصابة في حادث    الكشف على 665 مواطن خلال قافلة طبية مجانية بقرية الفالوجا بالبحيرة    اليونيسف: الأطفال والرضع في غزة يواجهون الموت جوعًا وسط تفاقم الأزمة الإنسانية    أيمن يونس يهاجم شيكابالا بسبب تصريح "الشيشة"    الجوازات تنهي إجراءات المرضى وكبار السن في دقائق.. صور    الاحتلال يستهدف منتظري المساعدات والطواقم الطبية    وزير الصحة يبحث خطط شركة "أكديما" للتوسع في الصناعات الدوائية والتصدير    وظائف بنك القاهرة 2025.. اعرف التخصصات المطلوبة وأهم الشروط    لمدة 21 ساعة.. انقطاع المياه عن بعض المناطق بالقليوبية (تفاصيل)    بمشاركة 33 شركة.. انطلاق مبادرة «سلامتك تهمنا» في الإسكندرية    أجندة قصور الثقافة هذا الأسبوع.. انطلاق ملتقى دهب واستمرار مهرجان مسرح الطفل وأوركسترا مصر الوطني يصل شرق الدلتا    منتخب ناشئات السلة يغادر إلى صربيا لخوض معسكر خارجي استعدادًا لبطولة إفريقيا    الخوف من بيع الشقة.. جريمة هزت أبو كبير ضحيتها فنان شعبي على يد نجله    بعد تدخل وزير الرياضة.. جدل قانوني وتنظيمي يحيط الأهلي بعد التتويج بكأس السوبر السعودي    الجنوب اللبناني يترقب مصير قوات الأمم المتحدة وسط مخاوف شعبية ورسمية    انطلاق البرنامج التدريبي لإعداد قيادات المراكز والمعاهد البحثية بمعهد إعداد القادة    رئيس حزب الإصلاح والنهضة يكشف تفاصيل مخطط الجماعة الإرهابية لاستهداف سفارات مصر    وزارة الصحة تعلن قرارا مهما بشأن صندوق التعويض عن مخاطر المهن الطبية    التنكيل بالضفة... حملات اعتقالات واقتحامات إسرائيلية واسعة فى الضفة الغربية    يسري جبر: هذا جزاء من يتقن عمله    "مباراة عادية".. المصري هيثم حسن يتحدث عن مواجهة ريال مدريد في الدوري الإسباني    وزير الدفاع يلتقي عدد من مقاتلي المنطقة الغربية العسكرية    تراجع أسعار الدواجن والطيور الحية اليوم الأحد فى أسواق الإسماعيلية    "سيد الثقلين".. سر اللقب الشريف للرسول صلى الله عليه وسلم في ذكرى مولده    دعاء الفجر | اللهم يسّر أمورنا واشرح صدورنا وارزقنا القبول    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



(خطبة الجمعة) بعد سيطرة الإسلاميين على الحكم
نشر في شباب مصر يوم 05 - 04 - 2012

وآخرون لباس الدين قد لبسوا.................... و الدين حَرّم ما قالوا وما ارتكبوا.
من وراء الميكروفونات ومكبرات الصوت، ومن خلف الحناجر القوية والأصوات المدوية، كنا نصغي للخطابات الحماسية التي تلهب وتحرك مشاعرنا، فلم يتوقف خطباء المساجد يوما عن النصح والإرشاد، التهديد والوعيد، الترغيب والترهيب، التخويف والتوبيخ، فكنا آذان صاغية وقلوب مطمئنة مسلّمين لما نرى منهم ونسمع.
فهم لم يتقاعسوا لحظةً واحدة عن الدعوة للجهاد والتقرب من الله، وعمل الخير والتحلي بحسن الخلق.
فكان الإمام نموذجا للأخلاق السامية والنبيلة، فكان السبّاق دوما لعمل الخير، فلم يكن منا إلا أن نكِن له كل الاحترام والتقدير، ولهذا أوصلناهم بالحب والمودة إلى سدة الحكم، فلم نرى منهم بعد ذلك إلا الإهمال والتقصير.
لذلك كان حتما عليهم تغيير الخطابات الدينية بما يتماشى مع أقوالهم وأفعالهم.
فمن المقولات الساخرة التي قيلت بحقهم ( أن أكثر الأشياء التي يحبذها المشايخ في القرآن: سورة النساء وسورة المائدة وآية الكرسي) "نساء ومائدة وحكم"
فكيف هي خطبة الجمعة بعد تولي الخطباء لمناصب الدولة العليا.
في البداية سوف اعرض عليكم أكثر المواضيع التي يتناولها الخطباء بعد توليهم مناصب الدولة العليا والحساسة.
فعلى سبيل المثال يأتي الخطيب وقد أصبح وزيرا ليخطب في المصليين يوم الجماعة، وهو يرتدي بزة مرتفعة الثمن فيستطرد قائلا: "إن الله يحب أن يرى نعمته على عباده" تبريرا لمظهره وسيارته الباهظة الثمن.
وفي سياق منفصل يذكر أن ابو بكر الصديق قال (والله (لأقاتلن) من فرق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حق المال، والله لو منعوني عقالا كانوا (يؤدونه) إلى رسول الله "صلى الله عليه وسلم" لقاتلتهم على منعه).
ليبرر بهذه الحالة قتل الأجهزة الأمنية التابعة لحكومته لمجموعة من الناس متهمة بعدم دفع الضرائب للحكومة، فيستدل بأن أبو بكر كان ليقتل مسلما لعدم دفع الزكاة، وبهذه الحالة القتل بين المسلمين قد يكون جائزا في بعض الحالات.
وفي موضوع آخر يستند الخطيب لقول الله عز وجل "يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم" ليحث الناس على طاعته وطاعة غيره من حكومته، ثم يلتمس حديث رسول الله "ص" ( من خلع يداً من طاعة لقي الله يوم القيامة ولا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية) . وفي الواقع فإن البيعة لا تكون إلا لولي أمر المسلمين، يبايعه أهل الحل والعقد، وهم العلماء والفضلاء ووجوه الناس ، فإذا بايعوه ثبتت ولايته، ولا يجب على عامة الناس أن يبايعوه بأنفسهم ، وإنما الواجب عليهم أن يلتزموا طاعته في غير معصية الله تعالى.
وكثيرا ما يستخدموا مصطلح المرتد والفتنة، لتصفية المعارضين السياسيين وتبرير قتلهم للمعارضة، فإن خالف أحد نهجهم أو عارض أفكارهم يصفوه بالمرتد، على أساس أنهم مشروع إسلامي، وأنهم امتداد للصحابة والخلافة الإسلامية، وإن قام أحد بمناقشة أفكارهم بشكل سلبي يتهموه بمروج الفتن، ويستشهدوا بقول الله تعالى " والفتنة أشد من القتل" ثم يقتلوه أو يستبيحوا دمه.
وإن بحثنا في أسباب الردة لوجدناها كالتالي:
أسباب حرب الرّدّة هي
1. إدّعاء قسم من القبائل النبوّة بسبب العصبيّة القبليّة حيث اختارت كل قبيلة شخصًا منها ليكون نبيًّا.
2. عدم تعوّد قسم من القبائل الخضوع للنظام الذي اقرّه الإسلام من تحريمات، مثل: تحريم الخمر والميسر والزّنا والربا وغيرها.
3. رفض قسم من القبائل دفع الزكاة حيث اعتبرتها ضريبة واعتبرت دفعها خضوعًا مهينًا لها.
4. اعتقاد قسم من القبائل أنّ ولائهم السّياسي للرسول محمد كان ولائًا شخصيًّا ينتهي بوفاة الرّسول محمد بن عبد الله.
ولكن الخطباء اليوم يستخدمون البندان 2_4 للتحريم بالإضافة إلى استخدام معطيات أخرى ليوهموا الناس بأن هؤلاء الأشخاص مرتدين.
وفي الحقيقة أن البند 2 لا ينطبق على شارب الخمر أو الزاني أو المتعامل في الربا لان الله حدد عقوبة كل منهم ولكن المرتد من جحد بهم أي لم يعترف بحرمانيتها أصلا.
أما البند 4 فلا يمكن تشبيه ولاء المسلمين لسيدنا محمد بولاء الناس لحكم بعض الجماعات الإسلامية التي لا تلتزم بتعاليم الدين الإسلامي أصلا، وبالتالي ليس كل من يرفض الولاء لهم مرتد يجوز قتله.
وعادة ما يبتعد خطبائهم عن الحديث في الأمور الدينية، ويتجهوا للحديث في أمور السياسة مستشهدين من حين لآخر ببعض الآيات والأحاديث النبوية، بما يخدم مصالحهم وأقوالهم حتى لو في ذلك تحريف للتفسير والمعنى الحقيقي لنزول الآية أو الواقعة التي تناولها الحديث النبوي، فيأخذوا ما يسد حاجتهم لإقناع الناس ويتركوا باقي الآية أو الحديث، كما لو قولنا " ويل للمصلين" وسكتنا.
أما الجزء الآخر الذي أتحدى أن يقف خطيب ذو منصب وشأن في الدولة و يتحدث فيه، مع العلم أن هذه المواضيع كانت الأكثر إثارة لنقد الحكومات السابقة، إلا أنها تختفي الآن مع توليهم للحكم، فل نستمع لخطبة جمعة من خطيب ذو منصب وزير أو رئيس أو ما شابه في الحكومة الإسلامية يتحدث عن هذا الجزء.
فهل يستطيع هذا الخطيب وحال البلاد في أسوء حال أن يخطب في الناس بالقول أنه (في عهد سيدنا عمر بن الخطاب بكي رضي الله عنه، و لما سئل عن سبب بكائه قال أخاف أن تتعثر دابة في العراق فيسألني عنها ربي لما لم تمهد لها الطريق يا عمر).
وهل يعقل أن يكون السيد خطيب الجمعة قد جاء إلى المساجد بموكب طويل من السيارات الثمينة والحراسة الشخصية، أن يخطب في الناس قائلا (عن الحسن البصري قال: خرج الخليفة عمر رضي الله عنه في يوم حارّ واضعا رداءه على رأسه، فمرّ به غلام على حمار، فقال: يا غلام، احملني معك، فوثب الغلام عن الحمار ،وقال: اركب يا أمير المؤمنين، قال: لا، اركب، وأركب أنا خلفك، تريد أن تحملني على المكان الوطء، وتركب أنت على الموضع الخشن، ولكن أركب أنت على المكان الوطء وأركب أنا خلفك على المكان الخشن، فرفض عمر رضي الله عنه، فركب خلف الغلام، ودخل المدينة وهو خلفه على المكان الخشن، والناس ينظرون إليه). فكيف سيجرؤ هذا الخطيب على قول ذلك.
وهل سيجرؤ على القول بأن الكثير من الصحابة قد تبرعوا بكل أموالهم للمسلمين، وهو مازال يمتلك فيلا وعدد من السيارات الفخمة له ولأولاده، ولزوجته سائق خاص وحراسة شخصية.
وإن تجرّئ على قول ذلك هل سيجرؤ على أن يخبر المصليين بأن مجموعة من العبيد ذهبوا إلى إمام وطلبوا منه أن يخطب في الناس في يوم الجمعة القادم عن عتق العبيد المسلمين، ويوضح أجر ذلك، وفي يوم الجمعة لم يتحدث الخطيب عن عتق العبيد، ثم انتظروا أن يتحدث عن ذلك في الجمعة المقبلة ولكنه لم يفعل، وفي الجمعة الثالثة أيضا لم يتحدث عنهم، وفي الجمعة الرابعة بدأ الخطيب بالحديث عن عتق العبيد المسلمين وأجر من يعتق عبدا، فاستغربوا منه، ثم ذهبوا إليه وسألوه عن هذا التأخير فقال: لم يكن عندي من المال ما يكفي لشراء عبد، فانتظرت حتى جمعت المال ثم اشتريت عبدا مسلما وعتقته، بعدها كان بوسعي الحديث عن عتق العبيد.
مستشهدا بقول الله عز وجل " أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم"
وهل يمكن لخطيب أثراه المنصب بالغنى الفاحش في وقت قصير، بعدما كان يعيش في منزل صغير متواضع ويركب الدراجة الهوائية أو النارية، أو حتى سيارة بسيطة قديمة، ليصبح يمتلك عدة منازل وأراضي وبيت رئيسي كبيوت الأثرياء، ويتنقل بموكب من السيارات التي لا مثيل لها في البلاد، أن يخبر الناس قصة رُسل كسرى عندما زاروا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، حيث دخلوا المدينة وأرشدوهم إلى المسجد فسألوا أين قصر أمير المؤمنين فضحك الصحابة من سؤالهم هذا وأخذهم أحد الصحابة وقال لهم أترون هذا البيت الطيني وعليه شعر ماعز وضعه عمر لكي لا يسقط المطر فينهدم البيت على رأس عمر وأولاده.
فطرقوا الباب ففتح لهم عبد الله بن عمر بن الخطاب فسألوه عن أبيه، فقال ربما كان في نخل المدينة، فخرج معهم عبد الله حتى وصلوا إلى هناك فقال لهم أترون هذا الرجل النائم هناك، إنه عمر بن الخطاب وقد كان المشهد الذي رآه وفد كسرى عبارة عن رجل نائم على ظهره يغط في نوم عميق على الأرض، يده اليسرى تحت رأسه وسادة ويده اليمنى على عينه تحميه من حرارة الشمس. فقال قولة صدق أصبحت مثلا وأصبح الجيل بعد الجيل يرويها:
"أمنت لما أقمت العدل بينهم فنمت نوم قرير العين هانيها" (عدلت فأمنت فنمت يا عمر).
وأخيرا أوجز مقالي بمقولة لأحد القادة الأمريكيين- ولا تعظيمي لهذا الرجل ولكن استشهادا بالفكر الأمريكي- فيقول " ينبغي أن نَحكم المسلمين بآيات القرآن، ولكن حسب التفسير الذي نشرحه لهم".
ففي زمن المتسترين برداء الإسلام، أصبحنا وللأسف لا نُحكم بآيات القرآن بل نُحكم بأهواء مفسرين آيات القرآن الكريم.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.